المرأة هي الأمل

المرأة,الأمل,#لها_الأمل,نقيب محرّري الصحافة,لبنان,الياس عون

22 أبريل 2017

نقيب محرّري الصحافة في لبنان الياس عون شارك مجلة «لها» احتفاليتها في أسواق بيروت لمناسبة اختتام حملة #لها_الأمل التي تخللت شهر آذار/مارس، شهر المرأة والأم ويشاركها اليوم الكتابة عن المرأة والأمل في افتتاحية خاصة.


هي في محاولة الوجود تختصر كلّ معاني الحياة التي تستودعها في أحشائها، جنيناً يتكوّر، وطفلاً يحبو، وشاباً يتوثّب للقبض على الغد، ويقبل على صوغ المستقبل بمفردات الحضور الذي لا يغيّبه سوى الموت. وإذا كانت أمك دنياك، فهذا يعني أن المرأة هي زينة الدنيا، ووردتها الفواحّة، تندى حناناً، وتتقطّر حباً، ويسكن في عينيها هوس دائم لرعاية فلذاتها. هوس يذهب بها إلى حدّ التضحية بأغلى ما تملك، تفدي عائلتها بنفسها، وتنسج لها «كنزة» الدفء عندما يدهمها الصقيع، وتمسح بكفها الرؤوم غبارة الحزن عن جباه أولادها، وتوصد أمامهم أبواب اليأس، وتشرّع لهم نوافذ الرجاء.

هذا هو شأن المرأة منذ العصور الغابرة، لكنها اليوم لم تعد أماً وحبيبة وزوجة فحسب، بل هي عنصر فاعل في المجتمع الإنساني تسعى إلى نهضته، وتطوّره ورقيّه. إنها إضافة إلى ما ذكرناه، السياسية المحنّكة، والأستاذة المنشئة للأجيال، والطبيبة المداوية، والمحامية حاملة مشعل الحقّ والقانون، والمهندسة المبدعة، والفنانة الشاملة التي تمطر الدنيا إبداعاًً، وقبل أيّ شيء الإنسانة التي تؤلّف نصف المجتمع أو يزيد، تزاحم الرجال وتنافسهم بعيداً من عقدة الذكورة. أما في الصحافة عموماً، فلها المراتب المتقدّمة، وخصوصاً في لبنان حيث نافست زملاءها، وباتت ندّاً لهم في التفوّق.

المرأة في العالم أصبحت مصدراً رئيساً من مصادر الإنتاج ويتعيّن رعاية هذه الطاقة وصونها بالقوانين التي تدفع عنها التمييز، ومساعدتها على تفجير ما تختزن من طاقات وإمكانات.

#لها_الأمل، هذا الشعار الذي وضعته مجلة «لها» للإحتفال بالمرأة في يومها العالمي خلال شهر آذار/مارس شهر المرأة، يعكس الإيمان بأن المرأة تحمل مفتاح الأمل وتمتلكه، ولم تعد في حاجة إلى طرق بابه.

فسلام عليك يا أقحوانة الزمان، ويا بيلسانة الحب والحنان. قد تشيخين جسداً، ويتغضّن منك الجبين، وتأتزرين بالحزن والخيبة، لكنك أقوى من النسيان. فلا نستطيع أن نخلع حبك، كما نخلع معاطفنا ونعلقها على شجب الأيام المتهالكة، فهو راسخ فينا رسوخ الأزل، وباق بقاء الله في قلوب المؤمنين.

الياس عون