محمد بن راشد يتوّج أبطال تحدي القراءة العربي ويعلن تحويله الى العالمية... الفلسطينية عفاف شريف حصدت اللقب وجائزة قدرها 150 ألف دولار

19 أكتوبر 2017

توّج الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، الطالبة عفاف شريف من فلسطين بطلةً لتحدي القراءة العربي في دورته الثانية، في حفل حاشد في دبي، كما كرَّم "مدارس الإيمان" من البحرين التي نالت لقب "المدرسة الأولى" في تحدي القراءة العربي، وفازت بجائزة مليون دولار، فيما منحت الدكتورة حورية الظل من المغرب جائزة "المشرف المتميز" في التحدي، وذلك بعد منافسة قرائية ومعرفية شهدت مشاركة الملايين من الطلبة العرب، ومتابعة ودعم وتشجيع الملايين من الناس في مختلف أنحاء الوطن العربي خلال العام الجاري.

وأعلن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في ختام الدورة الثانية من تحدي القراءة العربي عن تحويل التحدي الى العالمية، موجّهاً الدعوة بالقول: "ندعو الجاليات العربية في المهجر وفي كل بقعة من العالم للانضمام الى مسيرة القراءة وإحياء الكتاب العربي"، مؤكداً: "نريد أن نجمع العرب من كل العالم على تحدي القراءة العربي".

وأضاف: "تحدي القراءة العربي أظهر لنا شغف أبنائنا بالمعرفة، وأن أمة اقرأ تقرأ فعلاً... فهؤلاء الشباب هم الذين سيبنون مستقبل الأوطان، وهم الذين سيواصلون رحلة البناء على أساس معرفي أصيل ومتين"، مشيداً بالنتائج بالقول: "فخور وسعيد ومتفائل بالنجاح الذي حققه تحدي القراءة العربي. عندما يجتمع أكثر من 7 ملايين مشارك في مشروع عربي واحد، نعرف أننا في الطريق الحضاري الصحيح. الفائز الحقيقي اليوم هو الوطن العربي والشباب العربي المتسلّح بقوة المعرفة والكتاب".

وأكد الشيخ: "هناك قوة في الحرف والكتاب... وقوة في كلمة اقرأ التي بدأ بها التنزيل... قوة تصنع الحضارة"، مشيراً الى أن "التسامح والانفتاح والوعي والاتزان في الفكر والعمل تبدأ من الكتاب، فتحدي القراءة العربي هو جزء من منظومة معرفية وحضارية ضمن مبادراتنا، ويستفيد من هذه المنظومة أكثر من 10 ملايين إنسان سنوياً".

وشهد الحفل، الذي استضافته "أوبرا دبي"، تكريم الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أسرة الطالبة الجزائرية فاطمة غولام (17 عاماً)، شهيدة القراءة كما وصفها، حيث قلّد ذويها ميدالية الشرف. وكانت فاطمة قد تعرضت في شهر نيسان/أبريل الماضي لحادث أليم أودى بحياتها، بينما كانت في الطريق من بلدتها التي تبعد نحو 1800 كيلومتر عن العاصمة الجزائر للمشاركة في التصفيات النهائية من تحدي القراءة العربي على مستوى بلدها، ليتوقف حلمها قبل أن تواصله. وكان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أول المعزّين بفاطمة، موجّهاً بتجهيز عشر مكتبات تحمل اسم الفقيدة.


أبطال التحدي

وفازت الطالبة عفاف شريف من فلسطين بالمركز الأول في تحدي القراءة العربي 2017، من بين المتأهلين الخمسة الى النهائيات، حيث نالت جائزة مالية قدرها 150 ألف دولار، منتزعةً لقب البطولة المعرفية الأكبر عربياً من كلٍ من شريف مصطفى من مصر، الذي جاء في الترتيب الثاني، وحفصة الظنحاني من الإمارات التي احتلت المركز الثالث، وشذا الطويرقي من السعودية، التي حلّت في المرتبة الرابعة، تلتها بشرى ميسوم من الجزائر في المركز الخامس.

وكان الطلبة الخمسة قد بلغوا المراكز الأولى في التصفيات النهائية التي تمت في دبي، والتي خضع خلالها أوائل تحدي القراءة العربي من مختلف الدول المشاركة لاختبارات نهائية على مدى يومين.

وطرحت لجنة التحكيم في حفل تتويج أبطال التحدي عدداً من الأسئلة على الطلبة المتأهلين وسط تفاعل الجمهور داخل القاعة مع إجاباتهم. وتألفت اللجنة من كلٍ من الكاتب الإماراتي بلال البدور، الكاتبة والإعلامية السعودية بدرية البشر، والأستاذة حنان الحرب الحائزة جائزة أفضل معلّم في العالم في العام 2016.

كما فازت "مدارس الإيمان – قسم البنات" من البحرين بلقب "المدرسة الأولى عربياً"، ونالت مكافأة قدرها مليون دولار أميركي، متفوقةً بذلك على كل من "مدارس الحصاد التربوي"، من الأردن، التي حلت ثانياً؛ و"مدارس الإمارات الوطنية" في الإمارات التي جاءت في الترتيب الثالث.

هذا ونالت المشرفة د. حورية الظل من المغرب جائزة "المشرفة المتميزة" ومكافأة مالية قدرها 100 ألف دولار أميركي، وهي المرة الأولى التي تُمنح فيها هذه الجائزة، وذلك تقديراً لجهود المشرفين والمنسّقين، من معلّمي ومعلّمات المدراس، في توجيه الطلبة ومساندتهم ومتابعتهم طوال مراحل التحدي.

وشهد الحفل الذي قدمه الإعلاميان مصطفى الآغا وبروين حبيب، حضور ألفي شخص، من بينهم عدد كبير من المسؤولين ووزراء التربية والثقافة في الدول العربية وممثلي البعثات الديبلوماسية في الإمارات وحشد من الإعلاميين والمثقفين. كما شارك فيه الفنان الإماراتي حسين الجسمي و"قيصر الغناء العربي" كاظم الساهر والفنانة عبير نعمة.



تحدي 2017

بلغ إجمالي جوائز تحدي القراءة العربي هذا العام ثلاثة ملايين دولار أميركي؛ فإلى جانب تكريم المدرسة المتميزة والمشرف المتميز والفائزة الأولى بالتحدي، تم تكريم جميع الطلبة الذين وصلوا الى نهائيات التحدي، إضافة إلى تكريم أوائل الطلبة المشاركين في التحدي على مستوى دولهم.

وكان قد شارك في تحدي القراءة العربي هذا العام أكثر من سبعة ملايين و400 ألف طالب وطالبة، من 25 دولة عربية وأجنبية، قرأوا أكثر من 200 مليون كتاب.

 وعلى صعيد المدارس، شاركت نحو 41 ألف مدرسة، من القطاعين العام والخاص، ضمن مراحل دراسية مختلفة. وانضم إلى التحدي أيضاً أكثر من 75 ألف مشرف ومشرفة، من معلّمين ومعلّمات، أشرفوا على تنظيم الأنشطة القرائية المتنوعة في مدارسهم ووفّروا كل أشكال الدعم للطلبة. كما شارك في التحدي أكثر من 1500 محكّم من مختلف الدول العربية، حرصوا على تقييم مراحل التحدي بدءاً من التصفيات المدرسية فالتصفيات على مستوى المناطق والمحافظات التي تتبع لها المدارس، وصولاً الى التصفيات على مستوى الدولة، بالاستناد إلى آليات تقييم وتحكيم معتمدة ومحددة بالتنسيق مع فريق تحدي القراءة العربي في الإمارات.

وتعيّن على الطلبة خلال مراحل التحدي، قراءة 50 كتاباً على الأقل، تغطي مختلف المجالات والاهتمامات الثقافية والمعرفية، وتلخيصها في دفاتر خاصة تُعرف بـ"جوازات التحدي" ومناقشتها مع المعلمين، قبل الخضوع للاختبار والتقييم أمام لجان تحكيم تم تحديدها وفقاً لمراحل التحدي وتصفياته.