اسطنبول... قلب تركيا النابض بالحياة

اسطنبول,تركيا,الغراند بازار,السوق المسقوف,جسر البوسفور,مضيق البوسفور,رحلة,آيا صوفيا,جامع السلطان أحمد,المدن السياحية,الفندق,فندق رافلز Raffles,الخطوط الجوية التركية,شركة Turkish Airlines

جولي صليبا (اسطنبول) 09 أبريل 2017

الحياة أقوى من الموت . الخير أقوى من الشر . إنها مدينة اسطنبول التركية التي لا تزال تنبض بالحياة وروح التسوق والسياحة رغم كل الظروف الأمنية التي شهدتها في الآونة الأخيرة . لذا، حين تلقيت دعوة من شركة Turkish Airlines لزيارة مدينة اسطنبول، لم أتردد أبداً في قبول الدعوة لأنني على يقين بأن تجربتي هناك ستكون مميزة جداً وستبقى محفورة في ذاكرتي لوقت طويل ...


الرحلة من بيروت إلى اسطنبول تستغرق ساعتين، وهي في غاية الروعة إذا حجزت لنفسك مقعداً في درجة رجال الأعمال مع الخطوط الجوية التركية (Turkish Airlines) التي تعتبر واحدة من أسرع شركات الخطوط الجوية نمواً في العالم، لا سيما أنها تقدم خدمات ممتازة، مما يجذب إليها الكثير من المسافرين من كل أنحاء العالم.
وصلنا إلى مطار أتاتورك الدولي، الواقع في الجانب الأوروبي من مدينة اسطنبول قرابة السادسة فجراً وفق التوقيت المحلي، وتوجهنا فوراً إلى فندق Raffles المميز، حيث تجتمع العراقة مع الفخامة، والتقاليد مع العصرية، والتاريخ مع المستقبل...

فندق رافلز Raffles - اسطنبول
يقع فندق رافلز الفخم في منطقة زورلو، المشهورة بمطاعمها الراقية ومتاجرها الفخمة. ويشكل هذا الفندق مقصداً مهماً لـ «الاسطنبوليين» والسياح الباحثين عن الراحة والفرادة والفخامة في فندق ينتمي بكل جدارة إلى فئة الخمسة نجوم.
يطل الفندق على المدينة الخالدة بمناظر مهيبة تخطف الأنفاس. ويشد إليه الأنظار لأنه يذهل القاصي والداني بإطلالة رغيدة على اسطنبول. إنه تجسيد مثالي للجمال الخالد المنبثق من العمارة الهندسية العتيقة، بحيث يطل من نوافذه عبق التاريخ، ويشرق من جدرانه نور الشمس.
تتجدد روح الحياة في فندق رافلز- اسطنبول كلما استقبل ضيوفه بأناقة لا مثيل لها. فهو يجمع بين الأصالة والعصرية، الماضي والحاضر، الطبيعة والهندسة المعمارية، مما يجعل منه علامة فارقة  لا سيما أنه يقدم لنزلائه أفضل خدمة بأرقى إحساس.
يستطيع نزلاء الفندق الاستمتاع بمشاهد مذهلة لمضيق البوسفور، فيما الديكور الداخلي للفندق في قمة الروعة، علماً أن الأجنحة المتوافرة فيه هي من أكبر الأجنحة الموجودة في فنادق تركيا. وقد أكدت لنا السيدة نيرغيس سيفين (Nergis Sevin)، مديرة التسويق في الفندق، أن إدارة الفندق حريصة جداً على توفير الرعاية الشخصية لكل نزيل من النزلاء.
فما إن يحجز الشخص غرفة أو جناحاً له في الفندق، يتولى موظفو الفندق الاستعلام عنه من خلال وسائل التواصل الاجتماعي للاطلاع على مهنته وهواياته ووضعه الاجتماعي والمهني. ووفقاً لتلك المعلومات، يتم تجهيز الغرفة المحجوزة لتلبية ذوق ذلك النزيل تحديداً. بالفعل، روت لنا السيدة نيرغيس سيفين أن أحد الكتّاب حجز ذات مرة غرفة له في الفندق وإنما من دون الإفصاح عن هويته.
فقد أراد الإقامة في الفندق لتأليف كتاب مهم. نجحت إدارة الفندق في معرفة ذلك «السرّ» عن النزيل، فجهّزت له مجموعة من الكتب الصغيرة التي يمكن أن تفيده في مشروعه وقدّمتها له بمثابة هدية مفاجئة عند وصوله إلى غرفته في الفندق.
رافقتنا السيدة سيفين في جولة على أقسام الفندق الفسيح، وأخبرتنا حكاية كل لوحة معلّقة على كل جدار، وكشفت الهدف من استعمال كل صالة من الصالات الفسيحة المخصصة للمؤتمرات أو الحفلات أو المناسبات المهمة.
كما حرصت على دعوتنا إلى تناول العشاء معها في مطعم روكا (Rocca Restaurant) الموجود في الطابق الأرضي من الفندق، فتلذّذنا بأطيب المأكولات التركية والعالمية على وقع أنغام الموسيقى الكلاسيكية وسط أجواء من الرقي والفخامة.

اسطنبول العراقة والتنوع
تعتبر اسطنبول مركز تركيا الثقافي والاقتصادي والمالي. تقع على مضيق البوسفور وتطوّق المرفأ الطبيعي المعروف باسم «القرن الذهبي».
تمتدّ المدينة على طول الجانب الأوروبي من مضيق البوسفور والجانب الآسيوي منه، وهي المدينة الوحيدة في العالم التي تقع على قارتين.
كانت اسطنبول ولا تزال من أجمل المدن السياحية في العالم، لأنها تضمّ الكثير من الأماكن السياحية المتنوعة والمتعددة. ففي اسطنبول، لا بد من زيارة الجامع الأزرق، والآيا صوفيا والغراند بازار، والقيام برحلة في البوسفور... لذا، حرص السيد كمال الحاج مستيك، مندوب شركة Turkish Airlines، الذي رافقنا في الرحلة، على أن نزور كل تلك الأماكن السياحية ونطّلع عن كثب على نبض الحياة التركية.

السلطان أحمد وآيا صوفيا
في منطقة السلطان أحمد، لا يزال التاريخ شاهداً على ما مر من أحداث. وعلى جهتين متقابلتين يقف الجامع الأزرق أو جامع السلطان أحمد، وكنيسة آيا صوفيا التي تم تحويلها جامعاً قبل أن يحولها أتاتورك متحفاً عام 1935.
شُيّد جامع السلطان أحمد في القرن السابع عشر الميلادي خلال عهد السلطان أحمد الأول، ويُعرف باسم الجامع الأزرق بسبب البلاط الأزرق الذي يزين داخله. أول ما يلفت نظر السائح تلك القبب الكبيرة المتداخلة، والهندسة المعمارية المذهلة للمكان والسيراميك الأزرق المنتشر في كل ركن، والصاعد مع القباب نحو السماء.
عند الخروج من المسجد وجدنا مباشرة أمامنا، وعلى بعد أمتار قليلة، قباب آيا صوفيا التي تعتبر شاهداً آخر على التاريخ. آيا صوفيا هي الكنيسة التي بناها للمرة الأولى قسطنطين الكبير في القرن الرابع الميلادي، لكن مع الفتح الإسلامي تحوّلت إلى مسجد. وعند قيام الجمهورية التركية أصبحت متحفاً.

رحلة في مضيق البوسفور
الطقس بارد جداً، والضباب يخيّم على الأجواء، لكن هذا لم يمنعنا من التوجه إلى المركب والقيام برحلة في مضيق البوسفور.
صعدنا إلى المركب المؤلف من طابقين، وقررنا الجلوس في الطابق العلوي المكشوف، بالرغم من البرد الشديد والحرارة المتدنية.
فلا بد من مشاهدة معالم المدينة الجميلة بأمّ العين والتقاط الصور مباشرةً من دون حاجز النوافذ الموجودة في الطابق السفلي والمخصصة لحماية السيّاح من البرد والهواء.
لا شك في أن رؤية مدينة أسطنبول من مضيق البوسفور هي بمثابة رحلة بحرية رائعة لا تُنسى. بالفعل، تنشقنا هواء الريفييرا التركية، واستمتعنا بأروع المشاهد على طول الشواطئ الآسيوية والأوروبية، ورأينا قصور السلاطين في الواجهة البحرية، وفيلات الباشوات العثمانيين.
مررنا تحت جسر البوسفور، أحد الجسرين اللذين يصلان أوروبا بآسيا. يبلغ طول الجسر 1510 أمتار ويصل عرضه إلى 39 متراً.
جولة البوسفور هذه مثالية لكل سائح يرغب في الاسترخاء والابتعاد عن ضوضاء المدينة، ويودّ التقاط الصور لمناظر جميلة وآفاق ساحرة ومعالم سياحية مشهورة.

الغراند بازار أو السوق المسقوف
لا يمكن زيارة اسطنبول وعدم التوجه إلى الغراند بازار، أو السوق المسقوف، أحد أكبر الأسواق المسقوفة الموجودة في أوروبا. يحتوي هذا السوق على عدد كبير من المحلات التجارية ويعتبر جزءاً من التراث التركي الغني.
يمكنك شراء ما تريد من ذلك السوق، بحيث تراوح البضاعة المعروضة من الحلويات والمكسرات والبهارات، إلى الحرفيات والسجاد اليدوي الصنع، والملابس والأحذية والحقائب، والجلود والفرو، وصولاً إلى الذهب والماس.
أبلغنا كمال، التركي الجنسية وممثل شركة Turkish Airlines، أننا نستطيع التفاوض مع التجار على الأسعار في حال أعجبتنا البضاعة وأردنا شراءها، لكننا في الحقيقة لم نوفق كثيراً في ذلك، لأن الإصرار على السعر المحدد بدا شديداً.
إلا أن النوعية العالية الجودة أغرتنا كثيراً ودفعتنا إلى شراء العديد من قبعات الفرو والحقائب الجلدية، إضافة طبعاً إلى الحلويات التركية المشهورة.

إلى اللقاء اسطنبول...        
غادرت اسطنبول فجر اليوم التالي، بعد قضاء حوالى 24 ساعة فيها. لكنني على يقين بأن المدينة الساحرة التي غادرتها لن تغادرني أبداً... فقد تملّكني سحرها، وقررت العودة إليها في أقرب فرصة ممكنة لاستكشاف المزيد فيها!

CREDITS

شكر خاص : الللخطوط الجوية التركية Turkish Airlines وفندق Raffles