جمعيات كثيرة... هدف واحد التوعية حول سرطان الثدي

كارين اليان ضاهر 08 أكتوبر 2017

حملات كثيرة وجمعيات تبذل كل الجهود اللازمة طوال أيام السنة للتوعية حول سرطان الثدي، لاعتباره يحتل المرتبة الأولى بين أنواع السرطان التي تصيب المرأة. تركز بشكل خاص في معظمها على أهمية الكشف المبكر، وتقدم الدعم المادي والمعنوي للمريضات وعائلاتهن، وتحرص على تقديم كل المعلومات اللازمة لمكافحة هذا المرض الذي يشكل الكشف المبكر عنه سلاحاً بيد المرأة لما يزيد ذلك من فرص شفائها. لكن مع حلول شهر تشرين الأول/أكتوبر، شهر التوعية حول سرطان الثدي، تتكثف هذه الجهود وتكثر النشاطات المتنوعة التي تقام بهدف مساعدة أكبر عدد ممكن من النساء وتوعيتهن. في الواقع، مهما تعددت هذه الجمعيات تبقى الحاجة كبيرة الى الدعم أمام الأعباء الكثيرة التي تلقى على عاتق المرضى في هذه المرحلة الصعبة. فتكاليف العلاج باهظة والاستشفاء وغيرها من الأعباء المادية والمعنوية التي لا تسهل الأمور على المريض وعائلته، كأن هاجس مرضه لا يبدو كافياً حتى يضطر إلى تحمّل كل الأعباء الباقية. لذلك، تعتبر الحاجة كبيرة إلى المساعدة لتأمين المساعدة للمرضى عموماً وللمحتاجين منهم خصوصاً، والذين قد تعاكسهم ظروف الحياة من النواحي كافة ليأتي المرض ويزيد من أثقال الحياة عليهم.

 

الجمعية اللبنانية لمكافحة سرطان الثدي: اجتماع العلم مع تجارب حياة ينقذ كثيرات

في عام 2011، أنشأ البروفيسور اللبناني الاختصاصي في أمراض الدم والأورام ناجي الصغير، مع مجموعة من النساء الناجيات من مرض سرطان الثدي وعدد من المتطوعات، الجمعية بهدف نشر المعرفة والتوعية حول صحة الثدي والحض على الكشف المبكر لسرطان الثدي من خلال الفحوص والصور اللازمة. وكما أن النسبة الكبرى من الجمعيات تبدأ مع أشخاص عاشوا التجربة ليعملوا على توعية الآخرين، كان للناجيات من المرض دور مهم في تأسيس الجمعية وفي استمرارها. وتركز الجمعية على أهمية التشخيص والمعالجة المثلى للمرض. هذا إضافة إلى المؤتمرات والندوات وورش العمل والحملات المستمرة التي تنظمها، وفي شكل خاص في شهر تشرين الأول/أكتوبر، بهدف التوعية حول المرض. ومن النشاطات التي أقيمت «أول شريط بشري باللون الوردي في الشرق الأوسط» و«الروشة باللون الوردي» و«تشرين الأول الوردي» و«إضاءة قلعة صيدا الأثرية باللون الوردي» وحملة «افحصي حالك كرمالك» وغيرها الكثير من النشاطات والحملات... كما تعمل على توفير الدعم النفسي والمادي للمرضى. وتجدر الإشارة إلى أن الجمعية تتعاون مع مركز سرطان الثدي في الجامعة الأميركية والمركز الطبي في بيروت في تنظيم مجموعات الدعم، وهي تقدم الدعم المادي لذوي الدخل المحدود من مريضات سرطان الثدي. وقد وضعت أيضاً خططاً طويلة الأمد لدعم مشاريع الأبحاث والتجارب السريرية المتعلقة بالمرض لخدمة مريضات سرطان الثدي في لبنان وفي مختلف دول العالم. ولجمع التبرعات والأموال، نظمت الجمعيات العديد من الحفلات والنشاطات، منها حفل غداء سنوي لمناسبة عيد الأمهات ينظم في كل عام وتوزع خلاله كتيبات للتعريف بصحة الثدي والكشف المبكر، إضافة إلى العروض الأولى لأفلام مميزة تنظمها الجمعية بالتعاون مع دور السينما، ويعود ريعها الى مساعدة مريضات سرطان الثدي. وساعدت كثيرات في تكاليف الصورة الشعاعية والصوتية والمسح الضوئي والعمليات الجراحية والعلاجات الإشعاعية والكيماوية في المركز الطبي للجامعة الأميركية في بيروت. هذا وتصدر الجمعية باستمرار كتيّبات ومنشورات تشرح عن المرض وسبل الوقاية منه والكشف المبكر.

 

أرقام من الجمعية:

· نحو 60 في المئة من النساء اللواتي تمت معالجتهن في الجمعية هن من الأمهات دون سن الخمسين

· 1 من أصل 8 نساء تصاب بسرطان الثدي في حياتها

· نسبة الشفاء التام في حال الكشف المبكر تصل إلى 90 في المئة

· في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا، نسبة 50 في المئة من حالات سرطان الثدي تحصل بين سيدات فوق سن 65. أما في لبنان والدول العربية، فتحصل بين سيدات أصغر سناً، حيث أن حوالى 49 في المئة من الحالات تشخّص لدى نساء دون سن الخمسين.


نصائح من الجمعية:

· تجنبي السمنة

· اتبعي نظاماً غذائياً قليل الوحدات الحرارية

· أكثري من تناول الخضر والفاكهة

· أكثري من تناول الأطعمة الغنية بالألياف

· امتنعي عن التدخين

· تجنّبي الأطعمة التي تحتوي على مواد كيماوية


جمعية بربارة نصار لدعم مرضى السرطان... شجاعة امرأة تنقذ كثيرات

انطلقت الجمعية بفضل شجاعة بربارة نصار وعزمها على تحدّي المرض ونشر التوعية حول المرض ومساعدة أخريات يعشن التجربة نفسها، فكانت مثالاً للإيجابية والشجاعة وشكّلت قدوة. طوال مراحل المرض، كانت أمنية بربارة القصوى تأسيس الجمعية لمساعدة المرضى وأهلهم مادياً ومعنوياً، وتأمين تكاليف الدواء والاستشفاء من خلال المساعدات والحملات لمساعدة المرضى في لبنان وتوعية اللبنانيين على أهمية الوقاية من المرض. كافحت بربارة نصار لتحقق هذا الحلم قبل وفاتها. وكانت قامت بجهود جبارة لتثبت للعالم معنى الشجاعة وقدرة الإنسان على تحدّي المرض. ورغم ظروف العلاج وحالتها الصعبة، قامت برحلة العلم اللبناني وجالت خلال 80 يوماً على مختلف المناطق اللبنانية، لتجمع التواقيع على العلم وتقدّمه بعدها إلى رئيس الجمهورية. وحتى عندما أعلن الأطباء عدم جدوى العلاج، وأن أيامها باتت معدودة، أرسلت لهم رسالة من أعلى قمم لبنان على طريقتها الخاصة في تحدّي المرض. وبعد 5 سنوات من تشخيص المرض لديها، الذي كانت قد بدأ بسرطان في الثدي وانتشر في جسمها (وعلى رغم أن الأطباء لم يتوقعوا أن تعيش أكثر من أشهر معدودة)، وقبل أيام من وفاتها، حققت حلمها الأكبر وحصلت على علم وخبر للجمعية لدعم مرضى السرطان، ثم توفيت فيما لم تفارق الابتسامة يوماً ثغرها وحافظت على إيجابيتها طوال فترة مرضها. لهذا، من الواضح أن جمعية بربارة نصار بنيت على أسس قوية لاعتبارها كانت مثالاً للشجاعة والإرادة والإيجابية، ويمكن أن يتمثل بها أي مريض مهما كانت حالته والأوجاع التي يعانيها.


أهداف الجمعية:

· دعم مرضى السرطان وأهلهم مادياً ومعنوياً من خلال مساعدات وحملات.

· تحسين ظروف استشفاء مرضى السرطان.

· المساهمة في توفير الأموال لتأمين تكاليف العلاج والاستشفاء للمريض المحتاج.

· مطالبة الدولة بالحرص على إلزامية التشخيص المبكر

· المساهمة في إقامة مشاريع بهدف تأمين الأموال اللازمة لتحقيق أهداف الجمعية


جمعية «وعينا مواجهة»Faire Face: في تبادل الآراء راحة نفسية للمرضى

نشأت الجمعية بمبادرة من طبيب أورام في عام 1994، كمبادرة لجمع المرضى مع بعضهم وإتاحة المجال لهم لتبادل الأراء والنقاش، لما يؤمنه ذلك من راحة نفسية لهم ودعم من خلال طرح مشاكلهم وهواجسهم ومخاوفهم. بهذه الطريقة تساعد الجمعية على كسر الحواجز بين المرضى ومكافحة العزلة التي يضع فيها المريض عادة نفسه عندما يشخص المرض لديه. فتخفف هذه اللقاءات من الأعباء على المرضى وتساعدهم على تقبّل حالاتهم بسهولة كبرى عندما يجدون أن مشاكلهم مماثلة لمشاكل كثيرين آخرين، وأن مخاوفهم هي نفسها وأن كل ما يفكرون به وما يشعرون به مسائل طبيعية لا تدعو الى القلق. وتركز الجمعية على التوعية حول سرطان الثدي في الوقت نفسه، وتعمل على إقامة النشاطات اللازمة لتحقيق أهدافها، فإضافة إلى نشر الوعي وخلق حلقات حوار ليواجه المرضى هذه التجربة معاً، تعمل على تأمين المساعدة العملية للمرضى وتساهم في تقديم الدعم لتأمين الكشف المبكر لسرطان الثدي وتقيم النشاطات التي تهدف إلى التوعية وإلى تأمين الدعم المادي في الوقت نفسه. ويعتبر برنامج الكشف المبكر عن سرطان الثدي أحد النشاطات الرئيسية للجمعية، وتتم فيه متابعة السيدة خلال 7 سنوات أو أكثر إذا دعت الحاجة. كما توزع الجمعية المنشورات والكتيبات التي تهدف إلى تقديم الإرشادات حول الفحص الذاتي وكل المعلومات اللازمة عن المرض وعن الكشف المبكر والعلاج. حتى أن الجمعية تقدم للمرأة مجاناً وسائل اصطناعية بديلة للثدي في حال الاستئصال مع الملابس الداخلية المناسبة، وشعراً مستعاراً بما أن تساقط الشعر يشكل هاجساً للمرأة التي تخضع للعلاج، وقد تتأثر بسببه بشكل خاص من الناحية النفسية لاعتبارها لا تتقبل هذا التغيير في شكلها.


مؤسسة مي جلاد لمرضى السرطان: مأساة أم تولّد قصص حياة

كافحت مي جلاد سرطان الثدي طوال 5 سنوات إلى أن توفيت في عام 2005. كان قد شخّص المرض لديها وهو في مرحلة متقدمة (في المرحلة الرابعة)، ولم يتوقع لها الأطباء أبداً أن تعيش هذه المدة لصعوبة حالتها. طوال فترة مرضها، ركّزت مي في جهودها على العمل التطوعي مع الأطفال من مرضى السرطان، وعلى التوعية حول سرطان الثدي. ولعلّ حماستها واندفاعها لتحدث فارقاً في هذا المجال ساهما في دفعها إلى الأمام وتزويدها بالطاقة والقوة لتتابع مسيرتها وتكافح مرضها بشجاعة نادرة، شجاعتها وإيجابيتها لم تساهما في دعمها لتكافح مرضها فحسب، بل زوداها بالقوة لتحارب وتدعم آخرين تنقصهم الإمكانات لمكافحة المرض. انطلاقاً من إيجابيتها وعزمها وشجاعتها، تكفّلت والدتها ريما دندشي في إطلاق جمعية غير ربحية باسم ابنتها بعد وفاتها وهي في سن 37 سنة بسبب سرطان الثدي لتساعد آخرين بكل الإمكانات المتاحة، فتسعى إلى تأمين كل الدعم المادي بشكل خاص لأكبر عدد ممكن من مرضى السرطان، سواء لجهة تكاليف العلاج أو الاستشفاء، وذلك بالتعاون مع مستشفى المقاصد في بيروت، وتعتمد بشكل خاص على الهبات. كما قامت الجمعية بحملات عديدة بهدف نشر الوعي حول سرطان الثدي، ونشاطات كثيرة بهدف جمع الأموال لمساعدة المرضى، من بداية انطلاقها. كما أن من أهداف الجمعية الأساسية، مساعدة المحتاجين على اكتشاف المرض في مراحله الأولى. وتحرص السيدة دندشي على تقديم كل الجهود اللازمة للجمعية التي تعتبرها متنفساً لها بعد وفاة ابنتها، التي على رغم كونها تحمل الجنسية الأميركية ولديها التأمين الصحي، كانت تعاني الكثير نظراً الى ارتفاع تكاليف العلاج، فكان من الطبيعي التفكير بالمحتاجين الذي قد لا يملكون الإمكانات المادية لتغطية تكاليف علاجاتهم الباهظة.

 

مبادرة محاربات بروح وردية: في الشجاعة قدوة لمن يحتاجونها

انطلقت مبادرة «محاربات بروح وردية» في عام 2006 في الشرق الأوسط، بهدف جمع التبرعات ودعم الجمعيات التي تُعنى بموضوع سرطان الثدي، وذلك بدعم من شركة «فورد»، على رغم بدء الجهود في هذا المجال في العالم في التسعينات. ولم تقتصر أهداف المبادرة على الناحية المادية، بل أكثر، حيث توسّعت فيها لتشمل الدعم المعنوي من خلال الاستعانة بناجيات من المرض ليكنّ ملهمات لغيرهن من النساء قد يعشن التجربة نفسها. حتى أنه ضمن المبادرة، تم تنظيم جلسات تصوير «للمحاربات بروح وردية» من مختلف الدول العربية ليصبحن قدوة في الشجاعة لأخريات حتى يتخطين هذه المرحلة بإيجابية من خلال حملة «قدوة الشجاعة» التي هدفت أيضاً إلى التركيز على فكرة الفحص المنتظم. وتجسد الحملة الأمل والقوة، فيما تركّز على أهمية الكشف المبكر لزيادة فرص الشفاء. ومن ضمن الحملة، أطلقت أكسسوارات وأزياء خاصة لها تحمل شعار «محاربات بروح وردية» بهدف دعم أهداف الجمعية كافة سواء من الناحية المادية أو المعنوية . أما حملة Moregooddays# التي أطلقتها المبادرة، فتهدف إلى إسداء النصائح وتوجيه الإرشادات لمريضات سرطان الثدي والناجيات منه.