كارولين دو موناكو: حكاية أميرة عمرها 60 عاماً

كارولين دو موناكو,حكاية,أميرة,عيد ميلاد,جمال,ذكاء,أناقة,الأمير رينييه الثالث,غرايس كيلي,كارولين لويز مارغريت

جولي صليبا 12 فبراير 2017

في 23 كانون الثاني/يناير الماضي، احتفلت الأميرة كارولين دو موناكو بعيد ميلادها الستين. إنها الأميرة التي أسرت قلوب العالم بجمالها، ورقيها، وذكائها، وأناقتها...

ابنة مدللة ومثقفة
في 23 يناير 1957، بعد تسعة أشهر من زواج الأمير رينييه الثالث من غرايس كيلي، ولدت فتاة صغيرة صاحبة وجنتين ممتلئتين أطلق عليها اسم كارولين لويز مارغريت.
أصبحت كارولين الوريثة المفترضة للعرش، لكنها فقدت هذا الحق بعد أربعة عشر شهراً عند ولادة أخيها الأصغر ألبير. إلا أنها بقيت الأولى في قلب والدها الأمير رينييه.
بالفعل، أرادها والدها أن تكون الابنة المثالية، الأكثر جمالاً وثقافة وذكاء. تتحدث كارولين خمس لغات، ودرست الفلسفة في جامعة السوربون، والعلوم السياسية في باريس.
توجب عليها أداء دورها في الإمارة واحترام مكانتها مهما كانت الظروف. وبين الأولاد الثلاثة للأمير رينييه، تعتبر كارولين الأقرب إلى والدها في كل شيء، لدرجة أن الاثنين لم يتواجها أبداً حتى عندما اتخذت الابنة قرارات معارضة لرغبة والدها.
في العام 1982، عند وفاة غرايس دو موناكو، استلمت الأميرة كارولين مهام أمها وترأست جمعية غرايس دو موناكو. وفي العام 2005، عند وفاة الأمير رينييه، بدت كارولين منهارة نتيجة الحزن، وإنما في الوقت نفسه قوية مثلما أرادها والدها.

أخت حنونة
لطالما كانت كارولين دو موناكو أختاً حنونة لأخويها ألبير وستيفاني. تواجدت دوماً لأجلهما في الظروف العصيبة، لا بل إنها كانت أحياناً صلة الوصل بين الأميرين رينييه وألبير، كلما أخفق هذان الرجلان في التفاهم مع بعضهما. وبعد موت والدها، أدّت الأميرة كارولين دورها كسيدة أولى ووزيرة للثقافة في الإمارة. سافرت كثيراً، لكنها لم تبتعد أبداً عن أجواء موناكو. يجد الأمير ألبير قوة كبيرة في أخته كارولين، ويعرف أنه يستطيع الاعتماد عليها في الظروف الصعبة.

ثلاثة أزواج لأميرة واحدة
في 28 حزيران/يونيو 1978، تزوجت كارولين دو موناكو من فيليب جونو، ثري يكبرها بسبعة عشر عاماً التقت به قبل عامين. كان حفل الزفاف أسطورياً يومها، وحضره 700 مدعو، بينهم آفا غادرنر وكاري غرانت. لكن الطلاق أعلن لسوء الحظ بعد عامين فقط بسبب الخيانات المتكررة للسيد جونو.
في العام 1981، تقدمت كارولين بطلب الطلاق لدى الفاتيكان، واستمرت إجراءات الطلاق لأكثر من عشرة أعوام. في العام 1992، عادت الأميرة كارولين حرة، واعتبرت زواجها الأول بمثابة خطيئة الشباب. قررت المضي قدماً في حياتها بكل رباطة جأش وعزيمة، وبقيت في الوقت نفسه متمسكة بالتقاليد.
الزواج الثاني لكارولين كان زواج حب بكل معنى الكلمة. فحين تزوجت ستيفانو كاسيراغي مدنياً عام 1983 في قصر موناكو، تزوجت الرجل الذي أحبها ولم يخذلها يوماً. أحبت كارولين هدوء رجل الأعمال الإيطالي ورقيه في التعامل معها، وتحول إلى رجل حياتها ووالد أطفالها.
إلا أن هذا العالم الجميل انهار عام 1990 عندما توفي ستيفانو خلال حادث مأساوي وهو لا يزال في ريعان الشباب (كان عمره 30 عاماً فقط).
بعد تسعة أعوام، فاجأت الابنة الكبرى لغريمالدي العالم كله عندما تزوجت الأمير إرنست أوغوست دو هانوفر. إلا أن هذا الزواج لم يدم طويلاً بسبب إدمان إرنست على الكحول ومعاناته من الاكتئاب، بحيث خسر نفسه ثم خسر المرأة التي أحبها.

أم متفانية
بعد الموت المأساوي لزوجها ستيفانو كاسيراغي، انعزلت الأميرة كارولين عن العالم الخارجي، وقررت تكريس كل وقتها وحياتها لأولادها الثلاثة. ذهبت للعيش معهم في الريف الفرنسي، بعيداً عن أضواء الريفييرا وفخامة القصر، وحاولت قدر المستطاع توفير عيش هانئ لهم لا يعكّر صفوه أي شيء.

جدة عصرية
من قال إن الجدة لا يمكن أن تكون شابة وعصرية؟ فالأميرة كارولين لم تفقد شيئاً من جاذبيتها رغم أنها أصبحت الآن جدة لرافاييل، 3 أعوام، ابن شارلوت وغاد المالح، وساشا، 3 أعوام أيضاً، ابن أندريا وتاتيانا. وها هي الآن الجدة كاورلين تكتشف روعة الحياة مع صغيريها، بعيداً عن مشاعر القلق والواجبات التي رافقتها طوال حياتها.
تبقى كارولين دو موناكو رمز الأميرة الحرة والواثقة من نفسها، الحكيمة في قراراتها، والمتفانية من أجل الذين تحبهم.