تركضُ فاتن، ابنة الأعوام الستّة، في أروقة مركز سرطان الأطفال في لبنان، في انتظار موعد جرعتها من العلاج. بقبّعتها الملوّنة، تُخفي بثقة رأساً صغيراً بلا شعر. تنتقل بفرح من كتاب الى لعبة في صالة الإنتظار، تضحك بصوت عالٍ، تقبّل والدتها، تطوّقها بذراعيها الصغيرتين، وتشدّ بقوّة. في عينيها، لمعان خاص. لمعان يتحدّى المرض والألم والعلاج الكيميائي والخوف والموت. هي أمثولة في الحياة والأمل.
من أولئك الأطفال الشجعان، نتعلّم. الحياة جميلة، جميلة جداً... وتستحقّ المقاومة.

نسائم

أيّها الحبّ

أيتها المفاجأة العابرة

على غفلة، ترحل

وبدون موعد، تعود

بنظرة حاضنة، بضمّة عطر،

تتّقدُ شموعكَ، ونشتعل.