المؤسّس والمدير الطبّي لعيادة LACLINIC Montreux ميشال بفولغ: جراحة شدّ الوجه لن توقف زحف السنين إنما ستجعلك تشيخين في شكل أفضل

سويسرا- ماغي باتيار عنيد 04 نوفمبر 2017

نجح د. بفولغ المتخصّص في جراحة تجميل الوجه، والذي يُعدّ واحدًا من أبرز جرّاحي التجميل في العالم، في تكوين مفهوم موّحد للجمال الطبيعي المتجدّد عندما أقام عيادة «لاكلينيك مونترو» LACLINIC Montreux وجمع فيها فريقًا كفيًا من الأطباء وجرّاحي التجميل، واختصاصيين متمرّسين في أنواع مختلفة من المعاملات والاختصاصات التجميلية. ساعد د. بفولغ في تطوير العديد من التقنيات في مضمار شدّ الوجه، وأبرزها تقنيّة الـ Soft-Lifting ، كما عمل على تطوير توليفات من كريمات العناية تدعم الجراحة التجميلية وتطيل أمد نتائجها في تأخير علامات الشيخوخة. وهو إضافة إلى مهنته كجرّاح تجميل، يشارك خبراته في محاضرات ومؤتمرات علمية، ويعمل على تدريب جرّاحي التجميل في عيادته التجميلية.

-ما الذي يجعل تقنية صقل ملامح الوجه ونحتها الخاصة بك والمعروفة بـ Soft-Lifting مختلفة عن التقنيات الأخرى في جراحة ترميم الوجه؟
منذ عشرين عامًا، كانت التقنيات المعتمدة في جراحة ترميم الوجه وصقل عضلاته قاسية جدًا، إذ كانت تعتمد على سلخ الجلد لشدّ الأنسجة والعضلات المترهّلة، وكانت هذه الجراحة تستغرق وقتًا طويلًا يراوح بين 6 إلى 7 ساعات، كما أن الندوب الناجمة عنها كانت طويلة وتحتاج الى وقت طويل لتندمل. في السابق، كانت جراحة التجميل مؤلمة ويستغرق التعافي منها حوالى الشهر. أما اليوم، فقد تطورّت هذه الجراحة لتصبح ألطف، وتستغرق وقتًا قصيرًا لإنجازها، كما أن الندوب المستحدثة في الجراحة باتت صغيرة، ما يجعل فترة التعافي أقصر، ويتيح للشخص الذي خضع لجراحة التجميل العودة إلى عمله بعد فترة لا تتعدّى العشرة أيام. كذلك نلاحظ، أن نتائج الجراحة الترميمية للوجه باتت طبيعية جدًا، لهذا السبب، هناك إقبال كبير عليها بعد أن شهدت تقنيات تنفيذها تطورات كثيرة، ونظرًا لوجود معاملات تجميلية مكمّلة ومساعدة لها كالليزر، ومواد حقن البشرة المختلفة كحمض الهيالورونيك والبوتوكس، إضافة إلى الحشوات Fillers بالدهون... وغيرها. فالناس اليوم يرغبون في الحصول على الجمال المتوازن والتمتع بالشباب الدائم بطرق أقل ألمًا وعناء، ويريدون تحقيق ذلك في أقل وقت ممكن ليتسنّى لهم العودة إلى أعمالهم بسرعة. تعتمد تقنية الـ Soft-Lifting على صقل الأنسجة والآفاق العضلية في شكل عمودي، حيث نعمل على شدّ هذه العضلات وتثبيتها جيّدًا قبل إعادة خياطتها إلى الأعلى، ونحرص على إزالة فائض الجلد المترهّل فقط، ما يعطي نتيجة طبيعية جدًا. هذه التقنية لا تترك ندوبًا بارزة، ولا تظهر إلّا في مساحة صغيرة أمام الأذن حيث يتم إخفاؤها في منبت الشعر، وهي تختفي كليًا بعد اندمالها. تقنية الـ Soft-Lifting التي طوّرتها، باتت منتشرة بين جرّاحي التجميل، لكن لكل واحد منهم أسلوبه الخاص في تنفيذها.

-هل هذه التقنية ملائمة لكل الأشخاص الذين يرغبون في شدّ وجوههم وأعناقهم؟
لاحظنا أن تقنيّة الـ Soft-Lifting أعطت نتائج مثالية على وجوه العملاء الأصغر سنًا، أي من هم في مطلع الأربعينات من العمر، والذين غالبًا ما يعانون من تلاشي الخدّين، لكن عنقهم مصقولة وفي حالة ممتازة. أما في مراحل العمر المتقدّمة، أي في حالة وجود ترهّل في العنق أيضًا، نقوم بدمج تقنية شدّ الوجه القديمة مع تقنية الـ Soft- Lifting الجديدة، أي أننا لا نعمد إلى فصل الجلد كليًا عن الوجه لشدّ عضلاته، ونبقي على تقنية رفع العضلات المسؤولة عن الحركات التعبيرية عموديًا، ولكن ندوب الجراحة تكون كبيرة. لكن، لا داعي للقلق، فتورّم الوجه بعد الجراحة يكون معتدلًا، وكل التقنيات المعتمدة اليوم في جراحة التجميل تسمح بالتعافي في فترة قصيرة.

-هل جراحة التجميل مؤلمة بقدر ما كانت عليه في السابق؟
أبدًا، بل التعبير الأصح أن نقول إنها مزعجة، والشعور بالانزعاج سببه الضغوط التي تتعرّض لها البشرة أثناء الجراحة، إذ إن بعض الأعصاب الدقيقة في الوجه تُقطع أثناء فصل الجلد عن الوجه، فتصبح البشرة مشدودة بسبب فقدانها الأحاسيس. هذه الأمور يشعر بها المريض ولا يراها، لذا نقول إنها مزعجة ولكن غير مؤلمة.

-ينصح بعض جرّاحي التجميل بإجراء جراحة شدّ وجه جزئية Mini-Lift في سن الأربعين للمحافظة على شباب البشرة لأطول فترة ممكنة، ولئلا يلحظ أحدٌ تغيرًا كبيرًا في مظهرهم عندما يلجأون إلى عملية شدّ ثانية في سنّ متقدمة. ما رأيك؟
يُشاع دائمًا أن نتائج جراحة التجميل الثانية هي المثلى، ونتائجها تدوم لفترة أطول، وهذا صحيح خصوصًا إذا كنّا قد أجرينا الجراحة الأولى في سنّ مبكرة، أي مطلع الأربعينات حين تكون الترهّلات الجلدية في نشأتها. في حالة الأشخاص الذين يتمتعون ببشرة متهدّلة لا تكون نتيجة الجراحة مُرضية تمامًا كتلك التي يحصل عليها من يتمتعون بنوعية بشرة متماسكة، ذلك أننا رغم إجراء عملية شدّ للوجه، تستمرّ علامات الشيخوخة بزحفها على البشرة، خصوصًا إذا كنا لا نعتني بها كما يجب، ونعيش نمط حياة مضطرباً يسوده التوتر والضغوط النفسية والقلق وقلة النوم... إلخ. لذا، نحتاج غالبًا إلى جراحة شدّ وجه ثانية، وربما ثالثة ورابعة. لكن، لا أشجّع على المبالغة في عمليات شدّ الوجه إذ إن البشرة تفقد مرونتها الطبيعية فتبدو ملامح الوجه مشدودة في شكل مصطنع وتخسر رونقها الطبيعي، وهذا أمر غير مستحب. شخصيًا، لا أحبّذ جراحة التجميل المبكرة ما لم يكن هناك حاجة ملحّة لها، وعلى المرأة أو الرجل أن يفكّرا مليًا قبل الخضوع لجراحة شدّ الوجه، وعليهما استشارة أكثر من جرّاح، وإجراء بعض الأبحاث حول الموضوع قبل اتخاذ القرار الأخير. يجب أن تعي أن جراحة شدّ الوجه على الرغم من أنها تعيد عقارب الساعة إلى الوراء وتجعلك تبدين أصغر بعشر سنوات على الأقل، لن توقف زحف علامات السنين، إنما ستجعلك تشيخين في شكل أفضل. كذلك يمكن أي شخص تأجيل الجراحة الترميمية الكاملة التي تشمل الوجه والعنق لبضع سنوات ما لم يكن فعلًا بحاجة إليها باعتماد تقنيات تجميلية مختلفة كزرق الخيوط Threading التي تصقل الملامح، خصوصًا الخدود المترهّلة، وتقنيّة الحقن بالبلازما، والخلايا الجذعية التي تجدّد البشرة وتعزّز ألق شبابها، والليزر، والحشوات المختلفة Fillers ... إلخ.

-إذًا، يمكننا القول إن التوقيت المثالي لجراحة شدّ الوجه هو في الأربعينات؟
كمعدّل وسطي، نعم. ولكن، لا شيء يحول دون إجراء عملية شدّ الوجه في سنّ الخمسين، أو الخامسة الخمسين. الأمر يعتمد على نوعية الجلد وحالة الترهّل، ونمط الحياة الذي يتبعه كل شخص. هناك مثلًا أشخاص في سنّ الخمسين يتمتعّون ببشرة مشرقة ومصقولة أفضل بكثير من أولئك الذين في سنّ الأربعين. الأمر يتعلّق بالجينات الموروثة وأسلوب الحياة الذي نعيشه.

-نلاحظ اليوم أن معظم اللواتي يخضعن لعمليات تجميل الوجه، سواء بالجراحة أو تقنيات الحشو Fillers متشابهات بصورة مقزّزة ويشبهن البطّة بشفاههن المنتفخة وعيونهن الغائرة رغم ملء تجاويف الجفون. ما سبب ذلك؟
إنه واقع مؤسف، ولكن هذا يحدث عندما تقصد بعض النساء أطباء أو جرّاحين لا يحترمون أخلاقيات مهنتهم، ويقبلون بتنفيذ ما ترغب به النساء حتى لو كان مبالغاً به ولا يلائمهن. فبعض الأطباء يطمعون بالمال، أو يخافون من خسارة العميلة في حال رفضوا تنفيذ رغباتها. مظهر الفم الذي يشبه البطّة هو نتيجة المبالغة في زرق حمض الهيالورونيك في الشفاه. كما أن المبالغة في الحشوات Fillers التي تملأ الأخاديد تؤدي إلى اختلال في توازن ملامح الوجه، ما ينجم عنه هذه المظاهر المنفّرة. بالنسبة إليّ، المبالغة مرفوضة كليًا، خصوصًا في الحقن المخصّصة لتعزيز حجم الشفاه. أستخدمها باعتدال لخلق التوازن وتصحيح العيوب كملء الغؤور حول العينين بعد إجراء جراحة صقل الجفون، وأرفض بشدة الخضوع لرغبة العميلة ما لم يكن ذلك يلائمها أو يجعلها أكثر جمالًا وشبابًا بأسلوب شفّاف. الجراحة  التجميلية تكون ناجحة عندما نحافظ على ملامح الوجه الأساسية  ونجعلها تبدو أجمل وأصغر سنًا إنما من دون أن تفقد خصوصيتها أو ما يميّز هذا الوجه عن سواه. المعضلة الأساسية في استخدام الدهون لملء الأخاديد، هو أن الدهون المستخرجة من الجسم كالبطن مثلًا لديها ذاكرة جينية قويّة تجعلها تنمو في المكان الذي تُزرق فيه تمامًا كما لو أنها ما زالت تنمو في البطن. فإذا تمّ حشوها في الوجه مثلًا، يستمر الوجه في الانتفاخ، ومع الوقت تتشوّه ملامحه لأن تقاسيمه فقدت توازنها الطبيعي.

-ما هي مشاريعكم للمستقبل؟
نحن نعمل الآن على مشروع جديد مكمّل لعيادتنا التجميلية باسم Beauty Suit by Dr Pfulg لتلبية حاجة الراغبين في الحصول على خدمات ترميمية سريعة تجدّد شباب بشرتهم خلال استراحة الغداء، ونخطط لافتتاح فروع جديدة لعيادتنا في بلدان أخرى مثل دبي ولندن.

-هل يمكنك أن تشرح لنا كيف يمكن كريمات العناية أن تكون مكمّلة لجراحة التجميل؟
بصفتنا جرّاحين، لم نكن في السابق نملك معرفة كبيرة بالكريمات، فكنّا ننصح العملاء باستعمال أي كريم مرطّب ومغذٍ من النوع الجيّد، أي من ماركة موثوق بها، وحماية بشرتهم من الشّمس. ولكن، مع الوقت، اكتسبنا خبرة أوسع حول الكريمات ودورها المساعد للبشرة بفضل خبرتنا الطويلة في جراحة التجميل، وبتنا مقتنعين بدور كريمات العناية وفاعليتها في تحسين حالة البشرة وتسريع عملية شفائها بعد جراحة التجميل، إذ لاحظنا أن النساء اللواتي يواظبن على استعمال كريمات العناية من النوع الجيّد، يحصدن نتائج أفضل في جراحة تجميل الوجه وصقله، وتستمّر هذه النتائج إلى ما بعد الجراحة إذا واظبت المرأة على استعمال الكريمات المكمّلة التي تدعم جراحة التجميل. هؤلاء النساء اللواتي يستخدمن الكريمات يتمتعّن ببشرة متماسكة ومشرقة، خصوصًا إذا كنّ لا يدخّن ويتّبعن نظام حياة متوازناً. لذا استحوذت الكريمات على اهتمامنا، خصوصًا تلك المعزّزة بحمض الهيالورونيك والغنية الترطيب، لأنها تعيد ملء الخطوط والتجاعيد في الوجه والعنق، وتحسّن مطاطية الجلد ونسيجه، وتجدّد شبابه. وشيئًا فشيئًا، بتنا نطوّر كريمات لها تأثير مماثل للحشوات Fillers وأشعة اللايزر، وهي بالتالي مكمّلة لجراحة التجميل لأنها تحسّن وتحافظ على نجاح نتائجها. بعض الأطباء حول العالم باتت لهم كريمات باسمهم، لكنني كنت محظوظًا بالتعاون مع شركة «لوريال باريس» L’Oreal-Paris التي تملك أكبر وأهم المختبرات التي تعمل على تطوير وإنتاج مستحضرات التجميل والعناية. تعاونّا عام 2008 مع هيلينا روبنشتاين Helena Rubinstein إحدى الماركات المترفة التي تنتجها مختبرات «لوريال باريس»، وعملنا معًا على تطوير مستحضرات عناية مستوحاة من الطب التجميلي وجراحة التجميل تساعد على تحسين نتائج التجميل وتطيل فاعليتها لسنوات. بدأنا بتطوير كريم مستوحى من تقنية الـ Mesotherapy وهو Re-Plasty Mesolift أدخلنا في تركيبته المكوّنات التي نستخدمها في عيادتنا خلال علاج البشرة بهذه التقنية كالفيتامينات والأحماض الأمينية... وغيرها، لتعزيز ألق البشرة، صقلها، ومحاربة علامات الشيخوخة. ثم، ابتكرت الـ Re-Plasty Pro-Filler المستوحى من حقن الـ Fillers التي تعتمد على حمض الهيالورونيك لملء التجاعيد والأخاديد، وتحسين مطاطية البشرة، ثم استوحينا من علاجات البشرة بالليزر Re-Plasty Laserist لمحاربة البقع الداكنة والشوائب الجلدية المختلفة والحدّ من ظهورها، وأخيرًا مجموعة Re-Plasty Age Recovery لتغذية وترميم البشرة بعد جراحة التجميل. لقد نجحنا حتى الآن في التوصّل إلى توليفات حققت نتائج باهرة في كريمات العناية ولاقت رواجًا كبيرًا، خصوصًا في آسيا.

-ما هي نصائحك للمرأة العربية التي تريد أن تخضع للجراحة الترميمية؟
تتمتع النساء العربيات بالقوة والصلابة، وطبيعة بشرة رائعة وهي مثالية لجراحة التجميل الترميمية وتتعافى بسرعة، كما أن ندوبها تندمل من دون ترك أي أثر عليها في وقت قصير، لكن مشكلتهن هي تأرجح أوزانهن باستمرار، وهذا الأمر غير مستحب للواتي يردن الخضوع لأي جراحة تجميل، لأن تأرجح الوزن باستمرار يؤثر سلبًا في نتيجة جراحة التجميل، إذ يجب ألا يتخطى وزن المرأة السبعين كيلوغراماً عند إجراء الجراحة، ويجب أن تكون في صحّة جيّدة، أي لا تعاني أمراضاً مزمنة كارتفاع ضغط الدم، والسكّري مثلًا. إذا كانت المرأة تشكو من البدانة، عليها خسارة الكيلوغرامات الزائدة مسبقًا، والحفاظ على الوزن المثالي مدى الحياة. كذلك، عليها اتباع نظام حياة صحيّ يعتمد على الغذاء السليم، ممارسة الرياضة، الاهتمام ببشرتها من خلال تنظيفها جيّداً، ترطيبها وحمايتها، وتجنّب العادات السيئة، خصوصًا التعرّض للشمس في شكل مبالغ.