2018... ما نريده

فاديا فهد 03 يناير 2018

نبدأ عاماً جديداً بالنسيان. الجديد يمحو القديم. يقلبُ الصفحة. يلوّنها. والنسيان نعمة النِعم، يزيلُ كلّ ما ترسّب في ذاكرتنا منذ الأزل من أحزان وآلام وعذابات وجروح تنزفُ بعد. النسيان يمحو الصور والعناوين، ويعيد رسم الواقع بنظرة تفاؤلية مختلفة. كأننا أبناء اليوم. الأمس وما قبله فاتا، واليوم قمر يهلُّ بكلّ ألوانه وحُلله ومفاجآته ووعوده وآماله. فلتُدفن الحروب، ويتوقّف دويّ المدافع وأزيز الرصاص. نريد لأبنائنا سلاماً وحبّاً وعلماً وثقافةً وازدهاراً ومستقبلاً أفضل في أوطانهم العربية. وبدلاً من أن نحصي أعداد النازحين والمفقودين منهم والجثث المتروكة في ساحات المعارك، فلنحصِ أعداد المتفوّقين منهم والمبدعين. حياة جديدة لهم لا تعترف بما صنعت أيدينا من خراب وانشقاقات وإخفاقات. وليكتبوا التاريخ معتمدين على ذاكرة منقّاة تُسقط كلّ ما كان، وتحيا.


نسائم

يتمدّد الوقت ويعلو ككُثبان رملية

تُشكّلها الريح، وتَنذُرُها للترحال.

لبدايات ترتدي ثوب الوداع، وتُزهر ذات ربيع

في صحراء جديدة.

يكتبُ الحبّ لنا فرصة أخرى، نحتضنها في قلوبنا

ونهرب... ويُكتب لنا عمر جديد.