الفنانة الفوتوغرافية ياسمين الوعيري: لا شيء صعباً أمامي وشغوفة بما أقوم به

آمنة بدر الدين الحلبي (جدة) 17 ديسمبر 2017

هادئة في طبعها، نشيطة في عملها الفني المتنوع، وتسعى جاهدة الى أن تكون في عداد الفنانات الفوتوغرافيات الكبيرات، فالطريق أصبح مفتوحاً أمامها بعد أن دخلت المرأة السعودية المجالات الفنية والثقافية والأدبية والتكنولوجية كافة، وتعددت المسارات أمام كل سيدة وفتاة لتختار ما تطمح إليه وما تريد أن تحققه في وطنها ومجتمعها. وبما أننا في عصر السرعة، اختارت ياسمين الوعيري طريقها إلى التصوير الفوتوغرافي الرقمي، واحتلت مكانة مرموقة في شركة مرساي الإعلامية الإلكترونية. مجلة «لها» سارعت إلى مكتبها لتطالع منها أوراقاً فنية جميلة.


- ما الذي دفعك الى اختيار هذا الطريق؟
كوني فنانة تشكيلية في جمعية الثقافة والفنون، ولدي شغف بالتعلم المتنوع لأنني ما زلت على درب الدراسة وهندسة العمارة في انتظاري، لكن للتصوير الفوتوغرافي نكهة خاصة ولمسة جميلة، فأرى روحي في الصورة التي تلتقطها عدستي وتحمل أسمى معاني الحب.

- ما هي القاعدة التي ارتكزتِ عليها؟
لا يوجد شيء صعب أمامي، ولم أرتكز على قاعدة طالما أحب ما أقوم به بشغف، ولأنني متعددة المواهب من الفن التشكيلي إلى التصوير الفوتوغرافي والرقمي، فهذا يجعل الأمر سهلاً أمامي، أنظر من خلال بصيرتي الى الأشياء التي تلامسها عدستي.

- أين تكمن شخصيتك: في الفن التشكيلي أم في الفن التصويري؟
الاثنان أعشقهما رغم صعوبة التصوير الفوتوغرافي في جدة ورغم أن له أماكن محددة، إلا أنني أعشقه ومستمرة في الغوص بين مفرداته، إلى جانب الفن التشكيلي، وربما أعمل على مواضيع تخدم المرأة السعودية من خلال الاستوديو لأخرج بأعمال فنية تشكيلية تصويرية.

- أنت تعملين في شركة دعاية وإعلان، ما الذي جذبك إلى التصوير؟
ردة فعل الناس من دون علمهم، أصوّرهم بحالات مختلفة وتنال الصور إعجابهم لأنها تكون عفوية وبلا تكلّف، وتلك طبيعة الإنسان، فهو يحب البساطة المطلقة والجميلة في الصور.

- ما هي المهرجانات التي صورتها؟
مهرجان حكايتنا، ومهرجان ليالي العيد، وقد حضر الحفل الدكتور عمر الجاسر، رئيس جمعية الثقافة والفنون، وأثنى عليه، إضافة الى مهرجان أسوة، وليالي رمضان والعديد من المناسبات مع حفل جمعية الثقافة والفنون.

- أين تدربت على عدسة الكاميرا؟
على يد الأستاذ تركي الجدعاني، المدرب الأول لي، وبدأ شغفي بالعدسة، فتابعت مع الأستاذ محمد الشمراني من جمعية الثقافة والفنون، الذي علمني الكثير، كما حضرت ورشاً فوتوغرافية في جمعية الثقافة والفنون على يد الأستاذ سلطان المنديلي.

- ما الذي ميز مهرجان ليالي العيد عن غيره؟
مهرجان ليالي العيد أُقيم في أحد المولات في جدة، فما كان مني إلا أن صعدت الى الطابق الأعلى وفتحت عدستي على المهرجان بلقطات عفوية وجميلة نالت الإعجاب. أما مهرجان أسوة، فكانت الإضاءة فيه جذابة، وفي مهرجان حكاياتنا كنت أصور الأطفال بجمالهم وعفويتهم ورقتهم، وكيفما كانوا ينظرون إلى العدسة كانت الصور تحمل براءتهم.

- متى حملت الكاميرا؟
ليس من زمن بعيد رغم حبي لها، لكن هذه السنة أعطيتها حقها وبدأت أغوص في أبجدياتها، وأطالع كل شيء يتعلق بالتصوير الفوتوغرافي بحب، أما الفن التشكيلي فتعلقت به من خلال دخولي ورشة في جمعية الثقافة والفنون، فرسمت وأصبحت لي عضوية.

- إذا ما قارنا بين الفن التشكيلي والفن الفوتوغرافي، ما الذي يجمعهما؟
روح الفنان تظهر في اللوحة التي رسمها والصورة التي التقطها في آن واحد، وإذا ما بحثنا نرى أن أكثر الفنانين التشكيليين بدأوا فوتوغرافيين لأن لديهم نظرة الى الجمال وحساً جمالياً عالياً.

- ما الذي تحبينه من معالم جدة لتسارع عدستك إلى هناك؟
أحب معالم جدة التاريخية التي تعيدني إلى إرث جميل وحضارة أجمل، من خلال رواشين جدة أسمع صوت الجدات، وأيضاً لدي تصوير من خلال ورش مرساي لتصوير القوارب القديمة واليخوت.

- ما الذي يعجبك في القوارب القديمة؟
أشتم عبق التاريخ الجميل، وروح المدينة القديمة، ورائحة الخشب التي ينفذ منها ماض مجيد، فتلوح آثار الزمن عليه.

- ما الذي تمنحك إياه آثار الزمن؟
مهما أثرت الدنيا فينا، لا تطالع غير بصمات الزمن القديم، ولا يبقى إلا نحن وما في داخلنا.

- هل تمنيت لو كنت موجودة في ذلك الزمن؟
لو كنت في ذاك الزمن لما استطعت رؤية هذا الجمال اليوم الذي يضج بالقارب، ولما اشتممت رائحة الماضي التليد وجمال الروح.

- لو كنت تعيشين في قارب، إلى أين تحبين أن تذهبي؟
أفضل الجمال هو الإبحار في عمق البحر والغوص في مجاهله والتعرف على لآلئه.

- هل أنت من عشاق الغوص؟
أجل، وأسعى  الى الغوص الحر لأنها حياة جميلة وقادمة عليها للتعلم.

- ماذا يعني لك البحر؟
البحر حياة مختلفة وعميقة أتمنى أن أعرف أسرارها، وأدخل في العمق لأطالع هذا الجمال الذي صنعته يد الله، وما أنا إلا قطرة في جمال كبير.

- ألوانك المفضلة؟
الأزرق لون البحر، والأصفر لون الشمس، وأحياناً الرمادي.

- متقلّبة في آرائك؟
مترددة دائماً في قراراتي، لأن عقلي يظل يعمل ولا يرسى على شيء، وأحياناً تكون قراراتي سريعة وأكتشف أنها صحيحة، ولا أندم مطلقاً.

- اليوم، تعملين سكرتيرة في شركة مرساي الكبيرة، ما هي طموحاتك؟
أن أصبح مثل مديري الأستاذ ناصر، وأضيف بصمتي الى تاريخ الشركة وتاريخ الفن التصويري.

- هذا الفن الساعية إليه وبقوة، هل يستحق ذلك؟
الفن يخرج ما في داخلي، وينقّي بصيرتي، ويمنحني شفافية وعمقاً يجعلانني كفراشة أطير بعدستي لأنتقي الجمال.

- من هو وراء هذا النجاح؟
أختي المحامية بتول الوعيري، وهي الداعم الرئيسي لي، ودفعتني لأتلمس مكنونات ذاتي.

- هل حققت ياسمين النجاح؟
لم أحقق شيئاً بعد، ما زلت في بداية الطريق أتلمس خطواتي وأتابع دراستي في مجال الهندسة المعمارية.

- ما هي طموحاتك؟
أن أتخرج في كلية الهندسة المعمارية، وأنشئ شركة هندسية كبيرة، وأظل داعمة لهواياتي الفنية التشكيلية والفوتوغرافية.

- ما الذي يستهويك في الفن المعماري؟
الفن المعماري هو أحد الفنون الهندسية القديمة التي عرفها الإنسان منذ حاجته الى بناء موائله، ويحتوي على مجموعة من الرموز أو المنحوتات الفنية التي تظل من الشواهد على طبيعة فن العمارة في كل حقبة من الحقب الزمنية.

- أي نموذج تحبين من الهندسة المعمارية؟
أحب التصميم العصري في الأبراج من الخارج، والتصميم الأندلسي في الداخل لما له من جمال أخاذ تهواه الأفئدة، وجميل أن نمزج الأساليب المعمارية مع بعضها البعض.

- حين تكونين في طريقك الى التصوير، ما هي الأمكنة التي تشدك؟
جدة التاريخية لما فيها من لمسة حنان، وأسرح مع عمقها التراثي الذي ينفث من داخله عراقة الإنسان الحجازي.

- ما الذي تمنحك إياه جدة القديمة؟
جدة أم الرخا والشدة، حين أكون بحالة عصبية، أسعى إلى جدة التاريخية، لأغسل غضبي بين ساحاتها التي تغص بالجمال، وأسرح مع حكاياتها البسيطة، وأهلها الذين ما زالوا يعيشون على الفطرة والبساطة.

- ما التحديات التي تواجهك؟
التحدي مع نفسي والسعي الى تحقيق مزيد من النجاح والتطور والاستمرارية لتذليل أي عقبة تعترضني.

- نهاية المطاف؟
لكل فتاة وسيدة أقول: مهما كان طموحك صغيراً، كوني قوية واستمرّي ليكبر وتسعين الى تحقيقه.