هندسة عناصرها غير مألوفة في قالب عصري وفاخر

هندسة,مألوفة,الوصف,المهندس,أشكال هندسية,الفخامة,المساحة,الستينلس الستيل,الصالون,غرفة الطعام,التلفزيون,مزيج الألوان,الطاولة,البوردو,الباركيه,ركائز المقاعد,غرفة,الإبداع الهندسي,غرفة النوم,الزوايا,الجدار الخشب,مرايا مستطيلة,الرخام,الستائر الرمادية

تحقيق- روزي الخوري 21 مارس 2020

أمام جمالية هذا المسكن ورقيّه، يصعب الوصف ويكثر التأمّل . خيوط حاكها المهندس يوسف عسيران بدقّة وفنّ . أشكال هندسية استخدمها للمرّة الأولى في إطار من الفخامة والانسجام، ليصنع منها منزلا أنيقاً وعصرياً في آن .


المساحة المتوسطة لهذه الشقة الممتدة على 180 متراً، بدت مترامية بفضل أفكار المهندس عسيران الخلاّقة: «كان الهدف الأساسي من هذه الشقة جمع الفخامة والعملية مع استغلال المساحة بخطوط فريدة وجريئة تجعل المسكن يبدو فسيحاً، وهذه إحدى الركائز التي انطلقت منها لتصميم الشقة».

أما الركيزة الثانية، فكانت رغبة المالكَين وذوقهما، فالزوج يفضّل المساحات المفتوحة من دون حواجز. أما الزوجة، فتفضلها جلسات مغلقة لكلّ منها خصوصيتها.
وقد وفّق المهندس بين الذوقين وجعل المكان مغلقاً ومفتوحاً في آن بأسلوب مبتكر يراعي العملية والجمال، بفضل خطوط من الستينلس الستيل شكلت حاجزاً جمالياً بين الصالون وغرفة الطعام، وامتدت إلى سقف الصالون ومنها إلى الجدار المقابل، واحتضنت بفنّ جهاز التلفزيون في الوسط. ويعتبر المهندس أنه بهذه الطريقة واءم بين شخصية المالكَين ومفهوم كل منهما للمساحة.

ألوان الأثاث جديدة ومزيجها غير مألوف، من دون أن تكون نافرة، من الرمادي والبوردو والعسلي والهافان. ويقول المهندس: «استخدمنا ألواناً رائجة هذه الأيام في عالم الديكور، ولكن بطريقة لا تنفّر العين، فالعسلي والهافان لونان قويان وضعا بهدوء، بحيث شكّل مزيج الألوان لوحة متكاملة».
الصالون أثاثه كلّه من المخمل العصري، مصّمم خصيصاً لهذا المنزل، ومنه ما هو مستورد من إيطاليا. وشكّلت الإنارة فوق الطاولة الرخام الفاصلة بين غرفة الطعام والمطبخ، خيوطاً من الكروم منسجمة مع بقية الخيوط التي حدّدت الجلسات، في أسفلها إنارة موجّهة.
مجموعة من الطاولات بألوان عدة، منها ما هو من البوردو، أو الرخام والكروم، توزّعت في الوسط وعن يمين المقاعد ويسارها.

غرفة الطعام مقاعدها من القماش باللون الرمادي الزاهي، اتّسمت بالعصرية، واستلقت طاولتها المستديرة على قاعدة من الكروم كما ركائز المقاعد. وافترش الباركيه جزءاً من أرض غرفة الطعام، لينتهي بطريقة متعرّجة فنيّة.
وأمام زجاج شرفة غرفة الطعام، تدلّى ستار من القطن الرمادي. وبما أنّ المطبخ مفتوح على غرفة الطعام، فقد اتّسم بفرادة هندسية تتماشى مع بقية الأجزاء التي يطلّ عليها.

وتجلّت قمّة الإبداع الهندسي في غرفة من المرايا المذهّبة، خصّصت للملابس، تطلّ على قاعات الاستقبال، لتشكّل امتداداً جمالياً لها.
هذه الغرفة التي استحدثها المهندس اقتطعها من غرفة النوم التي ألغى منها الخزائن ليكسب مساحة أكبر، وجعلها خارجية، ضاماً بذلك الجمالية إلى العملية.

وبالوصول الى غرفة الماستر، نراها لافتة بألوانها، إطار السرير من المخمل الهافان وخلفه مستطيلات من الخشب مستديرة الزوايا بطلاء جديد الاستعمال يظهر كأنه مخمل، وهو مزيج من ألوان البرونز والزيتي المعتّق، أخفى خلفه خزائن وزاوية ضمّت مجموعة من الكتب. وعلى السرير أرائك بوردو ولمسة رمادية.
ويبدو مزيج الألوان في هذه الغرفة قريباً إلى حدّ بعيد من الألوان المستخدمة في الصالون. وعلى الجدار الخشب المقابل عُلّق جهاز التلفزيون.
وإلى يمين السرير، مجموعة مرايا مستطيلة بإطار برونزي تظهر كأنّها معلّقة بالسقف. حمّام هذه الغرفة غير مألوف للنظر، مصمّم بابتكار لافت، فإلى جانب حوض الاستحمام الخارجي الملقى على الأرض، استخدمت للمرة الأولى الستائر المنسدلة من السقف وصولاً إلى الأرض، وهو ما أرخى جمالية لافتة سخّر لها المهندس كلّ التقنيات اللازمة كي يبعدها عن المياه.
وقد طغى الرخام الرمادي بتدرّج ألوانه من الزاهي إلى الداكن على الجدران والركيزة التي احتضنت المغسلتين، وتعلوها مرايا مستطيلة بإطار من الحديد.

الغرفة الثانية تتبع الجوّ نفسه، كما في كلّ المنزل قماش مخمل وألوان دافئة ممزوجة بفنّ. السرير هنا من المخمل البوردو، امتدّ ظهره على طول الجدار، وخلفه طلاء للجدران مخملي المظهر باللون الرمادي البرونزي.
وهنا أيضاً انسدلت الستائر الرمادية من السقف وصولاً إلى الأرض، وخلفها الفوال الأبيض لتكتمل لوحة الألوان التي طبعت أجزاء المنزل.
وفي جناح غرف النوم، افترش الباركيه الأرض بنقشة فريدة وجديدة ولون مميّز، كما في أرض غرفة الطعام.

الإنارة جمالية قائمة بذاتها، انتقاها المهندس والمالكون من مجموعة إيطالية فاخرة، أكملت هوية المنزل الفريدة بشكلها العصري والمبتكر.
خلف كلّ سرير علّقت مصابيح طائرة بسيخ من حديد. وفي الصالون الفكرة نفسها، مصباح معلّق يرسل نوره في كلّ الأرجاء ملقياً الضوء على أدق التفاصيل التي حاكها المهندس عسيران بعناية وابتكار.