فلسطينيات وصلن إلى العالمية

فلسطينيات,العالمية,المحافل,الدولية,مجالات,السياسية,الفنية,الاقتصادية,الإعلامية,النساء,المشاهير,حوارات,السفيرة,د. مي الكيلة,الفنانة ريم تلحمي,ميسون عودة,إلهام زبن,شركة,ويزرد,التجارة,أمل ضراغمة مصري,المنتصرات,فاطمة نزال,اختصاصية تجميل,المواقع الالكترونية,التنمية,البشرية,البرمجة,العصبية,السرطان

امتياز المغربي - (فلسطين) 16 أبريل 2017

فعّلن اسم فلسطين في أكبر المحافل الدولية وفي مجالات متعددة، منها السياسية والفنية والاقتصادية والإعلامية، ونقشن بدورهن أبرز أعمالهن على الصعيد الدولي، وسجّلن بذلك قوة المرأة الفلسطينية وقدرتها على إيصال قضيتها من خلال عملها أو موهبتها التي أبدعت فيها. اليوم نرى الكثير من النساء الفلسطينيات اللواتي يقفن الى جانب أهم المشاهير في المحافل الدولية ولسان حالهن يقول: «نحن نستطيع ان نكون أينما نريد كي تبقى فلسطين حاضرة في كل مكان». «لها» أجرت حوارات عدة مع نساء فلسطينيات لهن بصمات مميزة عربياً وعالمياً.


السفيرة د. مي الكيلة: حققت انجازاً دولياً أعتز به عندما كنت سفيرة لدولة فلسطين في تشيلي، حيث اعترفت تشيلي بفلسطين اعترافاً كاملاً
كانت أولى مقابلاتنا مع الدكتورة مي الكيلة الموجودة حالياً في روما في إيطاليا، والمولودة في بلدة بيرزيت في فلسطين، وهي طبيبة نسائية، وحاصلة على شهادتي الماجستير في الطفولة والأمومة والدكتوراه في الإدارات الصحية، تحدثت عن بدايتها في التخطيط لإيصال اسم فلسطين الى العالمية فقالت: «منذ سنوات الثمانينيات عملت في الاتحاد العام لطلبة فلسطين في اسبانيا، وبعد ذلك أصبحت ناشطة في قضايا المرأة الفلسطينية، مما سمح لي بالمشاركة في العديد من المؤتمرات العربية والدولية، فكنت مثل العديد من الفلسطينيين والفلسطينيات نمارس دوراً إعلامياً وتوعوياً في هذه اللقاءات والمؤتمرات، وما زلنا نحاول ان نكون صوت من لا صوت له، ومرآة تعكس الحالة الصعبة التي مر بها شعبنا، وهذه اللقاءات كانت تشكّل عنصراً فاعلاً ومؤلفاً من مكوّنات الوعي والرأي العام حول ما نريد أن نقوله للعالم في ما يخص السياسة والفكر والثقافة الفلسطينية».
وأضافت: «هناك إنجاز دولي أعتز به، وقد حققته عندما كنت سفيرة لدولة فلسطين في تشيلي، حيث اعترفت تشيلي بفلسطين اعترافاً كاملاً، وأقمنا علاقات على كل الصعد مع فلسطين، خاصة في المجالين الصحي والتنموي، وأشير الى تجربتي في ايطاليا، فهي تجربة عظيمة وتزخر بالعديد من الانجازات، وعلى كل الصعد، سواء مع الحكومة أو مؤسسات المجتمع المدني أو المنظمات الدولية في روما».
وعن المشاكل التي اعترضت طريقها نحو العالمية وكيفية مواجهتها، قالت: «لقد تعرضت للاعتقال في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وذلك في سنوات الثمانينيات، حيث كانت التجربة قاسية إلا أنها تجربة تعلمت منها الكثير، ولا أبالغ إذا قلت إنها صقلت شخصيتي، ومُنعت من قبلها وبعدها من السفر لمدة سبع سنوات، وفي تلك الفترة لم يكن هناك انترنت أو شبكات للتواصل الاجتماعي، وكانت هناك صعوبة في التواصل بشكل عام، ومع العالم الخارجي بشكل خاص».
وتمنت سفيرة دولة فلسطين لدى ايطاليا، والمندوبة الدائمة لدى المنظمات الدولية في روما منذ عام 2013 حتى الآن د. مي الكيلة ان تعيش في وطن حر، فقالت: «أتمنى أن أعيش في وطن حر آمن وسليم وديموقراطي، ويتمتع مواطنوه بكل الحقوق السياسية والوطنية والاجتماعية، ويسوده الحب والعدل والمساواة».
ودعت النساء اللواتي يعملن على رفع اسم فلسطين عالياً الى الاستمرار في مساعيهن، فقالت: «تابعن في نضالكن السياسي والاجتماعي بجد وإصرار وحكمة، ويد بيد وكتف بكتف مع الرجال، فلا شيء يأتي بسهولة، لذلك يجب ان تستمر المرأة في معاركها حتى تحقق العيش الكريم والحرية المبتغاة».

الفنانة ريم تلحمي رئيسة الهيئة الإدارية لرابطة المسرحيين الفلسطينيين: قدمت أعمالاً فلسطينية مهمة على أهم المسارح العالمية
أما الفنانة ريم تلحمي، 48 عاماً، من مدينة شفا عمرو شمال فلسطين، وتقيم حالياً في قرية كفر نعمة غرب محافظة رام الله، وهي خريجة المعهد العالي للموسيقى والرقص في القدس ومتخصصة في الغناء الغربي وممثلة فقالت: «أعمل في حقل الفنون الأدائية منذ العام 1990، ولدي 4 ألبومات كان أولها ألبوم «عاشقة» مع فرقة «وشم» عام 1994 وآخرها «يحملني الليل» عام 2013. كما كانت لي تجارب موسيقية غنائية لم تُسجّل حتى الآن، وجزء منها ما زال يُعرض حتى اللحظة في عروضي الغنائية الحية، وجزء آخر كان ضمن أغانيّ لأعمال مسرحية سبق وأن عُرضت في الماضي».
وأضافت: «عملت مع ملحنين وشعراء فلسطينيين مختلفين، جميعهم كان لهم أثر في المشهد الموسيقي الفلسطيني.
وعن نفسها وطبيعة عملها الحالي، قالت: «أنا فنانة مستقلة لا أعمل لحساب أحد، ولست تابعة لأي مؤسسة أو حزب، وشغلت منصب رئيسة الهيئة الإدارية لرابطة المسرحيين الفلسطينيين، وهو جسم اعتباري حر يضم أعضاء مسرحيين من كل المناطق الفلسطينية، وما زلتُ الى اليوم رئيسة الهيئة الإدارية في الرابطة، في انتظار إجراء انتخابات الهيئة العامة للرابطة لانتخاب هيئة إدارية جديدة».
وعن مساهمتها في وضع اسم فلسطين على المسرح العالمي وأمام جمهور متعدد الثقافات، قالت: «أعتقد أن مساهمتي في هذا الشأن مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بمسألتين: أولاً حضور الموضوع الفلسطيني في مجمل أعمالي، وثانياً أسفاري وعروضي ومشاريعي ومشاركاتي الغنائية والمسرحية في العالم، ولكن لا يخلو الأمر من عقبات حتمية في طريق المسافر الطويل والشاق، كما ان عمل المرأة الفنانة والأم والزوجة وربة البيت هو عمل صعب ومضنٍ، وخلال السنوات الشاقة الماضية، استطعت اكتشاف بعض الأدوات التي تساعد في التوفيق ما بين شخصياتي اليومية المختلفة وعملي كفنانة، ثم بالإصرار والإخلاص في العمل والمهنية والجدية والحب، استطعت كسر كل العقبات أو ربما تليينها قليلاً».
وأضافت: «ولكن العقبات الحقيقية فعلياً، لا تتعلق أبداً بوضعي الاجتماعي، ففي الحقيقة إن العقبات الفعلية الأساسية تكمن في مساحات أخرى بعيدة عن البيت (لكنها بالضرورة تؤثر في ساكنيه)، وأسئلة أكثر وجودية تخص الفن الفلسطيني والثقافة الفلسطينية بشكل عام! الى أين؟ وكيف؟ ومتى؟ وماذا؟ ولماذا؟ وهل؟».
وعن أجمل تعليق سمعته حول ما تقوم به، قالت: «مجمل التعليقات متعلقة بكوني فنانة وامرأة فلسطينية استطاعت أن تصل الى العالم، وهذا يجعلني فخورة ونشيطة أكثر لتحقيق المزيد، إذ لا نهاية لهذا الطريق، وفي كل مرة أجد شباكاً إضافياً في انتظاري، أو باباً مغلقاً عليّ فتحه، أو صخرة عليّ كسرها أو القفز من عليها».
وطلبت من النساء الفلسطينيات والعربيات المزيد من الإصرار كي يحققن أحلامهن فقالت: «يجب العمل على تقديم المزيد من الأغاني، وتكثيف العروض المسرحية داخل فلسطين والنوم بهدوء وطمأنينة، وأقول لهن: جملة لشكسبير وردت على لسان هاملت... أكون أو لا أكون... فذلك هو السؤال».

الإعلامية ميسون عودة مدير عام إذاعة «نساء أف أم»: الشريك السويسري والممول الأساسي للإذاعة قال لي: «رأينا في ميسون المرأة القادرة على إدارة هذا المشروع»
من جهتها، حدّثتنا الإعلامية ميسون محمد عودة، 51 عاماً،  من مواليد محافظة القدس وحاصلة على شهادة البكالوريوس في الاقتصاد، وهي مؤسس ومدير عام لأول إذاعة انكليزية في فلسطين، وشريكة مؤسس ومدير عام إذاعة «نساء أف أم» في رام الله، عن دورها في إيصال اسم فلسطين الى منصات دولية فقالت: «ساهمت في إيصال اسم فلسطين الى العالم من خلال الحصول على العديد من الجوائز والزمالة الدولية، وكان أهمها جائزة المنتدى الاقتصادي العالمي التي قُدّمت لأول مشروع فلسطيني في عام 2015، وهو إذاعة «نساء أف أم»».
وعن كيفية تغلبها على بعض المعوقات التي واجهتها كمدير عام «نساء أف أم» في مدينة رام الله، قالت: «هناك الكثير من المعوقات، وأهمها الجانب التقني في ما يخص الترددات الإذاعية، ثم التسويق لإذاعة نسوية، حيث اعتبرها كثيرون منحازة لأمور المرأة، والبعض رآها منافسة، وتم التغلب على الأولى من خلال تقوية البث، والثانية من خلال خلق شراكات مع العديد من المؤسسات التي رأت فينا شريكاً استراتيجياً يعمل لهدف نبيل واحد، ألا وهو إعلاء صوت المرأة».
من التعليقات التي سمعتها حول ما أنجزته لنفسها ولفلسطين قالت: «أجمل تعليق كان من الشريك السويسري والممول الأساسي للإذاعة السيد يان بروشتيدت حين قال: «رأينا في ميسون المرأة القادرة على إدارة هذا المشروع». وحصل على التمويل الأساسي من مؤسسته، وأنا فخورة باختياره فلسطين لهذا المشروع، وكان في إمكانه اختيار مكان آخر أكثر أمناً واستقراراً في ذلك الوقت». 

وعما تسعى إليه مستقبلاً، قالت: «الطموح المستقبلي هو أن أرى إذاعة «نساء أف أم» وقد حظيت بثقة الجمهور الفلسطيني كإذاعة قادرة على التغيير الاجتماعي».
وعن كلمتها للنساء الفلسطينيات والعربيات، قالت: «كلنا نساء نسعى الى هدف واحد وهو أن تعيش المرأة في كرامة، ونحمل الهموم نفسها رغم المسافات والثقافات المختلفة... المرأة خُلقت لتكون شريك الرجل في هذا المجتمع، فلندفع في هذا الاتجاه بالطرق الصحيحة والسليمة المبنية على الثقة والاحترام».

سيدة الأعمال إلهام زبن المدير التنفيذي لشركة ويزرد للصناعة والتجارة : استطاع المنتج الفلسطيني ان ينافس المنتجات العالمية من حيث الجودة والشكل
أما سيدة الأعمال إلهام زبن، 32 عاماً، من رام الله والحاصلة على الدبلوم الشامل والبكالوريوس في مجال إدارة الأعمال والعلوم المالية والمصرفية، وتعمل حالياً مديراً تنفيذياً لشركة ويزرد للصناعة والتجارة، ومديراً تنفيذياً لمصنع  Palovina لمنتجات العناية الطبيعية بالبشرة والجسم، والمستخرجة من زيت الزيتون الفلسطيني والأعشاب الطبيعية، فقد أشارت الى منتجاتها وكيف أنها طرحتها في أسواق عربية وأجنبية لتسجل وجود منتج فلسطيني جديد فقالت: «ابتكرت منتجاً جديداً، من مكوّناته الرئيسة زيت الزيتون الفلسطيني المعروف بجودته عالمياً، واستطاع هذا المنتج ان ينافس المنتجات العالمية من حيث الجودة والشكل».
وأضافت: «واجهت بعض العقبات ولكنني نجحت في تذليلها من أجل الوصول الى الهدف المنشود، وتمثّل ذلك بأمور عدة، منها عقبات مادية وأخرى مجتمعية وقانونية، ولكن يكفيني أنني أسمع آراء الجميع الفخورة بي».
وتابعت: «أطمح للوصول الى العالمية بنسبة 100 %، ومساعدة الشباب في توجيه قدراتهم لبناء ذواتهم، وأقول للنساء دائماً: لا شيء مستحيلاً طالما أن هناك أملاً».

سيدة الأعمال أمل ضراغمة مصري: اختارني المجلس العالمي للشركات المتوسطة والصغيرة ICSB، ضمن قائمة أكثر 10 نساء قياديات حول العالم، كما حصلت على لقب  «المرأة النموذج»
من ناحيتها قالت سيدة الأعمال أمل ضراغمة مصري، 48 عاماً، والمولودة في مدينة نابلس، وتقيم حالياً في مدينة البيرة، وهي خريجة جامعة «فرانش كونتيه» في فرنسا، ومدير عام مجموعة «أوغريت» ورئيس تحرير مجلة «الشرق الأوسط للأعمال»: «علينا ان نؤمن بما نفعل، وأن نستمر في العمل بأعلى مستويات المهنية والتميز والإخلاص، وتقديم كل ما هو جديد، واحترام الآخرين، فكل هذه الأمور توصلنا إلى جودة العمل، وتشد تلقائياً أنظار المحيط المحلي والإقليمي والعالمي».
وأضافت: «ومن أفضل أنواع الترويج والتعريف ببلد ما، ليس نشر لقطات إعلانية عنه، بل نشر اسم البلد من خلال أبنائه، ورفعهم علَمه على أكتافهم من طريق حسن أداء عملهم ومشاركة الآخرين شغف الإنجاز، ومعاملتهم بأخلاق الوطن الكبير، ومشاركتهم الربح المادي والمعنوي».
كما تحدثت أمل عن انجازاتها على مستوى العالم فقالت: «اختارني المجلس العالمي للشركات المتوسطة والصغيرة ICSB، ضمن قائمة أكثر 10 نساء قياديات حول العالم، والتي صدرت في عام 2015 في العاصمة الأميركية واشنطن. بالإضافة الى حصولي على العديد من الجوائز، منها جائزة أفضل ريادية وسيدة أعمال في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عام 2016، كما حصلت على لقب «المرأة النموذج»، وكذلك نلت لقب «أكثر النساء العربيات تأثيراً في مجال العلاقات العامة».
وتابعت: «وحصلت أخيراً على وسام الجمهورية للاستحقاق من فرنسا، وأصبحت عضواً في الشبكة العربية- السويسرية في زينخ، وعضواً في الاتحاد العالمي للإعلام والمجلات، وعضواً في منتدى الريادة العالمي في باريس».
وعن التحديات التي هزمتها بإرادتها القوية، قالت أمل: «المشاكل هي كلمة لا مكان لها في معجمي، بل إن ما يعترض طريق تقدم الأعمال، هو الصعوبات، وأجد متعة كبيرة في الالتفاف عليها، وأصر على إيجاد حلول خلاّقة وإيجابية للمشكلة، ويجب دائماً استخدام الطاقة الايجابية».
فمنافسة المنافسين تزيد متعة العمل والرغبة في استحداث كل ما هو مختلف، تحت شعار «خليك خطوة الى الأمام».


المنتصرات للحياة

تكتب فاطمة نزال، عن شجاعة نساء فلسطينيات من رام الله في مواجهة السرطان، وكسرهن جدار الصمت والخوف.
وفاطمة هي اختصاصية تجميل ومدرّبة حاصلة على العديد من الدورات في التنمية البشرية والبرمجة العصبية، وعضو في اتحاد لجان العمل النسائي الفلسطيني وجمعية «النجدة» الفلسطينية.
لها اهتماماتها الأدبية، وقد نشرت العديد من كتاباتها عبر المواقع الالكترونية، كما تنظم الشعر وتكتب المقالة الأدبية، وصدرت لها حديثاً مجموعة شعرية بعنوان «اصعد إلى عليائك»، إضافة الى مجموعتين سرديتين قيد الإصدار. 

تكتب فاطمة: «لا ندرك حقيقة نعمة الحياة إلا عندما يهددها شيء ما، أو يكسر روتينها اليومي حدث قد يغير مسارها بانعطافة غير محسوبة. اثنتي عشرة سيدة من فئات عمرية ومستويات اجتماعية وأكاديمية مختلفة يعشن حياة طبيعية، لكل واحدة منهن عالمها الخاص، جمعهن هم ومصاب واحد هو السرطان. كلمة مقيتة نخاف حتى من لفظها فنقول «العاطل» أو «الخبيث» أو «اللي ما يتسمى»... ثقافة قاصرة ومفاهيم ترسخت في لا وعينا جعلتنا أسرى للخوف حتى من ذكر اسمه. في مركز «ليلك للتجميل» كانت لنا وقفة مع هؤلاء النسوة اللواتي دُعين بناء على تنسيق مسبق وضمن مجموعة من الفعاليات التي يطلقها مركز دنيا التخصصي لأورام النساء في رام الله، للمشاركة في يوم خاص للنقاهة والجمال بعد نجاتهن عقب صراع طويل مع المرض. سيدات جميلات في أعمار متوسطة، بعضهن ما زال في عمر الورود، وأخريات خبرن الحياة وحكمتها، نساء صنعن من المحنة منحة فتقبّلنها وتعايشن مع وضعهن الجديد بكثير من التحدي. وفي أحاديث خاصة بيني وبينهن، همست لي إحداهن: «لا يغرك هذا الفرح المفتعل. نحن نتحايل على المرض، ما يؤلمنا ليس هو، بل تبعاته من علاج كيماوي ونظرة المحيطين. فبمجرد اكتشافه نتعايش معه، ويهبنا الله قدرة عجيبة على تحمّل الوجع. ما يوجعنا هو ذلك الهلع الذي نراه في عيون الأحبّة، والخوف الذي يضعنا في دائرة من ينتظرون الموت.
مرّت تلك الفترة من العلاج كأنها دهر، لكنني الآن أشعر بذاتي أقوى. هزمت المرض ولم يتمكن مني. سأواجهه وأواجه المجتمع والمحيط، وسأستجيب لكل دعوة توجَّه إليّ للتحدّث عنه. لن أخافه. إنه أجبن من أن يتمكن مني. لدي عائلة جميلة وزوج محب وسأعيش من أجل أطفالي... سأعوّضهم عن لحظات الهلع التي عاشوها وهم يرون جسدي يذوي وقلبي يضعف».
سيدة أخرى تقول: «لا أدري من أين جاءتني تلك القدرة على المقاومة. نعم كنت واثقة ومؤمنة بأنني سأستطيع تجاوز محنتي، فلدي رسالة لم أكملها بعد، لي أطفال ينتظرون كفّي تربّت على أكتافهم لتوقظهم للذهاب الى المدرسة صباحاً، ولتحضير الوجبات التي يحبون عند عودتهم. نعم ما زال أمامي الكثير لأفعله من أجل زوج وهبني قلبه واسمه، ما زالت في داخلي الأنثى العاشقة والمرأة المحبة، ما فتئت قادرة على خدمة مجتمعي بوظيفتي التي أشغلها. نعم ما زلت أحيا من أجل كل ذلك».
وثمة أخرى كان الهدوء يَسِم محيّاها فقالت: «أصبحت أكثر حكمة وتقبلاً لمصاعب الحياة ومصائبها مهما عظُمت. بتُّ اكثر سلاماً مع ذاتي إذ يسكنني الرضا، وكل شيء يهون ما دامت صحتي بخير».  «هؤلاء النسوة لا تزال لديهن الطاقة والإصرار على العيش، لكن متى سنتعلم أن نعمة الحياة أثمن من أن نضيّعها ونحن عاجزون عن فعل الحياة المستحق؟».