جهاز منزلي يحصد آلاف الضحايا في السعودية!

السعودية,الخليج,اخبار الخليج,اخبار السعودية,مواقد الغاز

19 فبراير 2017

حصدت الحرائق أرواح الآلاف في السعودية، وتعد أحد أكثر أسباب الوفاة شيوعاً، ومن أبرز هذه الحرائق ما تتسبب فيه مواقد الغاز أو السولار، والتي تعتبر السبب الأول لاندلاع الحرائق، ويقع الجزء الأكبر من هذا الخطر في المنازل.

وبحسب آخر إحصاء صادر من الإدارة العامة للدفاع المدني في العام 1436هـ، أن هذه حرائق الغاز ازدادت عن الأعوام الماضية، إذ سجلت الحوادث الناجمة عنها في الإحصاءات الأخيرة ثلاثة آلاف و19 حريقاً، بينما كانت في العام الذي سبقه ألفين و376 حريقاً.

وتتكرر هذه الحوادث باستمرار، وأخيراً باشرت فرق الدفاع المدني في مكة المكرمة، حريقاً وقع في منزل إثر حدوث انفجار سحابة غاز داخل غرفة حارس مبنى تقع في فناء فيلا مكونة من دورين، ونجم عنه إصابة الحارس (آسيوي)، نقل إثرها إلى المستشفى، إضافة إلى تضرر سيارة متوقفة بجوار الغرفة.

واندلع حريق قبل شهرين في مكة أيضاً، في مطبخ عمال إحدى الشركات الخاصة، بعد انفجار سحابة غاز داخله، ونجم عنه إصابة 14 شخصاً بإصابات متفاوتة إضافة إلى وفاة شخص. فيما أصيب رجلان وامرأتان بحروق تفاوتت بين الدرجتين الثانية والثالثة نتيجة حريق جراّء تسرّب الغاز في شقتهم في جدة.

وكاد اشتعال النيران في «دفاية» غاز أن يودي بحياة أم وأطفالها الثلاثة بعد حصارهم في غرفة النوم، إضافة إلى إصابة رجل إطفاء باشر الحادث. وشهد نهاية العام 2012، حادثاً مؤلماً إثر اشتعال ناقلة غاز شرق الرياض، ما أدّى إلى وفاة عشرات الأشخاص، وإصابة المئات.

وأظهر إحصاء نشر أخيراً، أن منطقة مكة المكرمة استحوذت على النسبة الأعلى في عدد الحوادث بثمانية في المئة، وبلغ عدد حرائقها 16 ألفاً و171 حريقاً، بمعدل 44 حريقاً يومياً، تلتها الشرقية بثمانية آلاف و349 حريقاً.

ووصل عدد حرائق الرياض إلى سبعة آلاف و754 حريقاً، والمدينة المنورة بأربعة آلاف و375، والقصيم بألفين و621، وجازان بألفين و546، أما في تبوك فشهدت ألف و984، تليها عسير ألف و641، وألف و205 حرائق في الباحة، وألف و168 في نجران وسجلت الحدود الشمالية العدد الأقل بـ683 حريقاً.

وأكدت «الدفاع المدني» أن غالبية الوفيات في الحرائق ليست احتراقاً، إنما تعود إلى الاختناق، مؤكدة أهمية وجود كواشف الدخان، لما لها دور كبير في التخفيف من الحرائق، إذ إن وجودها يحد من هذه الوفيات، ويصدر تنبيهاً عند وجود حريق.

وهو ما أكده المختص في الأمن والسلامة المهندس عادل أمين، الذي قال إن غالبية الوفيات في حوادث الحريق سببها «الدخان، وليس الحريق في حد ذاته»، مؤكداً أهمية التنبه إلى أخطار الأدخنة، عبر أجهزة الكشف المبكر عنها، وتسريع إنقاذ الأرواح والممتلكات.

وأضاف أمين، أثناء ورشة عمل نظمتها مديرية الدفاع المدني في منطقة جازان أخيراً، بعنوان «المفاهيم الأساسية لمتطلبات السلامة والوقاية من الحرائق بالمشاريع»، إن المملكة تتفوق في مكافحة الحرائق عالمياً، كونها تمتلك أفضل الطرق المقاومة.

وكان الناطق الرسمي للدفاع المدني العقيد عبدالله الحارثي، أوضح في تصريح سابق أن المؤشرات الإحصائية التي تتضمنها التقارير وما يرتبط بها من مدلولات عن نوعية الحوادث ومسبباتها تمثل محوراً مهماً لتعزيز الإجراءات الوقائية بالتنسيق مع الجهات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني، للحد من مخاطر الحرائق وما ينجم عنها من خسائر بشرية ومادية.

وعول الحارثي على تفاعل مؤسسات المجتمع كافة في دعم جهود الدفاع المدني ونشر ثقافة السلامة وتنمية الوعي الوقائي ضد مخاطر الحريق والالتزام في لوائح الدفاع المدني الخاصة باشتراطات الوقاية من الحريق وتركيب أنظمة الإنذار في المنشآت العامة والخاصة.

يُذكر ان السعودية منعت استخدام الغاز المسال لأغراض الطهي في منطقة المشاعر المقدسة منذ أعوام، خوفاً من حدوث حرائق تودي بحياة حجاج، وشهد موسم الحج حوادث قاتلة، ففي 1975 شبّ حريق ضخم في مخيمات حجاج قرب مكة المكرمة، وأسفر عن مقتل 200 حاج، بعدما انفجرت اسطوانة غاز في إحدى الخيم، وتسللت إلى المخيمات المجاورة، كذلك تسبب سخان في نشوب حريق هائل في مخيم الحجاج بمنى في العام 1997، ما أدى إلى مقتل 343 حاجاً وجرح أكثر من 1500 آخرين.

 نقلاً عن الشقيقة "الحياة"