شوقي المعلّم

فاديا فهد,أقلام لها,نسائم,شوقي أبي شقرا

فاديا فهد 05 أبريل 2017

عرفتُه في بداية حياتي المهنيّة، في صحيفة «النهار»، بيتي الأول، حين كان مسؤولاً عن الصفحة الثقافية. شوقي أبي شقرا الشاعر السريالي المرهف، المكتفي بعالمه الغارق كمكتبه بالأوراق والقصائد والمقالات النقدية والكتب الأدبيّة. الرجل الصامت، المعلّم الهادئ المبتسم بكياسة، أذكره منكبّاً بقامته الطويلة ونظّارتيه السميكتين وقلمه الأحمر، فوق أوراقه، مصحّحاً، مدقّقاً، منقّحاً، معنوناً. كان شوقي سيّد العنوان الصحافي الجذّاب الأنيق المنمّق المنحوت نحتاً، وكنّا ننتظر عناوينه كمن ينتظر رغيفاً ساخناً شهيّاً. عناوينه قصائد موجزة فيها الواقعة والصورة الشعرية المفذلكة المولِّدة للمشهد البصري. منه تعلّمنا جميعاً فنّ العنوان الصحافي المدهش والمفاجئ... وتعلّمنا الوفاء. لم تكنّ تمرّ مناسبة رحيل كاتب، أو غياب كبير أو انكفاء صحافي، إلا ودُوّنت في مقال تكريمي في الصفحات التي يشرف عليها.

تحيّة الى صحافي وشاعر انطبع أسلوبه فينا حتى العظم، الى ينبوع متدفّق نتمنى لو ننهل منه اليوم بعد، عسانا نتعلّم أكثر.


نسائم

بحر هائج ثائر

يمخره مركب واثقٌ

هيكل أخشابه يرتجف

تنتفخ أشرعته وتتضخّم ككومة ثلج

ويتابع إبحاره الهادئ

في قلب العاصفة.

في الأفق، بصيص يابسة

... بصيص أمل.