تجوّرات، إنتفاخات، تشوّهات... الندبات الجلدية وكيفيّة التخلّص منها!

معتقدات خاطئة,الندبات,تجوّرات,إنتفاخات,تشوّهات,الندبات الجلدية,طرق وقائية,جراحة,Keloid,الإستشارة الطبيّة,علاجات متعدّدة,ندبات جلديّة,لعلاج الطبيعي Homeopathy,الجمال الطبيعيّ,مستحضرات التجميل,إستشارة طبيب

دينا الأشقر شيبان 15 أبريل 2017

البشرة المثالية هي تلك الصحّيّة الخالية من الشوائب والتشوهات الجلديّة والتجوّرات والإنتفاخات... فالجمال مرتبط إرتباطاً وثيقاً بالصحّة الجلدية. فلا بدّ من الوقاية والعلاج للتمتّع بالبشرة الشابة، اليافعة، المشدودة، في الوجه والجسم على حدّ سواء.
إنّ الندبات هي آثار جلديّة نتيجة التعرّض لحادث معيّن، يخلّف هذه «التشوّهات» التي قد تبدأ سطحيّة وبسيطة، لتتحوّل دائمة ومستعصية في حال الإهمال. فكيف تتكوّن هذه الندبات وما أسباب ظهورها على البشرة؟
لا بدّ من التشديد بادئ ذي بدء على أهمّيّة المتابعة الطبيّة المتخصّصة لتجنّب مختلف العواقب التي قد تصيب الجسم، من حيث لا يدري المرء. لذلك، فإستشارة طبيب متخصّص بالأمراض الجلدية والجراحة أمر في غاية الأهمية للحفاظ على إشراقة البشرة وسلامتها.


مهما تطوّرت مستحضرات التجميل الكفيلة بتغطية عيوب البشرة، يبقى من الأفضل التخلّص من المشكلة التي تسبّب التشوّه أساساً، عوض العمل على تغطيتها يومياً بشكل كامل. فلا جدوى من إستخدام الماكياج وخافي العيوب من دون القضاء على المشكلة من جذورها.
ذلك أنّ التشوّهات الجلديّة أو الآثار التي نراها على البشرة عبارة عن ندبات مخلّفة من عوامل خارجيّة مختلفة، تظهر واضحة على الجلد، في الوجه أو الجسم، وتسبّب أحياناً إزعاجاً أو إحراجاً لصاحبها. بينما العلاج الطبّيّ متوافر...

لا يكتمل الجمال الطبيعيّ إلاّ بسلامة البشرة وصحّة الجلد. لذلك ينصح الأطبّاء بزيارة طبيب الجلد المختصّ أقلّه مرّة كلّ ستّة أشهر، للتشخيص المبكر ومباشرة العلاج السريع متى إقتضى الأمر، وذلك لتجنّب العواقب الوخيمة في ما بعد.

يتناول الدكتور نبيل أبي فرح، إختصاصي في الأمراض والجراحة الجلدية والتجميليّة، تكوّن الندبات وطرق العلاج المختلفة، عارضاً لأبرز سُبُل الوقاية. كما تفسّر الدكتورة إيرينا أبي فاضل، إختصاصيّة في الطبّ الداخلي والعلاج الطبيعي Homeopathy، مختلف الإجراءات التي يمكن القيام بها، بغية تفادي ظهور الندبات، أو التقليل منها للتوصّل إلى القضاء عليها نهائياً.

ندبات جلديّة
يشرح الدكتور أبي فرح: «إنّ الندبات هي حالات غير طبيعيّة، تظهر على سطح الجلد من جرّاء عوامل خارجيّة مختلفة، تؤدّي إلى تغيّرات واضحة وتشوّهات في الجلد». يضيف: «هناك أنواع مختلفة من الندبات، إذ يمكن أن تكون عبارة عن تجوّرات في الجلد، كما يمكن أن تكون مستوية مع سطح الجلد وإنما بلون مغاير، أو حتى تكون إنتفاخات جلديّة بارزة».
لا بدّ من التشديد على وجود أنواع بشرات أكثر عرضة من سواها لتكوّن الندبات. ويعود السّبب إلى إستعداد وراثيّ، جينيّ، إضافة إلى لون البشرة. فمن المعروف أنّ البشرة الفاتحة أكثر حساسيّة من البشرة السمراء، بسبب قلّة مادة الميلانين فيها، والتي تحمي من أشعّة الشمس والعوامل الخارجية المؤذية، وحتى من تكوّن الندبات إلى حدّ ما. كما أنّ بشرة الأطفال والنساء أكثر عرضة من بشرة الرجال للتشوّهات الجلدية والندبات أيضاً.

عوامل خارجيّة
كثيرة هي الأسباب التي تؤدّي إلى ظهور الندبات. يقول الدكتور أبي فرح إنّ «أبرز ما قد يسبّب الندبة هو الجراحة، أو الحرق بالماء الساخن أو الزيت، أو حتى التعرّض المفرط للشمس والتعرّض للحرق أو بعض الأمراض الجلديّة مثل جدرة الماء».
تختلف عندها الندبات بإختلاف المسبّب. فغالباً ما تكون الندبات المتأتيّة من الأمراض الجلدية، عبارة عن تجوّرات في سطح الجلد. كما تكون تلك الآثار بعد الخضوع للجراحة، إنتفاخات بارزة أو ما يعرف بالكيلويد.

علاجات متعدّدة
يشدّد الدكتور أبي فرح على «أهميّة التشخيص المبكر للحصول على النتائج المُرضية في العلاج. إذ تختلف طرق علاج الندبات عامةً، بدءاً بالكريمات الخاصة، مروراً بحقن مواد خاصة، وصولاً إلى الليزر أو حتى القشر العميق للجم جماح الخلايا المتكاثرة». كما يمكن الإستعانة بمواد التعبئة كالأسيد هيالورونيك، لحقنه في الندبات المجوّرة.
إنّ هذه الآثار المتأتيّة من العوامل الخارجية عُرضة لردّات الفعل السلبيّة في حال الإهمال، أو محاولة إزالتها عشوائياً، فلا بدّ من الإستشارة الطبيّة والوقاية.

Keloid!
ما هي الندبات المنتفخة أو الKeloid؟ يفسّر الدكتور أبي فرح « إنّ أهمّ نوع من الندبات هي الKeloid التي هي آثار بارزة نراها عند البعض، بعد جراحة ما.
وغالباً ما تكون هذه الندبات في منطقة شحمة الأذن، أو على الكتفين، أو في الصدر، أو في منتصف الظهر وحتى في منطقة البطن». وهذا النوع من الآثار صعب التعامل معه، كونه ردّة فعل جلديّة على الجراحة، فلا ينفع بالتالي إستئصاله جراحياً كونه سوف يعاود الظهور لا محالة.
يضيف الدكتور أبي فرح: «لا بدّ من التعامل مع مشكلة الKeloid بكلّ إحترافية، لأنها سرعان ما تتفاقم. لذلك، من الضروري إعلام الجرّاح بوجود إستعداد لظهور هذه الندبات، في حال معرفة المريض بتاريخه هذا، قبل الإقدام على أيّ جراحة».
يتابع «أمّا العلاج، فعبارة عن ليزر خاص وطرق حقن Infiltration بمواد متعدّدة أبرزها الكورتيزون للعمل على إذابة محتوى هذه الندبة، إضافة إلى إستعمال أنواع خاصة من الكريمات الطبّيّة».

طرق وقائية إستباقيّة
تشدد الدكتورة إيرينا أبي فرح على «أهمية الخضوع للVega Test الذي يساعد على الكشف عن إمكانية تكوّن الندبات وخاصة الKeloid عند نوعيات بشرة معيّنة». كما تؤكّد على «وجوب التشاور مع الجرّاح قبل الخضوع للعملية، للوقاية، قبل وأثناء وبعدالجراحة، عبر إستخدام مواد خاصة مركّبة طبيعياً وكريمات طبيّة».
كما يلعب الHomeopathy دوراً أساسياً في مشاعدة المريض على التخفيف من مختلف المشاكل الصحّيّة والجلدية التي قد يتعرّض لها، وذلك عبر المتابعة الدوريّة، والإلتزام بإرشادات الطبيب المعالج».
تضيف: «إنّ الشمس سلاح ذو حدّين: فهي من جهة جوهرية للبشرة ولنموّ العظام وتكاثر الخلايا، وتمدّ الجسم بالفيتامين «د» الذي يسهّل إمتصاص مادّة الكالسيوم في الجسم، وتعطي الراحة النفسيّة والطاقة الإيجابيّة. لكنها من جهة اخرى، فتّاكة وتؤدّي إلى أمراض جلديّة وصحيّة خطيرة، خاصةً في حال التعرّض لها بلا وقاية، بشكل مكثّف وغير مدروس».

تنويه
يرى الدكتور أبي فرح أنّه «لا يجوز الخلط بين الندبات أي الScars والHyper pigmentation. فليس كلّ تغيّر في لون البشرة هو تشوّه أو ندبة.
ذلك أنّ الHyper pigmentation هو ببساطة تغيّر لون البشرة السطحية، ويمكن إعادة توحيد اللون عبر الإسمرار او التعرّض الطبيعيّ والتدريجيّ لأشعّة الشمس. بينما الندبات هي آثار قد تكون تجوّرات عميقة أو إنتفاخات بارزة في الجلد.


معتقدات خاطئة

ينوّه الدكتور أبي فرح:

  • إنّ الندبات ردّة فعل على الجراحة، فلا يمكن إستئصالها جراحياً.
  • لا يجوز التعرّض للشمس من دون وضع واقٍ على منطقة الندبات، لأنها تتفاقم ولا تختفي مع الإسمرار كما يعتقد الكثيرون.
  • من الممنوع محاولة قشر الندبة أو وخزها بأداة حادة «لتفريغ» محتواها لأنها سوف تلتهب وتتفاقم حدّة المشكلة.