باريس وبيروت تحت سقف واحد

روزي الخوري (بيروت) 21 أكتوبر 2017

باريس وبيروت، عاصمتان اجتمعتا تحت سقف واحد. وقد استطاعت المهندسة مارينا خليل أن تجسّد سحرهما وعراقتهما، فطبعت شغف الهندسة الفرنسية في أحد المساكن في شوارع بيروت العريقة في الصيفي النابضة بالحياة.


مالكة المنزل من عشاق الهندسة الفرنسية، أرادت أن تعيش لذة هذه الإقامة وهناءها في بيروت. فانسجمت أفكارها مع المهندسة التي حوّلت المسكن إلى منزل عصري ذي خيوط واضحة وأنيقة مفعمة بالشفافية.
وتقول خليل: «أعدنا تأهيل هذه الشقة من دون تغيير جذري في الأرض والجدران، بل اكتفينا بإعادة طلاء الأبواب الخشبية باللون الأبيض وبتعديل بعض الخطوط لتتماشى مع الجوّ العام المنشود هنا».

اللون الأبيض الطاغي للأبواب والجدران ساهم في إضفاء النفحة الفرنسية وإعطاء المكان مساحة أكبر، مع العلم أنّ الشقة فسيحة لكونها تضمّ خمس غرف نوم، أربعاً منها للأولاد، لكلّ واحد غرفته الخاصة.

المدخل الخارجي الذي يقود إلى هذه الشقة خاص بها، لذا جُعل جزءاً من الداخل، فيشعر الواقف أمام الباب بأنّه دخل فعلاً إلى الشقة.
يستقبل الزائر تمثال مطلي بالأحمر، وخلفه كتابة إنكليزية أيضاً باللون الأحمر ترحيباً، علّقت فوقها إنارة خافتة كضوء القمر توحي بالراحة والدفء، وحولها جدران بيض ناصعة تشع نضارة ونوراً. إنه شعور يرافق الزائر إلى الداخل.

ردهة الاستقبال اتّسمت بلمسة فريدة، رخام أبيض تخلّلته مستطيلات رمادية جانبية وكونسول فريد التصميم، حيث ارتكزت على قطعة من المعدن مستديرة على شكل خاتم من الخشب تعلوها لوحة من الزجاج.
وعلى الجدار فوق الكونسول علّقت ساعة فيها الأوقات العالمية بشكلها المستدير الكبير الحجم، لعبت دور لوحة زيتية نظراً الى تصميمها المبتكر.
«وضعت ساعة بدل لوحة أو مرآة لنخرج من الروتين الهندسي المعتاد، فلعبت هذه القطعة دوراً فنياً مبتكراً يجسد اللوحة والمرآة والساعة في آن واحد».
فصلت بين قاعة الاستقبال وغرفة الجلوس قطعة من الكروم تخلّلتها أشكال هندسية لتظهر كأنها قطعة منحوتة يمكن أن تستخدم كمكتبة لوضع الكتب داخلها بأشكال مختلفة.

أول جلسة يمكن أن تستخدم غرفةَ جلوسٍ وصالوناً في آن معاً. شغلها مقعد متصل الأجزاء إيطالي الصنع من الجلد الفاخر باللون البيج المائل إلى الرمادي، وُضعت عليه أرائك من الجلد أيضاً باللونين البرغندي والأصفر. وفي المقابل مقعد من الجلد الأصفر الخردلي. وفي الوسط طاولة متعددة الأجزاء والألوان ساهمت في إضفاء الطابع العصري المبتكر التصاميم.
والتصقت في السقف في وسط الجفصين إنارة بيضاء عبارة عن مكعبات عدة متصلة الأجزاء من الزجاج الأبيض. وقمة الجمال تجسدت في المكتبة على الحائط المخصص لجهاز التلفزيون من الخشب الأسود للجهة العلوية والأبيض المخرّم بنقوش للجهة السفلية. وتزيّن جزء منها بزهور الأوركيدي البيضاء التي وضعت على أحد الرفوف الجانبية.

الصالون المقابل أيضاً عصري بألوان دافئة من الرمادي والأزرق الداكن للأرائك من القماش المخمل، مطعّم باللون البرغندي الذي يذكّرنا بالأرائك في الصالون الأول، ولكن هنا استُخدم اللون للمقعدين من الجلد المرتكز على الكروم.

وتلفتنا في قاعات الاستقبال الثريا الإيطالية الصنع ذات ماركة عالمية عبارة عن كريات من الكريستال الأبيض متفاوتة الطول، أضفت جواً فريداً على هدوء التصاميم، وتحديداً على غرفة الطعام حيث تدلّت فوق الطاولة من الرخام الأبيض الموشّى بالرمادي، وحولها المقاعد من الجلد البيج والكروم.

وقبالة الصالونات جلسة شغلها مقعد من المخمل الكحلي، وأمامه طاولات صغيرة متشابهة من الخشب يمكن أن تُستخدم مقاعد للجلوس.
وإلى جانبها طاولة مستديرة وحولها ثلاثة مقاعد من البلاستيك والخشب، وقد انسدلت في هذا الركن الستائر البيض الشفافة التي أعطت الجو نفحة من الرومانسية والهدوء والأناقة معاً.

غرف النوم الأربع المخصّصة للأولاد متشابهة في التصاميم. طغى عليها اللون الأبيض للخشب في السرير والمكتبة الكبيرة التي شغلت الحائط، ولكن منها ما تطعمّ الأبيض فيها بالأحمر، أو الأزرق للخزائن والكراسي والأكسسوارات.

النفحة الفرنسية حاضرة في كلّ الأجزاء بفضل اللون الأبيض للخشب والأبواب، وقد امتزج بطراز عصري للأثاث الإيطالي الصنع اتسم بهدوء الألوان وجرأتها أحياناً في بعض اللمسات التي أدخلت حياةً على الخيوط البسيطة والواضحة.