نجمة «سناب شات» رنا باجودة: مواقع التواصل الاجتماعي غيّرت الصورة النمطية عن المرأة السعودية

آمنة بدر الدين الحلبي (جدة) 26 نوفمبر 2017

من إدارة الأعمال في جامعة الملك عبدالعزيز إلى العلاقات العامة والتي رسمت لها طريقاً إلى مواقع التواصل الاجتماعي، ومن غرفة عمليات المصارف إلى التصوير والإعلام من خلال «سناب شات» و«إنستغرام»، نظراً للثورة المعلوماتية التي أرخت بظلّها على الحياة الاجتماعية في العصر الحديث حتى أصبحت الرقم الصعب في حياة غالبية الشباب لما حققته لهم من فوائد جمّة.

«لها» التقت رنا باجودة لتستعرض فوائد الـ «سناب شات» وما قدمه لها من صداقات، وتكشف لنا كيف حققت نجاحاً باهراً من خلال العلاقات العامة التي نسجتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.


- كيف تم الانتقال من إدارة الأعمال إلى العلاقات العامة وصولاً الى السوشيال ميديا؟
دراسة إدارة الأعمال صقلت شخصيتي وجعلتني موظفة في مصرف، ولأنني اجتماعية فوق العادة كانت العلاقات العامة اختياري، والسوشيال ميديا هوايتي والتصوير عشقي، مما دفعني للغوص في هذا المجال بحرفية ومهنية عالية حتى أصبحت متخصصة بـ «سناب» و «إنستغرام» نظراً لشغفي بالصور الموجودة فيهما بكثرة، مما أهّلني لأصبح شريكة في مؤسسة Digital Communication للدعاية والإعلان مع شركاء مميزين، حيث يدير كل شريك القسم الذي يحبه وينتج فيه.

- ألا يتعارض هذا مع عملك في المصرف؟
أبداً، لأنني أتفرغ لذلك عقب انتهاء عملي الأساسي في المصرف، وكل عمل يخرج من القلب يصب في القلب بأريحية ونجاح. لذا، أدير قسم العلاقات العامة والسوشيال ميديا بنجاح، حتى عميلات المصرف أصبحن يتابعنني على «سناب» و«إنستغرام» ويلاحظن الاختلاف في شخصيتي.

- هل هناك اختلاف بين شخصيتَي العلاقات العامة في المصرف وعلى السوشيال ميديا؟
شخصيتي عبر السوشيال ميديا تختلف اختلافاً كلياً عنها في المصرف، بحيث أنتقل من الهدوء والرزانة إلى الحركة الديناميكية والتواصل مع المجتمع مدعمةً تفاعلي مع أفراده بالصور. إنها الشخصية التي أحب، شخصية رنا الحقيقية العاشقة للتصوير الدائم والحياة الاجتماعية الصاخبة.

- ما الاستراتيجية التي بنيتِ عليها تلك الشخصية؟
أنا مسكونة بتلك الشخصية لأنني ناشطة اجتماعية من الدرجة الأولى، حتى لو كنت في مكان لا أعرف فيه أحداً، أبادر أنا في الكلام فتنتهي الجلسة بمعرفة أحد الأشخاص، مما دفعني للتفاعل على «سناب شات».

- هل أصبحت نجمة «سناب»؟
خلال سبعة أشهر حققت الكثير، وطموحي لا حدود له، كما أعتبر نفسي نجمة من نجوم «سناب شات» لأنني وصلت إلى «8 آلاف» وأصبحت تنهال عليّ العروض من خارج المملكة لأكون نجمة سوشيال ميديا. 

- من أين تأتيكِ العروض؟
من شركات سياحية لأسافر معهم الى أي دولة في العالم، فأتحدث عن المدن التي أزورها وعن تراثها وثقافتها وتاريخها ومتاحفها وأسواقها وعدد زائريها، وأتحقق مما إذا كان سيُقام فيها مهرجان أو حدث ما، فأغطيه على أكمل وجه، كما أتحدث عن الفنادق التي أُقيم فيها، وخدماتها المميزة وأهميتها بالنسبة الى المدن التي أزورها، من خلال «سناب شات» صوتاً وصورة.

- ما هو أكبر مبلغ حصلت عليه؟
أتقاضى عن كل رحلة مبلغاً لا يقل عن خمسة آلاف ريال، هذا فضلاً عن الإقامة وتذاكر السفر التي تتحمل نفقاتها الشركات السياحية.

- ماذا يمنحك السفر الدائم؟
السفر الدائم يتيح لي خوض تجارب جديدة من نوعها ويوسّع آفاقي الإبداعية، ويثري حياتي الثقافية بالتعرف على مدن وشخصيات متنوعة، ويعزّز ثقتي في نفسي، ويعلّمني كيفية التعامل مع الآخرين، واستقطاب شرائح من مجتمعات مختلفة في العلم والأدب والثقافة والفن.

- ماذا عن الإنستغرام؟
أنا ناشطة على «إنستغرام»، وكان لدي «10 آلاف» عليه لكنه تعرض للقرصنة وعاودت بناءه من الصفر، لكن الـ«سناب» يتيح لي المزيد من ردود الفعل السريعة. 

- المتابعون على «سناب» هل هم من الجنسين؟
في البداية كان المتابعون من الشبان، لكن بعد فترة أصبحوا من الجنسين، ذلك بعدما عرفوا أنني أقوم بعمل يخدم المجتمع ولا يهدف الى التسلية، فإذا كان لدي مناسبة أخرج على «سناب» وأغطي تلك المناسبة أو ذاك الحدث، وإن لم أكن أنتظر شيئاً ألتزم الصمت وأخلد للراحة، فأنا لا أصوّر في بيتي أبداً، ولا أحب أن يخترق أحد خصوصيتي.

- كيف دخلتِ عالم الصحافة؟
دخلت عالم الصحافة من خلال مجلة «لطيفة» حيث كانت لطيفة مالكة المجلة ورئيسة تحريرها إحدى العميلات في المصرف حيث أعمل. ونظراً لكوني ناشطة اجتماعية، أصبح بيننا تواصل جميل، وحديث تطور إلى الخروج معها لتغطية المناسبات التي تُدعى إليها المجلة، وأكون حريصة في التحدّث عن المجلة من خلال تغطية الحدث، وكل صورة تلتقطها عدسة صديقتي شاليمار أوثّقها في موقعي الخاص بالمجلة، هذا فضلاً عن الحديث على «سناب شات».

- ما وجه الاختلاف بين السوشيال ميديا وعالم الصحافة؟
هناك فرق شاسع بينهما، فمجموعة السوشيال ميديا تعتمد على الحديث العفوي بحيث يتحدث كل واحد بلهجته، وهذا لا يتطلب ثقافة ولا حتى تنميقاً في الكلام، ومع ذلك أبقى حريصة على اختيار كلماتي والتحدّث بلباقة لكوني موظفة في مصرف. أما الصحافة وباعتبارها السلطة الرابعة فتُعدّ عالماً فكرياً وثقافياً وحضارياً، وتحتاج الى تحضير مسبق يعجُّ بالمهنية والحضور، ويحمل رقياً في التعامل والأسلوب، وأي شركة تعقد مؤتمراً صحافياً، تدعو الصحافة ولا تهتم بالسوشيال ميديا.

- هل تحبين أن تُعاملي بصفتك صحافية؟
أبداً، فحين تلقيت دعوة لحضور أول مهرجان في القاهرة تحت عنوان «نحبك يا مصر» باسم الإعلامية رنا باجودة، اعترضت وأكدت لهم أنني «سنابر» ولست إعلامية، ولا أحب التعدي على حقوق غيري.

- هل تتوقعين صدور برنامج يطغى على الـ«سناب شات»؟
صدر برنامج «إنستغرام» وسرق بعضاً من وهج الـ«سناب شات» من خلال مقاطع الفيديو والصور، وأتوقع أن ينافسه برنامج آخر.

- ثمة «سنابيات» ناشطات على مدار اليوم على السوشيل ميديا، كيف تقرئين تلك الحالة؟
هنّ مدمنات بلا فائدة، حتى السوشيل ميديا إن لم يكن المرء يحمل مضموناً فكرياً فلا فائدة منها، وعلى سبيل المثال هناك سيدات ينتظرن ماذا أحمل في جعبتي من أخبار لمتابعتي ومتابعة الحدث، سواء تعلّق الأمر بحضور مهرجان أو سفر وما الى ذلك.

- تطورتِ الى أن أصبحت «سنابر»، لكن ما هو رد فعل أهلك؟
لكوني أحرص على خصوصيتي وخصوصية عائلتي ولا أسمح لأحد باختراقها، أجد نفسي أسير في الطريق الصحيح والآمن، لذا يثق أهلي بكل ما أقوم به من عمل يخدم مجتمعي ووطني.

- ماذا عن التعليقات التي تصلك؟
بما أنني شغوفة بالموضة الراقية، أبدّل عباءاتي باستمرار، فتأتيني عبارات المجاملة والإعجاب التي تمدح اللون الذي أرتديه ويليق بي، وأخرى تصفني بالتألق من خلال الـ«ميك آب» الذي أضعه، وإذا كنت مسافرة يبدأ جمهوري بالسؤال عن المدينة التي وصلت إليها، والاستفسار عن ثقافتها وأهم معالمها السياحية ومسارحها الفنية والعملة المتداولة فيها وما يعادلها بالريال، فأجيب فوراً لكوني أعمل في مصرف.

- ما هي الدول التي زرتِها؟
زرت كل دول الخليج ومصر وتركيا، وربما أزور قريباً المغرب العربي.

- هل تقومين بتغطيات لشركات سياحية داخل المملكة عبر «سناب»؟
بالطبع، هناك شركة سياحية أغطي من خلالها كل معالم المملكة التراثية بدءاً من جدّة وصولاً الى الهدا والشفا، وهناك رحلة إلى النماص حيث أسعى لتسلّق الجبال، إضافة إلى  رحلات البر والبحر، كما أخطط لزيارة المعالم التراثية في المملكة والتي زرتها قبل أن أصبح «سنابر»، وهناك فوهات بركانية هامدة بعد الطائف باتت تضم مخيمات سياحية للأجانب، وتلك الفوهات ننزل إليها بالحبال ونجلس فيها، ويكون الخروج منها من طريق الحبال أيضاً.

- تلك الخطوة التي أخذتك من السوشيال ميديا الى الإعلام ماذا أعطتك؟
تلك الخطوة جعلت نظرتي مختلفة الى الحياة بحيث تعلمت منها كيفية إجراء الحوار واللباقة في الحديث، وتعرفت من خلالها على عالم من الثقافة والأدب والفكر والفن، عالم لا حدود له ويختلف عن عالم المصارف والتسويق والسوشيال ميديا.

- من يقف وراء هذا النجاح؟
في داخلي أحمل الأمل، وفي روحي التفاؤل، وأهلي حافز كبير لنجاحي، إضافة الى علاقاتي العامة في المصرف والتي أكسبتني عدداً من الصداقات التي دعمتني وقدمت لي الكثير، سواء في عالم التصوير الفوتوغرافي أو في المجال الصحافي.

- السوشيال ميديا، ماذا حققت للمملكة من إيجابيات؟
جمعت السوشيال ميديا مناطق المملكة المترامية الأطراف تحت مظلتها، وقرّبت المسافات بحيث أصبحت كل المناطق في موقع تبادل الثقافات والخبرات الأكاديمية والفنية. ولأن  جدّة مصنّفة منطقة سياحية، فهذا يعني أن سكانها هم الأقدر على فهم الآخر والتعرف إليه، فالانفتاح الفكري والثقافي أصبح أجمل ووُظِّف لخدمة المجتمع السعودي وخلق وعياً ثقافياً على كل الصعد.

- كيف انعكست السوشيال ميديا على المرأة السعودية؟
غيرت السوشيال ميديا الصورة النمطية عن المرأة السعودية، وأظهرتها بصورة المرأة الأكاديمية والمثقفة والأديبة والعاملة التي تربّي أطفالها وتحافظ على أسرتها بكل محبة وإخلاص.

- من يتابعك من السنابيات المشهورات؟
المذيعة خلود النمر، الإعلامية أميرة العباس، الممثلة آلاء تمّار، ومصمّمة الأزياء شيرين رفيع.

- هل تحظين بمتابعة عربية؟
أحظى بمتابعة من المغرب العربي وتونس وليبيا، ولي صديقة تتابعني من اليابان، وبعدما تعرفتْ إلى المرأة السعودية المتعلمة والمثقفة أُعجبت بها كثيراً.

- ما هي خطتك المستقبلية؟
سأنطلق في رحلة إلى كوريا نظراً لوجود بعض الأقارب هناك، كما سأُغطي بعض معالمها الأثرية. 

- هل يمكننا القول إنك أصبحت نجمة «سناب شات»؟
أحب التميز وأحاول أن أكون مميزة لكي أحقق أهدافي على السوشيال ميديا وأصبح نجمة بلا منازع.