منسقة ومحررة الموضة والجمال ليلى حمداوي رحلة 17 عاماً في مجلة «لها»

23 ديسمبر 2017

منذ إطلاق مجلة «لها» عام 2000، بدأت رحلتي الرائعة معها. كان إعداد صفحات الموضة والجمال من أبرز مهامي التي لا تزال مستمرة حتى اليوم.

«لها» مجلة أسبوعية تقدم لقرائها مواضيع متنوعة تغطي أخبار المشاهير، القضايا الاجتماعية، الأطفال، وما إلى ذلك. أما صفحات الموضة والجمال، فتمنح القراء لمحة عن أحدث الخطوط الرائجة في لندن وباريس وبيروت ودبي. أتيحت لي فرصة التعامل مع العديد من المواهب المبدعة في مجالات التصوير، الماكياج، وتصفيف الشعر، ونجحت في إعداد بعض الصفحات المميزة فعلاً.

أجمل الذكريات

ما زلت أذكر أول جلسة تصوير جمالية أعددتها لغلاف مجلة «لها» في شهر أيلول (سبتمبر) 2000. أردت يومها إبراز لون شعار المجلة، لذلك ركزت على العناصر الحمراء في الماكياج وأضفت بعض العناصر مثل الفليفلة الحمراء الحريفة. ترافق ذلك مع بشرة خالية من العيوب تجسد الجمال السرمدي. تولى التصوير صديقي مارسيلو بنفيلد الذي أعرفه منذ العام 1995.

ثمة ذكرى أخرى عزيزة على قلبي، عندما قمنا بتصوير العارضة كارا دولوفين قبل أسبوعين من انطلاقها إلى النجومية العالمية. تولى التصوير يومها آندرو هوبس، وجعلنا إطلالتها مختلفة تماماً، بحيث أضفنا الكثير من وصلات الشعر لمنحها طلة اللبوة بأسلوب الخمسينات. كانت شابة ومرحة، وما زلت أحتفظ بواحدة من تلك الصور معلّقة على جدار مكتبي. أما تصوير الأزياء الراقية، فكان دوماً محط فرح وفخر بالنسبة إليّ. استطعنا دوماً الدخول إلى كواليس عروض الأزياء والتعرف عن كثب إلى عظمة أهم المصممين وبراعتهم. ومع مرور الأعوام، بات المصممون المشهورون ينتظرون جلسات تصوير الأزياء الراقية التي نقيمها في باريس، ليرسلوا لنا كل الطلات التي نريدها. لكن نظراً الى دقة الفساتين، كانت جلسات التصوير تقام عادة داخل استوديو، حيث الإنارة الجيدة للإضاءة على تفاصيل الملابس. في بعض الأحيان، كنا ننزل إلى شوارع باريس نهاراً، أو نلتقط بعض الصور ليلاً. لكن جلسة التصوير التي لا تزال عالقة في رأسي، هي تلك التي بدأناها قرابة الساعة الخامسة فجراً. تولى يومها المصور الفوتوغرافي الفرنسي تيس فويهاد، الاهتمام بالتقاط الصور في حقل قمح يبعد ساعتين تقريباً عن باريس. توجب علينا ترتيب الشعر والماكياج هناك، واضطررنا إلى استخدام عدد من السائقين للتنقل جيئة وذهاباً ونقل الفساتين النفيسة طوال اليوم. إلا أن النتيجة كانت تستحق ذلك العناء، لأن الصور جاءت رائعة فعلاً، وكان الجميع راضين عن النتيجة.

باريس محطة دائمة

هذا كله جزء من رحلتي الطويلة مع «لها». لا أنسى المقابلات الكثيرة التي أجريتها مع العديد من المشاهير. لكن المقابلة الأحب على قلبي تلك التي أجريتها مع الممثلة كايت بلانشيت، وتوجب عليّ يومها تسليم أسئلة المقابلة قبل لقاء كايت شخصياً. طُلب مني يومها عدم طرح أسئلة شخصية، لكن كايت كانت في غاية المرح والإيجابية، ووجهت إليها كل الأسئلة التي خطرت في بالي.

وللسفر حصة في عملي أيضاً. باتت باريس محطة دائمة، بحيث أزورها أربع مرات سنوياً لحضور عروض الأزياء، وهناك تعلمت استخدام مهاراتي في التصوير لتخليد لقطات وراء الكواليس ولحظات ما قبل العروض. منحتني وسائل التواصل الاجتماعي فرصة لمشاركة ما أراه مع العالم. وثمة فرص أخرى أخذتني إلى نيويورك. كما زرت طوكيو للمرة الأولى في حياتي عندما رافقت ديور في مجموعة الكروز. ومن يدري الآن متى ستطأ قدمي طوكيو مرة جديدة.

هذه خلاصة وجيزة عن مغامرتي مع «لها». أشعر بالكثير من الحماسة لما ينتظرني معها، لا سيما أن «لها» أصبحت أكثر من مجلة أسبوعية. نفتخر بكوننا مجلة رائدة تتماشى مع الجيل الجديد من المتابعين، وتغطي الكثير من النشاطات عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وباتت النسخة المطبوعة تتنافس مع نظيرتها الإلكترونية.