J’Adore L’Or عطر الريف من DIOR

23 ديسمبر 2017

تشتهر عطور ديور بالفخامة والرقي. وهي مفضلة لدى النخبة. بدأت دار ديور بصناعة العطور في العام 2006، وتولى ابتكارها في البداية فرانسوا دوماشي، المشهور بأسلوبه الفخم وأناقته المترفة.

في دومين دو مانون (Domaine De Manon)، رحبت بنا كارول بيانكالانا، التي تركت المجال المصرفي بعد 20 عاماً من العمل لتعود إلى موطنها وتهتم بمزرعة الياسمين وورد مايو، الممتدة على مساحة 320 ألف قدم مربع. وقد تم استخدام هذين المكونين تحديداً في العطر الشهير J’Adore والعطر المركز J’Adore L’Or. لا شك في أن حصاد الزهرة البيضاء هو مشهد خاطف للأنفاس، فيما يتم يدوياً قطف صفوف الأزهار المتفتّحة. إنه أمر أساسي بالنسبة إلى بيانكالانا لزيادة روعة الياسمين العالي الجودة. «التقيت بفرانسوا دوماشي قبل 11 عاماً في مؤتمر الزراعة، حيث ألقيت محاضرة أعجبته. بدا جلياً أنه مهتم في العمل معي لتزويده بمواد أولية استثنائية، تقول بيانكالانا. ومنذ العام 2006، بات حصاد الياسمين يخصَّص حصرياً لدار ديور.

عطر أكثر غنى وتميزاً

أتاح لنا فرانسوا دوماشي- «أنف الدار»، أي الرجل الذي يعتمد نجاح عطور ديور على حدسه الأنفي - النفاذ إلى مختبره السري. شرح لنا كيف أن «روائح الورد والياسمين موجودة طبعاً في العطر الأساسي J’Adore، لكننا نحاول تعظيمها أكثر في العطر L’Or، بحيث يكون المحتوى أكثر غنى وتميزاً».

إنه عمل سري جداً. وقيمة الكيلو الواحد من الياسمين تساوي ضعف قيمة الكيلو الواحد من الذهب. يشرح دوماشي أنه حاول في هذا العطر «سلوك مسار شرقي أكثر». ما الهدف من ابتكار هذه الخلاصة المركزة؟ «الهدف هو جعل العطر أكثر جاذبية. وأجد شخصياً أن الجاذبية موجودة في الأزهار لأنها أكثر كثافة. نعلم جميعاً كم أن الياسمين جذاب».

يحب الناس ماركة ديور لفخامتها، وترفها، وخطوطها النقية، وأقمشتها الفاخرة. تنطبق الفكرة نفسها في عطور ديور التي يبتكرها دوماشي.

قمنا أيضاً بجولة في قصر الكول نوار (Château de La Colle Noire)، في مونتورو قرب غراس في جنوب فرنسا، الذي كان مقرّ السيد كريستيان ديور قبل 60 عاماً. كان معروفاً عن السيد ديور أنه يأتي إلى هذا المكان لمدة شهرين أو ثلاثة أشهر كل عام. وكانت تحيط به روائح الياسمين، وورد مايو، والخزامى، والزيتون، والكرز والكروم. بالفعل، تولّد هذه الروائح طاقة حيوية تجعل المرء يشعر بالانتعاش.في العام 2013، اشترت عطور ديور هذا الجزء من تاريخ ديور فور عرضه في الأسواق. وأرادت الدار إعادة الحياة إلى الديكور الداخلي الفخم والفريد، فبقيت بعض الأجزاء تماماً كما هي مثل المفروشات الأصلية، فيما أعيد ابتكار أجزاء أخرى. لكن الفخامة جلية تماماً ما إن تطأ قدمك هذا المنزل النفيس الذي تزين جدرانه لوحات لبيكاسو ومارك شاغال. ولعل أكثر ما أفرحني هو ذلك المكتب الصغير المشتمل على المنضدة والهاتف الأصلي الذي استعمله السيد ديور للاتصال بمحترفه في باريس.

«المنزل هو المكان الذي سأتقاعد فيه يوماً ما، المكان الذي سأنسى فيه يوماً ما كريستيان ديور مصمم الأزياء وأصبح الإنسان العادي مجدداً»، كتب السيد كريستيان ديور في مذكراته عام 1956.

لا شك في أننا نتوق إلى عطور تترك روائح جميلة وطويلة الأمد، لكن الأهم هو تلك الهمسات التي تدغدغ الذكريات.