المهندس جان كلود ملحمه يتألق إبداعاً في مسكن الأحلام

بيروت - روزي الخوري 19 يناير 2020

عادة، ينتهي الحلم ما أن يتحقّق. أما عند المهندس جان - كلود ملحمه، فكلّ حلم يشعل طموحاً جديداً أكثر توهجاً، ويولّد حلماً آخر يحاكي إبداعاً لا ينطفئ.
كلّ عمل ينفّذه يبدو للوهلة الأولى الأجمل على الإطلاق، لكن سرعان ما نكتشف مزيداً من الجمال في ما يليه. في هذه الفيلا مثلاً، مساحات مترامية من الجمال الهندسي الخارجي والداخلي لم يسبق أن شاهدنا مثيلاً لها، ولا تشبه إلا نفسها، بمحاكاتها جمال الطبيعة الغنّاء المحيطة.


في هذا المنزل، استعان المالكون الذين قرّروا العودة إلى ربوع الوطن بعد سنوات من الهجرة، بمهارات المهندس ملحمه الذي ذاع صيته عالمياً، حيث له رصيد وافر من الإبداع والجمال في معظم العواصم الأجنبية والعربية.

أراد المالكون أن يتنعموا بهناء الإقامة في ربوع مسكنهم، فهو مكان الراحة والعطل والإقامة الدائمة للمالكين وأصدقائهم الذي يمضون أوقاتاً لا تُنسى من المرح والتسلية في قالب من الفخامة ورفاهية العيش المعاصر.
وقد ساهمت مساحة الأرض التي تزيد عن خمسين ألف متر مربّع، في إيجاد مكان لكلّ مستلزمات الرفاهية، مما سمح بإيجاد ملاعب لكرة المضرب وكرة القدم، إضافة إلى بركة سباحة وسكّة للعدائين، بما أنّ المالك وأولاده الثلاثة يهوون ممارسة الرياضة.

المنزل مؤلّف من طبقتين، تضم السفلى قاعات الاستقبال، ومن بينها مساحة خاصة لمحيط المدفأة، على شكل ديوانية حديثة، تقع على مستوى منخفض نسبياً يتم فصلها بدرجتين.
وضمت هذه الطبقة أكثر من صالون، منها الجلد والحرير من الطراز النيو كلاسيكي بألوان دافئة مستوحاة من المحيط الخارجي. وتميّزت بثريات من الكريستال الملوّن والمنسدل من السقف الشاهق الارتفاع في الطبقة العلوية حتى الصالونات.
الطبقة الأولى مخصّصة للعائلة وتضمّ جناحاً رئيسياً مؤلّفاً من غرفة نوم، صالون خاص، غرفة ملابس وغرفة حمّام مجهزة بتقنيات عالية.
وفي هذه الطبقة أيضاً، ثلاثة أجنحة أخرى لكلّ منها استقلالية تامة وروحية مختلفة منسجمة مع حاجات أصحابها، كأنها أجنحة فنادق توفر خصائص وتقنيات حديثة جداً. لكلّ غرفة مميزاتها، وقد تعددت ألوانها من الفوشيا إلى النيلي والأخضر والأحمر. 

أما المساحة الواقعة تحت سقف القرميد، فقد حوّلها المهندس ملحمه إلى قاعة رياضية مجهّزة بكلّ ما يلزم، انسجاماً مع شغف صاحب الدار وأولاده بالرياضة، تجاورها قاعة للاسترخاء.

أناقة هندسية في أحضان الطبيعة الخلابة

في الهندسة الخارجية، يستوقفنا جسر، جوانبه من الزجاج المميّز التصميم يصل بين الطبقة الثانية المخصّصة لغرف النوم والحديقة الخلفية، كأنّه جسر عبور نحو عالم آخر.

من بعيد، تستدعينا الفيلا بعظمتها وطرازها الشرقي الممزوج بالعصرية والأناقة الهندسية في أحضان الطبيعة الخلابة في البقاع اللبناني.
هنا، الشفافية والسعة هما العنوان الأبرز لتنفيذ الهندسة التي عكست جمالاً على جمال، طبيعة خلاّبة وتحفة هندسية. أعمدة شاهقة من الحجر كأعمدة بعلبك شكلت الركيزة لهذا الصرح الضخم عند باب الاستقبال، وخلفها الواجهة العملاقة من الزجاج امتدت من الأرض حتى الطبقة الثانية.
وقد استخدم الحجر المنحوت للبناء الخارجي والواجهات الزجاج الواسعة التي أدخلت جمال الطبيعة الخارجي ليمتزج مع الداخل. فالمهندس ملحمه أراد أن يكون البناء الداخلي الذي لا يقلّ روعة عن البناء الخارجي، امتداداً له، وأن يحترم الحضور البارز للوحة الفنية الطبيعية وبناء التصميم الداخلي من وحيها. فالحدائق الغنّاء المحيطة بالمنزل شاسعة وتحوطه بهالة من الجمال النقي والنضر.

صفوة القول إن الأسلوب هو الرجل، وهذا مبدأ راسخ في يومياتنا وسلوكنا الاجتماعي. أما في لغة الجمال والإبداع، فالأجدى أن نقول إن الأسلوب هو الخيال الخصب واللمعة النادرة والبصمة الاستثنائية.
هذه العوامل كلها، نسّقها المهندس جان – كلود ملحمه وجمعها وسكبها بريشة فنّان ملهم، في هذه الفيلا في البقاع اللبناني.