تحتل حياتي الشخصية الأولوية وهذا ما يجمعني بوسام بريدي ريم السعيدي: هذا هو حفل زفافي وما يميز بيتي الزوجي!

ريم السعيدي,حفل,زفاف,وسام بريدي,واثقة,الجرأة,الخجل,حسّاسة,الدمعة,موضوع,المصمم,العالمي,أبواب,الفخر,عارضة,الأزياء,التونسية,مهنة,الاقتصاد,الرياضيات,منصة,Dancing with the Stars,mission fashion,Models,لجان,تحكيم,شخصية,المنافسة,التجربة,مركز,سرطان,الأطفال,الرفاهية,الحاجز,الموهبة,الحلم,القضية,ناشطة,مجوهرات,Bvlgari

كارولين بزي 03 مايو 2017

 واثقة من نفسها، تجمع في شخصيّتها تناقضات الجرأة والخجل، حسّاسة لدرجة أنّ الدمعة تتجمّد في عينيها حين تتحدّث عن موضوع مؤثّر. تقرّ بأنّ المصمّم العالمي إيلي صعب هو من فتح لها أبواب العالمية، فيما يُشعرها زهير مراد بالفخر. اتخذت عارضة الأزياء التونسية العالمية ريم السعيدي قرار أنها ستكون سعيدة مع بلوغها سن الثلاثين، تعتبر حفلات الزفاف الضخمة زائفة، ولن يكون لساحات إيطاليا الفرصة بأن تحظى بصورها بفستان الزفاف... تتحدث ريم عن انطلاقتها في مجال عرض الأزياء ورفض والدتها ثم دعمها، وعلاقتها بخطيبها وسام بريدي، وحفل زفافها وبيتها الزوجي في هذا الحوار...   

 

- درست علوم الاقتصاد والرياضيات، لماذا توجهت إلى مجال عرض الأزياء؟
صحيح درست علوم الاقتصاد والرياضيات لكن online، لأنني التحقت بمجال عرض الأزياء وكنت في سن السابعة عشرة. إذ أنهيت دراستي المدرسية وبدأت السفر المتكرر بسبب العمل ولم أكن أستطيع أن أداوم في الجامعة ولذلك كانت دراستي عبر الانترنت. واخترت دراسة الـ Economic and mathematic sciences  لأنني أحب الرياضيات وكنت متفوقة في مدرستي.

- كيف بدأت بمهنة عرض الأزياء؟
كنت أطول فتاة في مدرستي، وكانوا أصدقائي ينعتونني دائماً بالطويلة، وباتت بمثابة عقدة، وفي أحد الأيام كنت أقرأ في إحدى المجلات مقالاً عن كلوديا شيفر، واكتشفت حينها أن طولها 182 سنتيمتراً، شعرت بالسعادة وأخبرت أصدقائي بأنني سأصبح يوماً ما Top Model. كان تحدياً في البداية وأحببته لاحقاً، وكنت كأي فتاة جميلة في سن المراهقة ترغب في أن تكون عارضة أزياء. وهذا المجال صعب في العالم العربي، وكان هناك casting لعارضات الأزياء، اذ تم اختياري لتمثيل تونس في International Elite Model Look.

- هل تذكرين شعور وقوفك الأول على منصة عرض الأزياء؟
كنت أشارك في مسابقة Elite، ولم أكن أعرف كيف أمشي حينها، وكنا قد تدربنا على المشي لمدة أسبوعين، بطبعي أنا خجولة جداً، وللمسرح رهبته، وكانت المرة الأولى التي أعرض فيها أمام الناس.

- هذا الخجل لمسناه في Dancing with the stars، علماً ان صورك جريئة!
ربما هذا الخجل يكبر معي، ولكنني امرأة تعرف ماذا تريد في حياتها. ولكن بطبيعة تعاملي مع الناس يلمسون صفة الخجل. وأعتقد أن الخجل هو تربية وهذا ما لا نستطيع أن نخرج منه وحتى لو كنت امرأة قوية، تترسخ العادات التي تربينا عليها. وأعتقد أن احترام الناس ليس خجلاً وهذه صورتي وهذه ريم. بالنسبة الى جرأتي في الصور، أعتقد أن هذا عملي وهو فن، والفنان يتحلى بالجرأة بما يقدمه، كما أن الفن شيء والحياة بعيداً عن العمل شيء آخر.

 - هل لا يزال التوتر يرافقك قبل كل عرض؟
بالتأكيد، كل عارضات الأزياء يشعرن بالتوتر، وقبل كل عرض نحاول أن نشجع بعضنا بعضاً، لأننا لا نعرف ما الذي يمكن أن يحصل على منصة العرض، إذ نرتدي الفستان والحذاء لأول مرة.

- هل ساهمت مشاركتك في Mission Fashion وتحت إدارة المصمم العالمي ايلي صعب، في أن تقفي على المنصات العالمية؟
بالتأكيد، صحيح أنني شاركت في مسابقة Elite Model وكان في إمكاني أن أوقّع مع أكثر من وكالة أزياء في أوروبا، ولكن كنت حينها في السادسة عشرة من عمري، ولم يكن لدى عائلتي الشجاعة لأن يدعوني أسافر بمفردي، كما أنني لم أكن مستعدة لتحمل مسؤولية كهذه.

- هل شجعتك عائلتك أم عارضت التحاقك بمجال عرض الأزياء إذ نعيش في مجتمع محافظ إلى حد ما؟
في البداية، رفضت والدتي أن ألتحق بمجال عرض الأزياء، إذ كنت بالنسبة إليها الفتاة المتفوقة في دراستها وعليها أن تكمل دراستها، كما أن صورة «الموديل» في العالم العربي لم تكن مقبولة، من عروض أزياء والتأخر ليلاً، لذلك لم تكن مقتنعة بالفكرة. وعندما جاءت مسابقة «ايليت» وبعد إلحاحي، اعتبرت أنني سأذهب للمشاركة في المسابقة وأعود خاسرة بعد أسبوعين وينتهي الموضوع، لكن بعد فوزي، دعمتني وشجعتني، وباتت كل تونس تتحدث عني وتتساءل من هي الفتاة التي ستمثل تونس في International Elite Model Look. وفي ما يتعلق بـMission Fashion لم أكن على دراية بالموضوع، أخبرتني والدتي أنها شاهدت إعلاناً عن Mission Fashion واقترحت عليّ المشاركة، فرفضت وذهبت إلى الجامعة، وللصدفة أُقفلت الجامعة يومها. فقررت أن ألتحق بالكاستينغ وكنت آخر الواصلين، ووقفت مع عدد من الفتيات، وعندما وصلوا إليّ اختاروني وقالوا لي انني بالتأكيد سأذهب معهم إلى لبنان. والدتي أحبت المشاركة لأن نسخة البرنامج عبارة عن تلفزيون الواقع، وبالتالي ستشاهدني 24/24 ساعة. وكانت فخورة بي ولا سيما بعدما تحدثت عني الصحافة العربية.

- هل من الممكن أن تشاركي في لجان تحكيم برامج اختيار Models؟
لدي خبرة 13 سنة، وكامرأة عربية وعارضة أزياء شاركت في أهم عروض الأزياء، بالتأكيد اذا تم اختياري لإحدى لجان التحكيم سأوافق. كما أنني أقوم بتدريب العارضات المبتدئات في الوكالة التي أعمل معها. 

- ما هي حدود الجرأة في مجال عرض الأزياء؟
أنا عارضة عالمية وإذا تمت مقارنة صوري بعارضات أخريات فهي ليست بالجرأة التي نتحدث عنها، ولم أتعدّ الخط الأحمر الذي تجاوزته فتيات ليصلن إلى Victoria Secret وعروض الأزياء الكبيرة، وبالتالي تحولن إلى أهم عارضات. أحترمهن لأن ذلك فن، ولكنني أرتدي ملابس البحر عادةً وبالتالي لا مشكلة إذا التقطت صوراً بها. وأغلب الفتيات في العالم العربي يرتدين لباس البحر، وربما أملك الجرأة أكثر منهن في التقاط الصور، ولكن حتى العديد منهن يلتقطن «سيلفي» بلباس البحر.

- من هم المصمّمون الذين حلمت بأن تقدمي عروضاً لهم وتحقق حلمك؟
أول عرض أزياء مهم كان مع روبرتو كافالي، كما عملت مع Gorgio Armani، وهو من أهم المصممين في ايطاليا، علماً أن أزياءه ليست «ستايلي»، ولكن على الصعيد الشخصي أحبه كثيراً وفي ميلانو عندما نذكر اسمه يقدّرون أعماله كثيراً. أن أتعاون مع أي مصمم مشهور كان حلماً لي، وكل خطوة في حياتي حققتها كانت حلماً.

- هل هناك مصمّمون تحلمين اليوم بأن تعرضي مجموعاتهم؟
أعتقد أنني في مجال عرض الأزياء حققت أحلامي. كنت أرغب بأن أعرض مجموعة Victoria Secret، ولكنني خضعت للـCasting أكثر من مرة، إلا أن الكاستينغ ضخم جداً وتشارك فيه عارضات من مختلف دول العالم، وأن يتم اختياري لأشارك في الكاستينغ فهو شيء مهم جداً بالنسبة إلي.

- من هو المصمم الذي تشبهك تصاميمه؟
في حياتي الشخصية أنا شخصية محتشمة، أحب الأسود وأرتديه دائماً ويُطلب منا في الكاستينغ أن نرتدي الجينز الأسود مع التوب البيضاء أو السوداء، وبالتالي اللون الأساسي الموجود في خزانتي هو الأسود. وأشعر أنه غامض، ويخبّئ الغموض الموجود في شخصيتنا ونظهر بشخصية قوية.

- هل أنت شخصية غامضة؟
أنا غامضة بالفعل، لأنني مزيج بين برج الجوزاء وبداية برج السرطان، وبالتالي باستطاعة مواليد برج السرطان أن يكونوا اجتماعيين ويظهروا للناس ما يرغبون إظهاره وإخفاء ما يريدون إخفاءه. 

- لماذا نلحظ ندرة الفتيات العربيات على المنصات العالمية؟
بسبب العادات والتقاليد، بالإضافة إلى أن الفتيات العربيات يتمتعن بجمال معين، إذ من الصعب أن تجدي فتيات يتجاوز طولهن الـ180، ويجب على الفتاة أن تكون نحيفة جداً والفتيات العربيات يفضّلن المنحنيات وأنا من المشجعات لأنها تظهر أنوثتهن ولكن في عرض الأزياء هذا الأمر غير محبب. وحتى لو امتلكن منحنيات عليهن أن يحافظن على ذلك، وأن يكون النادي الرياضي أحد الأشياء الأساسية في حياتهن اليومية، وما زلنا في العالم العربي نعتبر أن الرياضة شيء إضافي إلا أنها من المفروض أن تكون أسلوب حياة، كالأكل. حتى أن أطباقنا تعتمد على الخبز وبالتالي على عارضات الأزياء أن يتناولن كل شيء بحدود.

- ما هي المؤهلات التي تملكينها وساهمت في وصولك إلى المنصات العالمية؟
طولي، وجمالي ليس مستهلكاً كثيراً، فكل من يراني يسأل عن جذوري إن كنت برازيلية أو اسبانية أو ايطالية أو من أميركا الجنوبية... 

- هل وجدت صعوبة في أن تلتحقي بهذا العالم أم تعتبرين نفسك محظوظة؟
هذا العالم ليس سهلاً أبداً، وهناك العديد من الفتيات اللواتي يرغبن بأن يمارسن مهنة عرض الأزياء، وجميعهن جميلات جداً، فالأمر لا يقتصر على جمال الوجه والجسم بل نحن بحاجة إلى شخصية مميزة أيضاً، تظهر من خلال الكاميرا، وكلما ازدادت خبرتي يطلبني العملاء أكثر وأكثر لأن ثقتي بنفسي تزداد أمام الكاميرا، وهذا ما لا نجده عند جميع الفتيات.

- هل تخيفك المنافسة؟
لا أخاف المنافسة، لأنني مختلفة عن أي فتاة أخرى.

- كيف التحقت بـDancing With the Stars؟
تجربتي كانت غريبة جداً، وأغرب شيء مرّ عليّ خلال السنوات العشر الأخيرة. عشت في لبنان من العام 2006 إلى العام 2008، حدثت معي مشكلة، سافرت بعدها واتخذت قرار عدم العودة إلى لبنان. ثم فُتحت أمامي أبواب أهم وكالات الأزياء في العالم وعملت فقط مع وكالات، وعملي كان في أوروبا. وكان باستطاعتي أن أعمل في العالم العربي في مجال التمثيل أو الإعلام ولكنني لن أصل إلى هدفي في مجال الأزياء. وقلت انني ربما سأعود عندما أنهي مسيرتي في عالم عرض الأزياء. اتصلوا بي من DWS منذ سنة تقريباً ولم يعاودوا التواصل معي، ثم تواصلوا معي هذا الموسم، وقلت لمَ لا؟! وكنت قد التحقت بدورة تدريبية للتمثيل في لوس أنجلوس. وربما هذا العام قررت بعد أن بلغت سن الثلاثين بأنني أود أن أكون سعيدة، وأود أن أعمل على تحقيق حلمي، اذ ان السنوات العشر الاخيرة تعرضت فيها لضغوط العمل والسفر كما انه ليس من السهل ألا تملكي حياة خاصة، ولا أن يكون لك أصدقاء فعليون، وبعيدة عن أهلك. وفي الثلاثين قررت أن أذهب إلى إسعاد نفسي، وبأنني بحاجة إلى الراحة من العمل، ومنذ عشر سنوات لم أزر العالم العربي، كما ان الناس نسيت ريم وبالتالي عليّ أن أعود وأذكرهم بنفسي وبأنني ما زلت موجودة وعملت على حلمي الذي بدأ مع Mission Fashion، وما زلت أحققه. وأردت أن أثبت للفتاة العربية التي تحلم بشيء ما بأنها تستطيع أن تحقق هذا الحلم، حتى لو واجهت صعوبات في حياتها عليها أن تتجاوزها وتعتمد على نفسها، وتبذل مجهوداً لكي تحقق أحلامها، ولذلك عدت لأقول لهم إنني حققت ما حلمت به دوماً. 

- كيف كانت التجربة؟
أنا أحب التحديات، Dancing With the Stars لم يكن مثل Mission Fashion، فالأخير كان سهلاً لأنه في مجال عملي. ولكن «الرقص مع النجوم» يعكس صورة مختلفة عما قدمته طوال حياتي، كما أنها صورتي أمام الناس إذ لا يمكنني أن أكون نجمة وألا أكون على قدر المسؤولية في هذا المجال، فكان تحدياً كبيراً لي، علماً أنني أحب الرقص ولكن أن تكوني ضمن منافسة إلى جانب طولي الذي يصعب عليّ الأمر، فخلال ثلاثة أو أربعة شهور كان الجهد مضاعفاً وكنت بعيدة عن عملي ومنزلي، ووحدي في لبنان في غرفة في الفندق فالأمر لم يكن سهلاً أبداً، وكان مزاجي متقلباً، فأحياناً أشعر أنني أعمل وأحياناً أخرى أضغط على نفسي للعمل، الا انني أحببت التجربة. فالبعض يعتبر ان هذه التجربة هي فوز وخسارة ولكنني لم أعتبرها كذلك بل كنت أنافس نفسي. حتى عندما كنت أتدرب على التمثيل، نصحني مدربي أن أرقص، لأن الرقص يشعرنا بالتحرر من ضغوط الحياة. 

- قمت بزيارة مركز سرطان الأطفال في لبنان، صفي لي الزيارة.
عندما نرغب بتعلم درس في الحياة علينا أن نذهب إلى هكذا مكان، البعض يعتبر أننا نزور المستشفيات لالتقاط صور، على العكس عندما نحمّل صورة على مواقع التواصل الاجتماعي هي في مكان ما دعماً وتشجيعاً لهؤلاء الأطفال الذين يشعرون بالسعادة عندما يرون أنفسهم في الصورة. وهم يطلبون منا أن نلتقط صوراً معهم. وأكثر ما اثر بي عندما رأيت أطفالاً مع الوجع والألم يضحكون ويلعبون ليحاربوا من أجل الحياة، هذا أكبر درس في الحياة، بأن لا شيء مستحيلاً، وبالتالي علينا ألا نستسلم للمرض ونحارب من أجل الحياة التي لا تستحق شيئاً، فلنبتسم.

- أطلقوا عليك لقب الأميرة، واحتللت المركز الثامن من ضمن أجمل نساء العالم، هل تعيش ريم حياة الأميرات من حيث البذخ والرفاهية؟
أبداً، وكل من يتعرف إليّ يستغرب شخصيتي، إذ ان الصورة التي يأخذنوها عن حياتنا مختلفة، من حيث السفر المتكرر ويعتقدون أننا نتسلى الا انه عملنا، أحياناً كنت أعود إلى المنزل وما ان أفتح الباب حتى أبدأ بالبكاء إذ أجد البيت بارداً ومظلماً وانا وحدي، هذا قاس جداً. ولكن أعتقد أن الناس تحكم على المظهر، فتاة جميلة وملابسها جميلة وبالنسبة إلى الملابس فهذه مهنتي ونحن بحاجة لأن نكون جميلات، وأعتقد انه من الطبيعي ان يأخذوا هذه الصورة عنا. لكننا نعيش حياة بسيطة جداً (تضحك) ونستقل المترو ونتناول السلطة والمجدرة الطبق المفضل لديّ. 

- ما هو الحاجز الذي لم تستطيعي كسره خلال مسيرتك المهنية كموديل؟
أنا أعيش بسلام، وكل ما أحلم به أسعى إلى تحقيقه، ولا أعتقد أن هناك أي حاجز أردت أن أكسره. الخجل الموجود في شخصيتي أحبه، وهذا ما يحبه الناس. وأستطرد لأقول انه حتى عندما نكون في علاقة حب، ليس علينا اسعاد شريكنا بل أن نفكر في اسعاد أنفسنا لأننا عندما نشعر بالسعادة سننثرها حولنا. اليوم أبلغ سن الثلاثين، اجتهدت طوال حياتي لكي تكون هذه شخصيتي، الخجل ليس حاجزاً على العكس ولد معي وكبر معي وحافظت عليه.

- ما الذي لا تحبينه في ريم؟
أحب كل شيء في ريم. 

- أخذت دروساً في التمثيل، هل اكتشفت أنك تملكين الموهبة؟
اكتشفت أن التمثيل أن تكوني حساسة، وفي لوس أنجلوس يتم تدريب الممثل منذ البداية من خلال طبيعة شخصيته، إذا لم تكوني شخصاً سعيداً فلن تستطيعي أن تكوني ممثلة، وإذا لم تكوني حساسة فلا يمكنك أن تكوني ممثلة. وبالتالي الانسان الحساس باستطاعته أن يكون فناناً والفنان يستطيع أن يقوم بأي شيء. 

- هل ثمة عروض تمثيلية؟
كنت أعمل على هذا المشروع ولكن حالياً ثمة مشاريع شخصية تحتل الأولوية في حياتي. أحب التمثيل كثيراً ولا بد أنني سأقوم به يوماً ما، ولكن أولوياتي اختلفت، وباستطاعة هذه الأعمال أن تنتظر لأشهر ليس أكثر. 

- من هم الممثلون الذين ترغبين بالوقوف أمامهم؟
ألفريدو آل باتشينو، وعلى الرغم من أنه ممثل محترف ولكنه حتى اليوم لا يزال يأخذ دروساً في التمثيل. وهذا ما لا نجده في العالم العربي، كما أنهم يقومون بالتدرب على الدور قبل ستة أشهر من انطلاق التصوير. هوليوود مشروع صعب جداً، وكل فتاة تسعى لأن تكون هناك، كما أنني لم أبحث عن هوليوود. اذ كنت أقدم مهرجان السينما في ايطاليا، بحضور مدربي الحالي وعدد من المخرجين. وكنا نتناول الغداء فسألوني لماذا لم أخض تجربة التمثيل وهم رأوا أنني إنسانة حساسة جداً وباستطاعتي أن أكون ممثلة، ونصحوني بأن أتدرب. ثم اقترب مني مدربي الحالي وأخبرني بأنه سيكون مدربي في لوس أنجلوس، فأخبرته بأنني منشغلة فقال ان الفرصة تأتي مرة واحدة في الحياة وان لم أستغلها فلن تتكرر، ثم شاهدت على يوتيوب بعد مقاطع التدريب، وكما ذكرت سابقاً قررت في هذه السنة أن أكون سعيدة. 

- ألم تكوني سعيدة في السابق؟
كنت سعيدة ولكنني حاولت أن أخرج من الروتين، كما أننا في الحياة نعيش صعوداً ونزولاً، سعادة وضغطاً وتعباً... كأي انسان، واتخذت قرار الذهاب إلى لوس أنجلوس والتدرب على التمثيل.

-  ما هي الأدوار التي ترغبين في تجسيدها؟ وهل من الممكن أن يكون جمالك محور العمل؟
كل ممثل يؤدي الشخصية الأقرب إليه، لذلك لا نشعر أنهم لا يمثلون، لكي يتقمص الممثل الدور يجب أن يؤدي شخصية قريبة جداً من طبيعة حياته، وإذا قررت أن أمثل يوماً ما، فسأؤدي شخصية قريبة مني. 

- كيف تصفين المصمم العالمي ايلي صعب؟
الأمل الذي أنار مسيرتي في الحياة. 

- ماذا عن زهير مراد؟
أحب كلاً من ايلي صعب وزهير مراد وأفتخر بهما. أخبرتني سيدة روسية تعيش في دالاس منذ فترة، أنها تريد أن تحضر لفستان زفافها من مجموعة مصمم رائع، فسألتها من فقالت زهير مراد، أنا فخورة به لأني عربي ووصل الى العالمية. أما إيلي صعب فهو الأيقونة والأسطورة وكل الناس تعلمت منه، يبتكر في تصاميمه المرأة الأنيقة والجميلة والأميرة. 

- ما الفرق بين المصمم الغربي والمصمم العربي؟
كل مصمم لديه لمسته، ولكي يصل إلى العالمية عليه أن يضع بصمته في صناعة الموضة، وكل واحد مختلف عن الآخر. فمثلاً ايلي صعب وزهير مراد يعملان على المستوى العالمي ونلاحظ بصمة عربية لكل منهما. وأنا أحترم ذلك وهذا اعتراف بأنهما ينتميان الى العالم العربي، وهذا ايجابي جداً. 

- كيف تحافظين على جمالك ورشاقتك؟
أحب الطعام كثيراً، ولا سيما في لبنان. إلا أنني أحب الأطباق الصحية، لأن الله وهبنا هذا الجسم لنبقيه سليماً. لذلك يجب اتباع أسلوب غذائي معين، والأطباق الدسمة التي نتناولها اليوم لن تظهر على صحتنا إلا لاحقاً، وستتحول إلى أمراض. أقرأ كثيراً عن الأكل والجسم وأسلوب الحياة الصحي، وأعشق القراءة. أحياناً أمرر بعض الأطباق الدسمة ولكنني أعرف أنني في اليوم التالي سألتزم بالنظام الغذائي الذي أتبعه. كما أنني أمارس الرياضة كثيراً لأنها تمدني بالطاقة الايجابية.

- ما هو الحلم الذي تسعين إلى تحقيقه؟
أثق في أن كلاً منا لديه مهمة في الحياة، كما ذكرت سابقاً. خبرت الكثير في حياتي وأرى المجتمع والمرأة بصورة معينة، أتمنى أن أكون مثالاً للمرأة العربية وللأطفال وأن أساعد في طريقة ما. 

- ما هي القضية الانسانية التي تسعين إلى العمل عليها؟
لكي نخلق مجتمعاً صالحاً يجب ان نتنبه ونساعد الأطفال. وبالتالي علينا ان نحسن ونطوّر مدارسنا وعلينا أن نشجع الأطفال وندعمهم في تحقيق طموحاتهم ونقنعهم بأن لا حدود لها وأن بإمكانهم أن يكونوا مبدعين وعباقرة. وأتمنى أن يتخلص مجتمعنا من الأزمات التي يعيشها. 

- تقيمين في ميلانو والعالم العربي يعيش أزمة، هل أنت قريبة أم بعيدة عن هذه الأجواء؟
بالتأكيد قريبة، ونتابع باستمرار نشرات الأخبار وما يجري في العالم العربي. وأحاول من خلال عملي أن أظهر صورة جميلة عن مجتمعنا العربي، وأعتقد أن على وسائل الإعلام العربية أن تقلص من نسبة البرامج التي تتناول المشاكل الاجتماعية والحروب التي تمدنا بالطاقة السلبية. بات علينا ان نعرض برامج ترفيهية تشعرنا بالسعادة، وهذا ما أثار اعجابي في برنامج «الرقص مع النجوم» لأنه يفرح الناس. 

- ما هو روتينك اليومي؟
أستيقظ صباحاً، أذهب إلى النادي، أقرأ ليلاً وأحب العمل كثيراً، لا أشاهد التلفزيون لأنني لا أريد الطاقة السلبية. إلا أننا لا يمكننا ان نتحكم بذلك لأن المشاهد التي نراها على التلفزيون موجودة أيضاً على مواقع التواصل الاجتماعي. 

- هل أنت ناشطة على مواقع التواصل الاجتماعي؟
أنا ناشطة على الانستغرام لأن كل شيء يعتمد عليه، وهو مهم لنا كـModels. مثلاً جيجي حديد وكيندل جينير وكثيرات غيرهما، لم أكن أتوقع أن أراهنّ عارضات أزياء، ولكنهن بذلن جهداً وحسّن من أجسامهن، ولأن لديهن متابعين كثراً تصور معهن كل شركات الاعلانات، وتحولن إلى Top Models. حالياً أي حملة يريدون أن أصورها، يسألونني عن عدد متابعيّ على انستغرام. 

- أعطاك وسام وردة على مسرح Dancing with the stars، لئلا تبكي مجدداً. ما الذي يبكيك؟
وسام يعلم أن دمعتي في عيني دائماً. الفرح يبكيني والحزن يبكيني وأتأثر بالمواقف التي تحيط بي. ولكن الضحكة والابتسامة مرسومتان على وجهي وحتى لو كان داخلي حزيناً، لأنني أحب أن أمد الناس بالطاقة الايجابية. 

- كيف ترين بيتك؟
أراه مليئاً بالمحبة والاحترام.


الحب

- كيف بدأت علاقتك بالإعلامي اللبناني وسام بريدي؟
(تضحك) لن أخبرك. 

- من اعترف بحبه قبل الآخر؟
اعترفنا لبعضنا البعض في اليوم نفسه. كان هناك اعجاب ولا سيما بشخصية كل واحد منا. وسام شخص عميق جداً وحساس. ولم ينكر أنه عندما رآني أعجب بشكلي كثيراً، ولكن ما جعلني قريبة منه أنني أشعر أنه مرآتي، ويفهمني من خلال نظرة، ومحبته لعائلته وتضحيته من أجلها، وهو يشبهني من هذه الناحية، فمنذ أن كنت في سن السادسة عشرة انخرطت في ميدان العمل، وكان جلّ اهتمامي مساعدة عائلتي وما زلت حتى اليوم. نجتمع على العديد من المبادئ، هو رجل جميل وأنا متأكدة من أنني أمتلك الجمال، إلا أن ما يثير إعجابنا بالأشخاص لا يقتصر على الشكل فقط لأن نظرتنا للآخر تختلف بعد خمس دقائق. 

- ألم يخفْه ذكاؤك؟
هو انسان عميق، وعلى العكس يحب ذكائي اذ انه يحب المرأة الذكية. 

- من منكما المحظوظ، أنت أم هو؟
نحن الاثنين محظوظان. يتمتع وسام بثقة قوية بنفسه وأنا أيضاً، ويكرر على مسامعي دائماً أننا محظوظان ببعضنا البعض. وهدفنا في الحياة نفسه، هو مستعد لأن يمد كل من حوله بالسعادة، ولمست معاملته الراقية والمحترمة مع الناس، كما انه يحاول أن يساعد كل محتاج، وأنا أثق أننا لم نأت إلى الحياة عن عبث بل كل واحد منا لديه مهمة. 

- هل اختلاف الجنسية والدين يمكن أن يقف عائقاً أمام حبكما؟
الحب هو كل شيء، الله هو محبة.

- ما هو حفل الزفاف الذي تحلمين به؟ أسطوري أم بسيط؟
أتمنى أن يبارك الله قصتنا ويتم الزواج على خير. انا انسانة بسيطة جداً، أخرج من دون ماكياج وأرتدي الجينز والتيشرت. وأعتبر أن يوم الزفاف يوم مقدس، وفيه تجتمع روحان لتصبحا روحاً واحدة، كما ان حفلات الزفاف الضخمة زائفة، وكل واحدة تتحدث عن المصمم الذي سيلبسها وما إلى ذلك... 

- من تصاميم من سترتدين فستان زفافك؟
بالنسبة إلي كل هذه التفاصيل لا تعني لي شيئاً. 

- من ستدعين إلى حفل زفافك؟
سأدعو الأصدقاء المقرّبين. 

- ما هي الألوان التي يمكن أن تطغى على الزفاف، الورود مثلاً؟
ربما ليست وروداً بل شموع. هو زفاف بسيط جداً يجمع العائلة والأصدقاء. 

- جرت العادة في ايطاليا أن يذهب العروسان ويلتقطا صوراً في الساحات، هل ستجارين هذه العادة؟
لا أبداً. 

- هل تمانعين العيش في لبنان؟
لا أبداً، أعلم أن الانسان الذي اخترته في حياتي سيدعم خطواتي المهنية، ولكن في الوقت نفسه العائلة هي الأولوية. 

- هل من الممكن أن تتركي مهنة عرض الأزياء من أجل الزواج؟
كل سنة أقول انني سأتوقف عن عرض الأزياء، لن أتوقف هذه السنة وما زلت أزاول مهنتي ولكنني خففت كثيراً، لدي عملائي الذين أتعاون معهم باستمرار، وانا سعيدة. إذا كان هناك شيء جديد ومهم، لمَ لا، ولكنني لن أكمل طوال حياتي في هذه المهنة إلا أنني لا أعرف متى، ولكن وسام يدعمني في تحقيق كل أحلامي. 

- هل وضع أحدكما شروطاً على الآخر؟
إذا أردت الزواج لا يمكنك أن تضعي شروطاً. لأن يوماً ما سنمل وعندما نتخلى عن حلمنا من أجل شخص، سنقول يوماً ما يا ريت وهذه العبارة ستكسر شيئاً ما في العلاقة.

 

مجوهرات: BVLGARI

 

CREDITS

تصوير : شربل بو منصور

شعر: ميشال زيتون

مكياج : كوليت اسكندر

شكر خاص : شكر خاص: فندق Kempinsiki Summerland Beirut ستايلست: جوني متى-أزياء: زهير مراد