مقابلتي الأولى مع ريم عكرا

ريم عكرا,مقابلة,فاديا فهد,أقلام لها

فاديا فهد 22 فبراير 2017

كانت مقابلتي الأولى مع ريم عكرا عام ٢٠٠٤. كانت «لها» في سنتها الثالثة، وريم في منتصف ثلاثيناتها تقطف أولى ثمار نجاحها الكبير في نيويورك، فارضةً نفسها المصمّمة الأولى لفساتين الأعراس في بلاد العمّ سام، وذلك بعد أقلّ من خمس سنوات على انطلاق دارها الخاصّة. أذكر أنني التقيتها في منطقة رأس بيروت، مرتع طفولتها، فوجدتني أمام امرأة بتعابير شرقية، وعينين واسعتين متّقدتين ذكاءً. استقبلتني بابتسامة خجولة، وأناقة أقرب ما تكون الى البساطة. لم يلزمني الكثير من الوقت كي أعلم انها سريعة البديهة، قليلة الكلام. تتحدّث بصوت هادئ فيه شيء من الخجل والثقة في آن واحد. لا تخدعنّك شخصيتها الخجولة والمتواضعة، إذ سرعان ما تكتشف أنك تحتاج الى أكثر من لقاء كي تسبر أغوار هذه المرأة المبدعة الخلّاقة. أذكر أن اللقاء دام ثلاث ساعات وأكثر، روت فيه ريم ما لم تروِه في مقابلات أخرى، لا سابقة، ولا لاحقة. عادت الى جذورها لتخبرنا عن والدها الباحث اللبناني وأستاذ البيئة الصحّية في الجامعة الأميركية، وطفولتها في رأس بيروت، ومغامراتها في سوق الأقمشة حيث المحلات المتلاصقة، وأثواب الأقمشة مستّفة الواحد فوق الآخر. وسلمى الخيّاطة، العجوز التي علّمتها التعاطي المرهف مع القماش. وجدّتها أم أفتيم، «صاحبة اليدين المباركتين»، التي كانت تجمع بقايا الأقمشة المستخدمة في خياطة الثياب، وتصنع منها وحفيدتها أزهاراً تزيّن الفساتين والسترات… ذكريات وتفاصيل ترسم فصلاً مهمّاً من حياة ريم، المصمّمة العالمية الفخورة أبداً بجذورها الشرقية، تماماً كما نحن نفخر بها! 


نسائم

عصفور

فوق أغصان الربيع البعيد

ينده للدفء

للحياة تتدفّق في الغصن  

لأمل ينمو في جناحيه

في برعم ينتظره بخفر.

عصفور لم يستسلم للصقيع

وطغيانه،

لا يكفّ عن الأمل.