شاليه التزلّج والاصطياف دقة هندسية وعملية وسحر الطبيعة في الفصلين

روزي الخوري (بيروت) 02 ديسمبر 2017

عندما نطلق اسم «شاليه» على أي مسكن، يتبادر إلى ذهننا أن المكان صغير المساحة. لكن في الواقع هي التسمية التي تنطبق على مسكن حميم في الساحل أو في الجبل. هذا الشاليه في الجبل عبارة عن منزل من طبقتين متوسط المساحة، تولى هندسته مكتب بخعازي للهندسة، ويقصده مالكوه شتاءً للتزلج، وصيفاً للاستمتاع بعطلة في قلب الطبيعة.

على هذه التلة في أعالي منطقة كسروان اللبنانية وعلى ارتفاع ألف وثمانمئة متر شُيّد الشاليه، وانطلقت فكرة هندسته من اختلاف وجهة استعماله. وبما أنّه منزل الصيف والشتاء، كانت الدقّة في هندسته ليزاوج بين الفصلين في انتقاء المواد المستعملة والقماش والألوان.

الطراز العصري طغى على كلّ التفاصيل انطلاقاً من أنّ الجوّ شبابي وعملي، والراحة هي الأساس لقاطني هذا المكان. فقد خصصت مساحة في قاعات الاستقبال في الطبقة السفلى للتسلية، حيث احتلت طاولة البلياردو ركناً خاصاً بها كجزءٍ من الهندسة والديكور، كما اخترق مقعد وثير الجدار وكأنه وضع في داخله. 

الطبقة الأولى المخصّصة للاستقبال لا تحدّها حواجز، فمن الصالون يمكن رؤية المطبخ باللون الأبيض والستينلس الذي أتى منسجماً مع الصالون المقابل. مقعده وثير اتسم بكبر حجمه من المخمل الرمادي. والخشب في السقف الذي يوحي بالدفء وفصل الشتاء، قابلته البرودة في الألوان الزاهية والحجر الرمادي المستخدم للأرض والجدار على امتداد الصالون. أما الطاولات من المعدن والستينلس والبرونز فتوزّعت بمختلف الأحجام، منها المستطيل والمستدير في وسط الصالون وزواياه. وتزيّن بعض المقاعد بجلد الخروف، ووضعت على الأرض قطع من جلد الثعلب أوحت بالدفء.

قُبالة هذا الصالون وخلفه مكتبتان. الأمامية من الخشب الأبيض اللمّاع والستينلس، في وسطها وضع جهاز التلفزيون. أما الخلفية فاتسمت بألوان دافئة من الخشب واللون الأسود للمربّعات في الوسط، وضعت في داخل كلّ منها قطعة أكسسوار للزينة بألوان مختلفة وإطارات صور.

إلى يسار هذا الصالون، طاولة من الخشب تقابل الواجهة الزجاج، ارتفعت حولها المقاعد العالية من الكروم، لعبت دور غرفة طعام وامتداداً لطاولة المطبخ. يمكن الجالس على هذه المقاعد أن يتناول الطعام وهو يتأمل المنظر الخارجي للطبيعة الغنّاء المحيطة بالمنزل.

الجدار الخشب المقسّم إلى مربّعات في قاعة الاستقبال أخفى خلفه غرفة جلوس خاصة بالمدفأة، وهي العنصر الأثاث في هذا الشاليه شتاءً. وقد وضعت داخل جدار من الحجر المقطّع إلى مستطيلات صغيرة من مشتقات اللون الرمادي الداكن، وتنبعث النار من المدفأة من خلف الزجاج في الجهة السفلية. أما وسط الجدار فعلّق عليه جهاز التلفزيون. وقُبالة هذا الجدار مقعد متصل الأجزاء وثير باللون الرمادي أُدخلت إليه اللمسةُ الحمراء من خلال الأرائك، كما من وجه طاولة البلياردو المخمل التي تناثرت عليها الكريات بألوانها المتعدّدة، كأنها جزء من الديكور. وقد أضاءت الطاولة ثريا فائقة الجمال والعصرية، عبارة عن دائرتين من البرونز مفرغتين من الأعلى. في هذه الجلسة الدفء حاضر من خلال الخشب في السقف وعلى أحد الجدران. وقد شغلت مكتبة من الخشب الحائط المواجه لهذا الصالون.

ومن هذا الركن درج يقودنا إلى الطبقة العلوية. هنا العنصر الشبابي وفرح الإقامة يسكنان بين الجدران. فقد استخدمت المهندسة كارلا بخعازي لون الخشب الزاهي الذي أدخل الحياة والبهجة إلى كلّ الغرف. ويمكن تلمّس ذلك بدءاً من الممرّ الخارجي الذي ارتدت جدرانه خشب السنديان الفرنسي، وقد تطعّم باللون الأبيض. واستغلت المساحة الخارجية بين الغرف لوضع الخزائن ومكتب تعلوه الرفوف. وخلف الجدران الزجاج العالية نرى الطبيعة بجمالها الأخاذ في هذا الركن الذي تحوّل إلى مساحة فنّ وجمال وراحة وسكون. 

إحدى الغرف تميّزت بالقماش المطبّع بالمربعات، وهو ما أكسبها طابعاً إنكليزياً باللونين الأزرق والبيج، مخصّصة للشباب. وإلى جانبَي السرير خزائن شكّلت إطاراً جميلاً له.

في الغرفة الثانية سريران متصلان، واحد في الأعلى وآخر في الأسفل ازدانا بالقماش المطبّع أيضاً الذي استُخدم كستائر للسريرين.

الغرفة الماستر أيضاً طغى عليها خشب السنديان الزاهي في السقف والسرير، والخزائن المقطّعة إلى خشب مقلّم يتسلل منها النور. أما حمّامات الغرف فاستُخدم فيها هذا الخشب إلى جانب اللون الأبيض الذي أكسب المكان جمالاً.