مش عيب تقولي لا!

فاديا فهد,أقلام لها

فاديا فهد 10 مايو 2017

مخجلٌ السكوت عمّا يُجرى في بعض المكاتب وأماكن العمل في مجتمعاتنا العربية من تحرّشات جنسية، تبدأ بالتحديق غير اللائق والتلطيش والهمس، وتصل الى اللمس والدعوة المبطّنة أو الصريحة الى الفعل الجنسي، وما يرافقها من استغلال للسلطات الذكورية التي تلوّحُ بالتضييق المهني والاقتصاص بالحدّ من الصلاحيات، وحتى الطرد. كلّ هذا والمرأة الضحيّة مرعوبة لا تجرؤ على الشكوى، خوفاً من الفضيحة. والواقع أن المجتمع، هنا أيضاً، يوجّه أصابع الاتهام الى المرأة المتحرَّش بها، بدلاً من الرجل المعتدي، ملقياً اللوم تارة على جمالها وأناقتها، وطوراً على أسلوب حياتها، في محاولة فاضحة لتبرئة المتّهم والتخفيف من جرمه، وتبرير مرضه النفسي المعروف سريرياً بـ «تفضيل الجنس العنفي». ويساعد غياب القوانين في سلب المرأة حقّها بالعمل بكرامة وتوفير البيئة الصحّية لها كي تُعطي أفضل ما عندها وتفرض ذكاءها المهني ونجاحها.

زمن الصمت ولّى الى غير رجعة: ليس عيباً أن تقولي لا للمتحرّش، وبصوت عالٍ! وليس عيباً أن تنتصري لكرامتكِ، وترفعي شكوى قانونية ضده! الشكوى لا تقلّل من شأنك، بل تحفظ حقّك وحقّ موظفات كثيرات يُعانين بصمت.

 
نسائم

نَصبتُ عزلتي

رتّبتها وسَكنتُها...

وما زال الحبّ يُلاحقني.

عيناك تشدّاني الى بحرك

يغلبني، وأقاوم.

لا قدرة لي على أمواجه العالية.

أموتُ فوق صدركَ

ولا أستسلم.