فوائد كثيرة لا تدركينها للعلاج بالرسم... عندما يصبح الفن جزءاً لا يتجزأ من علاج مريضة سرطان الثدي

كارين اليان ضاهر 14 أكتوبر 2017

تتعدد الطرق العلاجية المعتمدة مع مريضة سرطان الثدي وتتركز في معظمها على النواحي الطبية، لكن يبقى الجانب النفسي أساسياً في علاجها، ولا بد من إعطائه أهمية كبرى. هنا يبرز دور العلاج بالفن كجزء من هذا الطريق العلاجي الذي على المريضة أن تسلكه.
فالتعبير بالكلام قد يكون صعباً أحياناً، لكن يظهر الرسم كطريقة ممتعة للتعبير عن الهواجس والمخاوف، خصوصاً لمن تجد صعوبة في التعبير بالكلام.
فعندما تُخرج من داخلها كل ما لديها من مشاعر سلبية وانفعالات، تحل محلها تلقائياً الطاقة الإيجابية التي هي في أمسّ الحاجة إليها.
الاختصاصية في المعالجة النفسية نادين قنواتي شددت هنا على الفوائد الكثيرة للعلاج بالرسم لمريضة سرطان الثدي مشيرةً إلى الطرق المعتمدة لاستبدال مشاعرها السلبية بطاقة إيجابية.


- ماذا عن الحالة النفسية لمريضة سرطان الثدي بعد تشخيص المرض لديها؟
بعد تشخيص المرض لديها، تعيش مريضة سرطان الثدي حالة من الخوف من المجهول، وهذا شعور مشترك بين كل مريضات سرطان الثدي. ففي المرحلة الأولى، لا تعرف المريضة ما يحصل في جسمها فتحسّ بالتوتر وبوجود خلل ما في حياتها، ولا تكون قد دخلت بعد مرحلة الاستقرار والتعايش مع هذه التجربة التي تمر بها.
ومن النقاط الأساسية التي تؤثر سلباً في المريضة في هذه المرحلة، نظرة الناس إليها والتعاطي معهم. ففي كثير من الأحيان، تغلب على نظرات الناس إلى مريضة السرطان عامة، ومريضة سرطان الثدي خاصة، الشفقة... وهذه النظرات نفسها تقضي على المريضة وتدمّرها وتؤثر في حالتها النفسية بوضوح، حتى وإن أرادت الحفاظ على إيجابيتها.
فهذه النظرات تُشعرها بالاكتئاب مهما كانت إيجابية، خصوصاً إذا وجدت نفسها في مواقف متكررة يتخللها هذا النوع من التعامل. وهذا ينطبق حتى على المريضات اللواتي ينتمين إلى النوع المكافح والإيجابي، فهن يجدن صعوبة عندها في الخروج من دائرة اليأس والكآبة، وإن كنّ ينكرن أن هذه النظرات تزعجهن وتؤثرن سلباً فيهن، أو يُظهرن «لا مبالاة» أمام هذا النوع من المواقف.

- إلى أي مدى العلاج بالفن ضمن مجموعة فاعل في هذه الحالة؟
تبدّلت الأمور اليوم وتغيّرت المفاهيم في ما يتعلق بسرطان الثدي، فقد تطورت العلاجات وزاد الأمل بالشفاء. من المهم اليوم التواجد في مجموعة للعلاج، لأن المرضى في هذه الحالة يساعدون بعضهم بعضاً من خلال الحوار والتعبير عن الهواجس والقلق والمخاوف، مما يسهّل الأمور على مريضة سرطان الثدي، فهي عندها لن تشعر بأنها وحيدة، بل إن ثمة كثيرات يواجهن المشاكل نفسها.
مع الإشارة إلى أن معظم المريضات يحتجن إلى معرفة نقاط القوة والضعف لديهن. وبمجرد التحدّث عن الأمور التي تزعجها، تصبح المريضة في موقع قوة وتتخطى ضعفها. وهذا يساعدها كثيراً، خصوصاً أنها في هذا المرض في أمسّ الحاجة إلى الإيجابية والتفاؤل من أجل تعزيز جهاز مناعتها. فالحالة النفسية لها تأثير واضح في مناعة الجسم، وتلعب دوراً مهماً في ذلك.

- ما أنواع العلاجات المعتمدة بالفن؟
العلاج بالفن يقسّم إلى أنواع عدة، هي: العلاج بالموسيقى، العلاج النفسي بالدراما والعلاج بالرسم. في ورش العمل التي أقيمها، أبدأ الجلسة بالعلاج بالموسيقى للاستعداد، يليه العلاج النفسي بالدراما، والجزء الأكبر أُخصّصه للعلاج بالفن.

- كيف يمكن أن يساعد العلاج بالرسم مريضة سرطان الثدي؟
في الجلسات التي أُقيمها، أعتمد على الرسم في مراحل عدة. ففي البداية يتم التعارف من خلال الرسم، ويمكن عندها التعرف إلى الشخص من خلال الرسم الذي أنجزه.
وفي المرحلة الثانية، أبدأ بالتوجيه فأطلب رسم أمور معينة وأقرأ الرسوم من خلال تفاصيل فيها تسمح بالتعمق في المشاكل، نتحدث عنها. وخلال الجلسة أعرض الرسوم وأناقش تفاصيلها خلال حلقة حوار.

- هل من الضروري إتقان الرسم للمشاركة في ورشة عمل للعلاج بالرسم؟
لا داعي لإتقان الرسم، بل يكفي استخدام الأقلام والألوان بإشراف المشرف على الجلسة. فليس ضرورياً أن يكون الشخص فناناً. الرسم هو الكلام الذي يعجز الشخص عن قوله بالكلمات، ودور المرشد في الجلسة هو كشف نقاط الضعف والقوة من خلال الرسم.

- قد لا تتقن مريضة سرطان الثدي الرسم، أليس من الممكن أن ترسم أموراً لا معنى أو تفسير لها وتظهر بطريقة عشوائية؟
لا بد من التوضيح أن في علم النفس ما من رسم لا تفسير له. فكل ما نرسم يحمل معاني محددة. من جهة أخرى، قد ترسم المريضة أي شيء بطريقة فطرية، لكن يتم ذلك بإشرافي وتوجيهي حيث أقود بنفسي الجلسة في اتجاه محدد أقصد منه اكتشاف أمور معينة وطرق تعبير تأخذنا في الطريق الذي نود أن نسلكه. ففي الموضوع الذي تتمحور حوله الجلسة، ثمة رسوم معينة واتجاهات تساعد على التعبير بالطريقة التي نرغبها، وتسمح بتوضيح الأمور والحصول على معانٍ محددة. وبصفتي مشرفة على الجلسة، أعرف الموضوع وأعرف الطريق الذي يجب أن نسلكه وكذلك الحدود.

- هل يمكن أن تأخذ الجلسة منحىً فيه نوع من القسوة على المريضة مع كشف مشاكلها وهواجسها؟
أعرف جيداً الحدود التي لا بد من التقيّد بها في الجلسة، فأُخرج ما عند المريضة بطريقة معينة بعد أن أكون قد وجّهتها في الطريق الذي أريده لتعبّر عن هواجسها وعما يزعجها. كما أساعدها لتعرف كيف تقاوم وتتحدّى هذه الهواجس لتتغلب عليها. مع الإشارة إلى أنني لا أسدي النصائح أبداً، بل أسأل المريضة بأسلوب محدد حتى تعبّر بنفسها وتعبُر الطريق الذي وضعته لها.
مما لا شك فيه أن ثمة حالات في الجلسة ينهار فيها البعض عندما يُخرجون ما لديهم من مشاعر ومخاوف ويعبّرون عما يزعجهم. فمجرد التعبير عنها يجعلهم ينهارون ويبكون، لكن هذا يشكل جزءاً من العلاج الذي يُشعرهم بعدها بالتحسن وبأنهم تغلّبوا على مخاوفهم.

- ألا يُعتبر التعاطف مع كل هذه الحالات التي تصادفينها كمُشرفة متعباً لك عندما تدخلين في المشاكل والهواجس؟
كمشرفة، من الضروري أن أضع حدوداً بيني وبين المشاركات في الجلسة، وهذا جزء من المهنية التي أتقيّد بها. يجب أن أضع حواجز بيني وبينهن من الناحية العاطفية لأمنع نفسي من التعاطف معهن.
بهذا الشكل، لا أميل إلى أشخاص دون آخرين، ولا أتوجّه إلى أشخاص معينين حصراً. في دوري كمشرفة، «القسوة» مطلوبة أحياناً، لكنها ليست قسوة بالمعنى المتعارف عليه، بل هي عبارة عن حواجز تحول بيني وبين المشاركين في الجلسات لمزيد من المهنية.
على المرشد دائماً أن يكون حاضراً مع المشاركين في الجلسة من دون التعاطف معهم فيدعمهم فيما لا يُشرك نفسه في مشاكلهم ولا يتورط معهم.

- ألا يشكل التواجد ضمن مجموعة في الجلسة إحراجاً للبعض في التحدّث عن مخاوفهم ومشاكلهم؟
في الدرجة الأولى، يجب التشديد على أهمية أن نكون أحراراً في التعبير، وهنا يأتي دور العلاج بالفن عامةً. نحن ندرس التعبير الفطري بالرسم أولاً حيث نعبّر عن أمور في اللاوعي وفي الوعي. نحاول التشخيص ومعرفة المشكلة ونعمل على حلّها ضمن المجموعة. أصادف أحياناً أشخاصاً يريدون المشاركة في الجلسة من خلال الاستماع فقط من دون التعبير.
هم لا يريدون أن يعطوا، وهؤلاء هم الأصعب في المراحل الأولى، لكنني أحرص على تشجيعهم فيما يرون آخرين يعبّرون خلال الجلسة عن هواجسهم.
ومن خلال الرسم، حتى أدق التفاصيل تحمل معاني محددة يمكن تفسيرها وقراءتها، مما يساعدنا على التقدم في العلاج، مهما حاول الشخص الانعزال.
أما في المرحلة الثانية فتصبح الأمور معهم أكثر سهولة إذ يشعرون بمزيد من الارتياح ويستفيدون من الجلسة العلاجية بشكل واضح.

- هل يفضل البعض العلاج بالفن بشكل فردي لا ضمن مجموعة؟
قد ينزعج البعض من التواجد في مجموعة فيطلب العلاج بالفن بشكل فردي، لكن بعد أن يشعر المريض بالارتياح، أحرص على الانتقال به إلى مجموعة، فهذا مهم جداً له كعلاج ويُشعره بمزيد من الارتياح.

- لماذا يُعتبر العلاج بالفن مهماً تحديداً في حالة مريضة سرطان الثدي؟
للعلاج بالفن أهمية كبرى لمريضة سرطان الثدي، ويساعدها إلى حد كبير من خلال الطريقة التي نعتمدها فتعبّر عن هواجسها. ففي حال سرطان الثدي، يبدو شكل المرأة والتغيير فيه من الهواجس الأساسية لديها.
لهذا نوجّه الجلسة في هذا الاتجاه حيث أطلب منها أن ترسم نفسها قبل العلاج والمرض وخلاله وبعده لتعبّر عما لديها من قلق في هذا الشأن. ثمة تفاصيل كثيرة تظهر عندها فنرى التغيير الذي تراه في شكلها وما يقلقها في هذا الإطار، ونحاول أن نساعدها لتتغلب على ذلك.

- كونك لا تسدين النصائح، هل تسير المشاركة في الجلسة دائماً في الطريق الذي تريدين أن تسلكه بمجرد توجيه الأسئلة إليها؟
صحيح أنني أكتفي بتوجيه الأسئلة ولا أسدي النصائح، لكن هذه هي الطريقة التي أساعدها فيها بشكل فاعل حتى تصل إلى المكان الذي أريد أن أوصلها إليه.
بهذه الطريقة أمدّها بالطاقة الإيجابية وأُخرج الطاقة السلبية التي لديها والشحن العاطفي. نمتص هذه المشاعر السلبية معاً لترى بكل وضوح أموراً نريد أن نسلّط الضوء عليها بشكل إيجابي لتزويدها بهذه الطاقة الإيجابية.

- كيف تختلف طريقة التعاطي مع مريضة تم تشخيص المرض لديها؟
عند تشخيص المرض، تكون المريضة عادةً في حالة صدمة ونكران للواقع. يمكن أن يتقبل البعض وتكون المريضة في حالة انتظار للمستقبل. نتعامل مع المريضة بحسب هواجسها والتحديات التي أمامها.
نحاول مساعدتها على التعبير عما تريده اليوم ولاحقاً، ونساعدها على اكتشاف الخطوات التي يمكن القيام بها لتصبح الأمور أكثر وضوحاً لها وندعمها لتقاوم.
وحتى مع المريضة التي أصبحت في مراحل متقدمة من المرض، أحاول تسليط الضوء على نواحٍ إيجابية في حياتها لتكافح حتى اللحظة الأخيرة. يمكن مثلاً تسليط الضوء على كل الأمور الجميلة التي أنجزتها في حياتها.

- هل تحتاجين إلى التدخل في تفاصيل دقيقة في حياة المريضة؟
قد تدخلني المريضات المشاركات في الجلسة في تفاصيل حياتهن في سير الجلسة وأثناء التعبير.
ثمة تفاصيل قد يشار إليها وأضطر إلى الدخول فيها لمساعدتهن من دون التدخل المتعمّد وإسداء النصائح طبعاً. ولكن تكمن المشكلة في أن ثمة تحفظاً سائداً في مجتمعنا، ونلاحظ أن كثيرات لا يرغبن في التعبير والكلام، وهذا يزيد من صعوبة العلاج، لكن يبقى الرسم وسيلة تعبير فضلى بشكل غير مباشر.

- لمحيط مريضة سرطان الثدي أهمية كبرى بالنسبة إليها، كيف تسلّطين الضوء على هذا الجانب؟
خلال الجلسة، أطلب من المريضة أن ترسم البيت والمحيط وكيف ترى نفسها فيه. هذا الرسم يظهر أيضاً ما إذا كانت اجتماعية أو منفصلة عن الواقع والمجموعة، ويساعدها كثيراً على التعبير. كما أن المجموعة في الجلسة تساعدها في هذا الإطار.

- قد تسوء الحالة النفسية لمريضة سرطان الثدي، خصوصاً إذا كانت في مراحل متقدمة من المرض، كيف يمكن مدّها بالطاقة الإيجابية بطريقة فاعلة؟
ما نحاول أن ننقله إلى المريضة خلال ورشة العمل، هو أن تعيش اللحظة وتستمتع بها وتزوّد نفسها بالطاقة الإيجابية لتستفيد من هذه اللحظات التي تعيشها إلى أقصى حد فتقاوم المرض. فطالما أن المريضة تتنفس وتعيش فهي قادرة على المقاومة، وبالتالي ملزمة بذلك لتكافح المرض.

- هل تختلف طريقة التعاطي باختلاف شخصية المريضة؟
مما لا شك فيه أن البعض يتمتع بطاقة كبرى ويتميز بإيجابية وقدرة على مواجهة المشاكل، فيما يميل البعض الآخر أكثر إلى الاكتئاب والاستسلام.
من المهم جداً في الجلسات أن يتواجد هذان النوعان معاً، لأن الأقوى يساعد الأضعف. من هنا تبرز أهمية اجتماعهما معاً فيعبّر الضعيف عن مخاوفه، فيما يرى طريقة من هو أقوى منه في تعاطيه مع الهواجس التي هي مشتركة عادة لديهما، لكنْ كلٌ منهما يتعاطى معها بطريقة مختلفة.
نركز خلال الجلسة على مساعدة المريضة لتتخطّى مخاوفها من الموت فيجب ألا تموت قبل أوانها. نحاول أن نخلّصها من الألم النفسي من خلال الطاقة الإيجابية التي نمدّها بها فتشعر بمزيد من الارتياح.

- كيف تستخدمون الألوان خلال الجلسات في تفسير هواجس الشخص ومشاعره؟
صحيح أن الألوان هي من المؤشرات التي نعتمدها في التفسير وقراءة الرسوم، لكنّ للألوان معاني تختلف باختلاف الأشخاص والحالات وبحسب تدرّجها، ولا بد من التشديد على ذلك لأنه لا يمكن التعميم في تفسير الألوان.
فقد يحمل اللون الأزرق عامةً معاني السلام والهدوء، فيما يبدو عكس ذلك لدى شخص معين بحسب حالته. في ذلك تؤخذ مؤشرات أخرى في الاعتبار عند التفسير. كما أن طريقة التفسير تختلف من مجتمع إلى آخر.
الأزرق: لون الأحلام والتأمل والصفاء. يُستخدم عادةً لرسم السماء ليلاً أو نهاراً ويتدرّج من الفاتح إلى الداكن. للفاتح بعدٌ روحي ويدل على شخصية هادئة ويكتنفها الغموض أو تعاني الوحدة، وقد يدل على الحزن أو الاكتئاب بحسب الحالة. وبقدر ما يصبح أكثر دكنةً، يدل على المزيد من الاكتئاب والحزن والعزلة والإحساس بالخوف من المجهول.
الأصفر: يعبّر عن النشاط والذكاء وحب الحياة والسعادة. هو لون الشمس ويعني الأمل، وغالباً ما يشير فيه الإنسان إلى خيانة أو ضعف وجبن لديه أو لدى شخص آخر.
الأحمر: يُعرف عنه أنه يعبّر عن القوة والانفعال والحب والكره في الوقت نفسه، والدم والإحساس بالخطر والعنف. هو لون مليء بالانفعالات وقد يعبّر فيه الشخص عن الرومانسية.
الأخضر: لون الطبيعة والاستمرارية والأمل والقوة والصحة والمعرفة والحكمة، أو يمكن أن يكون لون الغيرة وحب الاستقلالية أو السعي إليها. وتختلف معانيه باختلاف تدرّجاته. في تدرّجاته الداكنة قد يعبّر الأخضر عن القوة والحكمة، وفي الزاهية عن القلق المزمن أو الخوف من شيء وعدم الاستقرار.
البرتقالي: لون النشاط والخصب، وهو أيضاً لون التردد وقد يكون مؤشراً جنسياً أحياناً.
الرمادي: قد يشير إلى الاكتئاب والتردد والشعور بالوحدة واللامبالاة، أو تستخدمه شخصية تحب تجزئة الوقت والاستقرار في الحياة.
البنفسجي: يعبّر عن الشغف والروحانية والاحترام والحكمة والقلق أحياناً، والاضطرابات السلوكية والحاجة إلى العزلة أو الابتعاد أحياناً أخرى. هو لون القوة والمواجهة في مكان آخر. وككل الألوان، تختلف معاني البنفسجي باختلاف تدرّجاته.
الأسود: لون الغموض والحزن والشعور بالخطر والغضب والبحث عن القوة وإظهارها.
البني: لون الاستقرار وحب الطبيعة والشعور بالراحة والأمان.
الأبيض: يعبّر عن البراءة والرغبة في الصمت واللامبالاة أحياناً. هو لون النقاء وقد يأخذ معنى روحانياً.
الزهري: لون الرومانسية والبراءة والحب والهدوء والرغبة في الاستقرار والسعادة.

ما المؤشرات الباقية التي يتم الاعتماد عليها؟
يتم الارتكاز أيضاً على طريقة الرسم وتقسيم الرسم وحدّة الخطوط، وما إذا كان الرسم ممحواً أو لا (مما يشير إلى التردد) والموقع الذي يتم الرسم فيه على الورقة، والكثافة في الرسم.

                                        
- ما عدد الجلسات التي تحتاج إليها مريضة سرطان الثدي عادةً؟
يختلف عدد الجلسات باختلاف الحالات والمجموعات أيضاً. قد تكون جلسة واحدة كافية، كما قد تكون ثمة حاجة إلى ورشة عمل تستغرق أشهراً عدة. وأود أن أشير هنا إلى أن لدى كل جمعية في الخارج، خصوصاً تلك التي تُعنى بسرطان الثدي، جلسات علاجية بالفن تقيمها للمريضة ضمن العلاج الذي تخضع له.

عن العلاج بالفن
أُطلق مصطلح العلاج بالفن عام 1942 مع الفنان البريطاني أدريان هيل الذي اكتشف الفوائد العلاجية للتعبير بالرسم والتلوين فيما كان يُعالج في المستشفى فنشر هذه التجربة بين المرضى الذين كانوا معه، ثم نشر كتاباً بعنوان «الفن ضد المرض» أصدره عام 1945. وكان الفيلسوف فرويد قد أصدر كتاباً سابقاً حول هذا الموضوع أيضاً.
كثر تحدثوا عن التحليل النفسي وأثر الرسم والفن في معالجة المرضى. مع الإشارة إلى أن الإنسان الأول حتى كان يعبّر من خلال الرسم عن مخاوفه. الرسم فن فطري يعبّر من خلاله الإنسان بسهولة وبشكل ممتع، خصوصاً إذا كان يجد صعوبة في الكلام. فالرسم طريقة أسهل بكثير للتعبير تترافق مع متعة.