لهذه الأسباب عليك زيارة لندن هذا الموسم

ديانا حدّارة 10 ديسمبر 2017

كلما اقتربت لندن من فصل الشتاء يزداد ضبابه دكنةً ينشرها في المدينة التي بدورها تنتظره حتى تفاجئه بأضوائها التي تخترقه، فتشعل سماء نهارها وليلها بالأنوار. إنها المدينة التي يصعب الإمساك بحركة الزمن فيها، مدينة متسارعة النبض رغم بطء حركة الضباب الذي يلفّها، هي ملجأ كل التجارب الثقافية والإثنية... إنها أكثر من مدينة وأكبر من عاصمة لمملكة كان يقال عنها «الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس». ومع بداية شهر تشرين الثاني/نوفمبر، تتأهب المدينة بكل شوارعها وأحيائها وقصورها لاستقبال نهاية العام قبل حوالى الشهرين من اقتراب الموعد. تبدأ شوارع لندن في التألق، وسط أنوار الفرح التي تعمّ المدينة. هناك الكثير من الأمور التي يمكن القيام بها في لندن للاستفادة القصوى من أمسيات طويلة تكاد لا تنتهي.

 

مغامرة الدب «بادينغتون 2» Paddington's Pop-Up
مغامرة مليئة بالمرح نظمتها لندن للدب المفضل حول العالم «بادينغتون». للاحتفال بإطلاق فيلم «بادينغتون 2» في دور السينما. ظهرت خمس منشآت تفاعلية في معالم لندن المختلفة، بما في ذلك قصر «باكنغهام» و«تاور بريدج» وجسر «ويستمنستر» وساحتا «البيكاديللي» و«ترافلغار» حيث تمكن زوّار لندن التعرف إلى شخصية مايكل بوند الشهيرة، ومشاركتها في مغامرات ونشاطات طريفة.
فكانت زيارة مواقع «بادينغتون» لجمع الحروف المخفية في الأحجيات التي طرحت في نماذج  كتب قصة «بادينغتون»، المغامرة الرائعة التي خاضها سكان لندن وزوّارها على حد سواء. كما كان عليهم اتباع التعليمات لمعرفة الحل والدخول في منافسة ومشاركة الصور الخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي باستخدام #PaddingtonsPopUp للحصول على فرصة للفوز بجوائز عدة.
استمرت مغامرة Paddington's PopUp حتى الثالث من كانون الأول/ ديسمبر.

تعرّفي إلى قصة الليدي ديانا مع الأزياء في قصر كنسينغتون
في معرض Exhibition  Fashion Rules، وهو أحد أجنحة قصر كنسينغتون، جولي في عالم أزياء الأميرات، واكتشفي ما كانت تحويه خزائن ثلاث نسوة من العائلة المالكة: الأميرة مارغريت عام 1950، الملكة إليزابيث الثانية عام 1960 والأميرة ديانا عام 1990. ثلاث نسوة غيّرن في أسلوب أزياء الملكات والأميرات، بل يمكن القول إنهن أحدثن ثورة في عالم أزياء العائلة المالكة، فقد أبحرن في اتجاهات الموضة، وفي الوقت نفسه حافظن على قواعد اللباس الملكي. اكتشفي كيف استعملت الليدي ديانا صورتها لإلهام الناس والدفاع عن القضايا الإنسانية التي اهتمت بها من خلال عرض غير عادي لبعض ملابسها الأكثر شهرةً. ألقي نظرة فاحصة على العباءات البرّاقة التي تعود الى عام 1980، وملابس العمل الأنيقة التي كانت ترتديها الأميرة عام 1990، واكتشفي بنفسك كيف أصبحت الليدي ديانا نفسها رائدة في مجال الموضة.
ومن أبرز المعروضات، ثوب أزرق مخملي من تصميم فيكتور إدلشتاين الذي ارتدته ديانا في البيت الأبيض عندما رقصت مع جون ترافولتا، وبلوزة من تصميم إيمانويل باللون الوردي الباهت ارتدتها الأميرة عام 1981 في بورتريه «الخطوبة» من أعمال اللورد سنودن.
وللمرة الأولى تظهر بذلة الترتان الأزرق من تصميم  إيمانويل، والتي ارتدتها الأميرة في زيارة رسمية إلى البندقية عام 1980. وقد أُعيد اكتشاف هذه البذلة أخيرًا وعُرضت في مزاد علني من جانب القصور الملكية التاريخية.
ولمناسبة مرور 20 عامًا على وفاتها، أنشأ قصر كنسينغتون أيضًا حديقة بيضاء موقتة جديدة للاحتفال بديانا، مستوحاة من ذكريات حياة الأميرة وأسلوبها، وتتميز الحديقة بأوانٍ من الورود البيضاء الكلاسيكية المحيطة ببركة سباحة عاكسة. يستمر المعرض حتى أوائل عام 2019.

نهاية العام في متنزّه كيو Kew
إمضي يومًا من السحر في أرض العجائب في الحدائق النباتية الملكية، «كيو». فهنا، وبعد أن يحلّ الظلام، يبدأ الاحتفال بنهاية العام حيث يُضاء أكثر من مليون ضوء يخترق ديجور الليل وضبابه. اتبعي المسارات المضيئة حول الحدائق. تبدأ رحلتك في «كيو» عبر درب المشاهد الخلابة المضاءة بمئات الكرات المتوهجة التي تبدو أنها تزحف بين الأشجار. سوف تدهشك أنوار شجرة الزلاجات الهائلة والمصنوعة من أكثر من 360 زلاجة خشبية.
فيما تصدح بين ممرات الأشجار المنيرة، جوقة الغناء قبل الوصول إلى بحيرة برّاقة رائعة، حيث ستشاهدين عرض الأضواء تحت الماء. ثم خوضي مغامرة اكتشاف ممر سريع من الفقاعات العملاقة، ومجموعات من الأشجار المزنّرة بشرائط من الأضواء المتغيّرة، بالإضافة إلى المنشآت الرائعة الأخرى المتوهجة في سماء ليل لندن.
شاهدي مجموعة من البتلات المضيئة في Great Broad Walk Borders، التي صُممت في «كيو» للمرة الأولى هذا العام، قبل أن تنتهي رحلتك مع عروض الأنوار المذهلة والموسيقى ونبع المياه أمام بالم هاوس الشهير.
كما يمكنك مشاهدة سانتا وغزلانه أثناء أدائهم عرضًا جميلاً على طول الطريق، والتمتع بركوب العربة الفيكتورية. هناك أيضًا الكثير من المشروبات الشتوية التي يمكن احتساؤها في هذا الجو السحري الذي يضمن لك مغامرة رائعة من مغامرات لندن في نهاية العام.
يبدأ الحدث من 22 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 إلى 1 كانون الثاني/ يناير 2018

أفضل الأماكن للتسوق في لندن خلال أعياد نهاية العام
التسوّق في لندن خلال موسم نهاية السنة يمكن أن يكون الفرح المطلق! من المتاجر المضاءة حتى أسواق العيد حيث يمكنك تسوّق كل ما ترغبين وسط أجواء من الفرح والتفاؤل. فأين تتسوّقين وتمرحين؟

شارعا أوكسفورد وريجنت
يتدفق المتسوّقون على هذين الشارعين الشهيرين على مدار السنة، ولكن خلال الشتاء تغمرهما مجموعة مذهلة من الأنوار الاحتفالية، مما يجعل تجربة التسوق مثالية في الشهرين الأخيرين من السنة. أكملي الشعور الاحتفالي من خلال مشاهدة نافذة أعياد نهاية العام الشهيرة في بوتيك «سلفريدجيس» في شارع أكسفورد قبل استكشاف المحال التجارية الأخرى، بما في ذلك متاجر «دبنهامز» و»جون لويس». يمكنك النزول من الطريق المتعرّج إلى شارع جانبي، مثل شارعي «كريستوفر بلاس» و «بيرويك»، حيث ستجدين خيارات رائعة من المتاجر والمطاعم. فيما يعتبر شارع ريجنت ممتازًا لشراء الهدايا، مع أكثر من 75 متجرًا، مثل «هامليس»، و«ليبريتي».

نايتس-بريدج
عندما يحلّ الظلام، توجّهي إلى نايتس- بريدج لرؤية متجرها الشهير «هارولدز» مضاءً بشكل رائع بـ 11500 مصباح كهربائي. وإذا لم تكتفي بالتسوّق في مركز «هارولدز»، توجّهي إلى «هارفي نيكولز» على بعد خطوات قليلة، فهو يضم مجموعة رائعة من الأزياء، والأدوات المنزلية، وأكثر من ذلك.

كارناباي
يعتبر شارع المشاة «كارناباي» المكان المناسب للتسوّق. فإذا أردت شراء هدية أو تذكار لك أو لصديقة أو لأحد أفراد أسرتك فهنا ستجدين كل ما ترغبينه. فشارع «كارناباي» هو إحدى وجهات التسوق العصريّة في لندن، ففيه تصطف محال الأزياء المستقلة والعلامات التجارية العالمية.

قرية كونوت Connaught Village
تعدّ «كونوت فيلدج» وجهة فريدة للتسوّق، فهي موطن لمزيج حصري من متاجر التجزئة، والمطاعم الحائزة جوائز الجودة، وصالات العرض المتطورة، والمصممّين الرواد. توفر لك النزهة التسوقيّة على طول شارع «كونوت» المركزي مجموعة واسعة من الأماكن تدخلك في عوالم الترف المستوحاة من بريق النمط الإنكليزي. إذا كنت تبحثين عن شيء فريد لمنزلك، تصفّحي المعارض الفنية ومتاجر الديكور المنزلي. 

بروتوكول Afternoon tea شاي بعد الظهر، على متن زورق
تعتبر استراحة الشاي الشهيرةAfternoon tea ، أحد تقاليد لندن العريقة. ولهذا التقليد بروتوكول، إذ تُقدم في البداية شطائر من الجبن والمورتديلا والكعكات المحشوّة بالكريما، ثم تختارين نوع الشاي المفضل لديك ترافقه قطع كيك لذيذة. صحيح أن هناك الكثير من الفنادق التي تقدّم هذا التقليد اللندني، ولكن يمكنك أن تعيشي التجربة على متن مركب يُبحر في نهر التايمز فتبهرك المشاهد المهيبة والبانورامية للندن من نهر التايمز، وفي الوقت نفسه تتذوقين ما لذّ وطاب من استراحة الشاي اللندنية. 

منطقة بانك سايد
تعتبر «بانك سايد» واحدة من الوجهات الأكثر حيوية في العاصمة البريطانية، وتقع جنوب نهر التايم. هنا على هذه الضفة تنتشر المطاعم والمسارح والمتاحف، وهنا أدّى شكسبير أول عمل مسرحي، تمثيلاً وكتابة، ليعود ويبني من ثم مسرحه الخاص «غلوب»، فيما «غلوب» الحالي يقع على بعد مئات الأمتار من الموقع الأصلي. أنصحك بتناول العشاء في The Swan at Shakespear’s Globe. يقع هذا المطعم في «شكسبير غلوب» في ركن أيقوني في «بانك سايد». يشرف على نهر التايمز وجسوره التي تربط أوصال المدينة وكاتدرائية سانت بول، وهو مؤلف من طبقتين ويقدّم أطباقاً من المطبخ البريطاني العصري في جو أكثر من رائع. وإذا كنت ترغبين في تناول الغداء أو العشاء بأسلوب شكسبير نفسه، ففي ساوثورك Southwark... على مقربة من «بانك سايد». هكذا تُلفظ رغم وجود الـ W. هناك أيضاً مطعم «ذا جورج إن» الذي يعود إلى عام 1677 وهو النزل القروسطي الوحيد المتبقي في لندن، وواحد من أقدم النوادي الليلية فيها، وقد أطلق عليه الباحث التاريخي بيت براون Shakespear’s local  إذ يُعتقد أن الأديب الإنكليزي كان يرتاده أثناء سكنه في لندن. يضم «ذا جورج إن» مطاعم عدة صغيرة لا تزال جميعها على سيرتها الأولى من حيث التصميم والأثاث.