تعود بعد غياب لوسي: نجلي لا يخجل من عملي وشُلِلتُ مدة عام

محمود الرفاعي (القاهرة) 14 يناير 2018

من جديد، تعود الفنانة لوسي الى التمثيل بعد غياب طويل عنه، ذلك بسبب بقائها الى جانب نجلها الوحيد خارج البلاد، ومرضها الذي أبعدها عن الرقص. في هذا الحوار، تكشف لوسي تفاصيل المرض الذي تعرضت له وأدى الى ابتعادها عن الرقص، وتتحدّث عن مسلسل «البيت الكبير» الذي من خلاله تعود مرة أخرى الى التمثيل، وتقديمها اللهجة الصعيدية للمرة الأولى، وترشّحها للعمل أمام الفنان محمد رمضان في أحد أعماله الجديدة.
كذلك، تعبّر عن رأيها في الرقص الشرقي، وانتشار الراقصات الأجنبيات في مصر، وتبيّن كيف ردّت على سخرية البعض من قول ابنها لها «هزّي كويس»، ومقارنتها بجيل تحية كاريوكا وسامية جمال.


- لماذا تخلّفتِ طوال العامين الماضيين عن المشاركة في أي عمل درامي؟
لم أشعر طوال الفترة الماضية أنني تغيّبت كثيراً عن جمهوري، ربما كنت أحسّ بذلك فقط حين كنت ألتقي الجمهور في الشوارع والمحال التجارية ويسألني عن أعمالي الجديدة.
غبت عن الساحة الفنية بسبب وجودي الدائم مع نجلي الوحيد في الولايات المتحدة الأميركية، فحرصي الشديد على البقاء الى جانبه منعني من التفكير بالتمثيل آنذاك.
وحين أنهى دراسته وعدت مرة أخرى إلى مصر، وجدت عشرات الأعمال الدرامية التي تنتظر موافقتي، فاستغرقتْ دراستها وقتاً، إلى أن اخترت أفضلها لكي أعود به الى جمهوري.

- ما حقيقة الربط بين غيابك عن الدراما والمشاكل التي صاحبتك في مسلسل «أهل الكهف» وحذف اسمك من التتر الخاص به؟
هذا الكلام لا أساس له من الصحة، وقد روّجه صحافي، علماً أنه معروف عني في الوسط الفني بُعدي عن المشاكل في أي عمل درامي أشارك فيه، وقد انتشر هذا الكلام خلال وجودي في أميركا مع نجلي. وأؤكد أنني صاحبة فكرة عدم كتابة اسمي على التتر.
فبعد أن تعاقد فريق الإنتاج مع عدد من نجوم الدراما المصرية والعربية، أمثال أحمد رزق وباسم سمرة، على بطولة العمل، وتضمّن التعاقد تصدُّر اسميهما العمل، ولأنني فنانة كبيرة وكان لا بد من كتابة اسمي بما يليق بتاريخي الفني، بدأوا يتباحثون في الطريقة المناسبة لتقديمي، فوضعت حداً لحيرتهم بطلبي عدم كتابة اسمي على تتر المسلسل.

- ما العمل الذي وافقت على المشاركة فيه بعد عودتك من أميركا؟
تعاقدت على المشاركة في بطولة مسلسل «البيت الكبير»، الذي ينتمي الى نوعية الأعمال المؤلّفة من ستين حلقة، فهي المرة الأولى التي أشارك فيها في عمل من هذا النوع، ويشاركني في بطولته كلٌ من سوسن بدر وريم البارودي وفتوح أحمد وأحمد صيام، لكن يصعب عليَّ حالياً التحدّث عن تفاصيل العمل أو الدور، لكوننا بدأنا منذ أيام قليلة تصوير أولى مشاهده، لكن كل ما يمكنني قوله إنني أقدم في المسلسل دور امرأة صعيدية قوية الشخصية، وأن أحداثه تدور في جنوب مصر.

- ألم تخشي من المشاركة في مسلسل مملوء بالأسماء الكبيرة مثل «البيت الكبير»؟
أحب المشاركة في الأعمال الجماعية التي يشارك فيها عشرات النجوم الكبار. فالفنان الكبير لا يعرف قيمته إلا حين يقف أمام فنانين كبار، والدليل على ذلك أن عادل إمام ويحيى الفخراني، يختاران في أعمالهما نجوماً كباراً لكي يُثبتا للجميع أنهما قادران على تقديم أي عمل فني ضخم.
وأعتقد أن «البيت الكبير» هو أفضل عمل جماعي أشارك فيه في مسيرتي الفنية منذ الجزء الأول من مسلسل «ليالي الحلمية»، كما أنها المرة الأولى التي يُعرض لي فيها عمل خارج السباق الدرامي الرمضاني.

- ما الذي جذبك للمشاركة في هذا المسلسل؟
العامل الرئيس في انجذابي الى أي عمل فني، هو شعوري بالارتياح الى السيناريو، علماً أنني وافقت على «البيت الكبير» بعد أن استمعت الى قصة العمل عبر مكالمة هاتفية تلقّيتها من المخرج محمد النقلي، فهو ذو فضل كبير عليَّ، وفخورة وسعيدة بتعاوني معه في أكثر من عمل، كما أنني لا أقوى على رفض ما يطلبه مني، ورغم خوفي من فكرة تقديم اللهجة الصعيدية في المسلسل، لكنني وافقت من أجل العمل مع النقلي.

- هل تلقيت دروساً خاصة لإتقان اللهجة الصعيدية؟
جميعنا نملك القدرة على التحدث باللهجة الصعيدية، لكن المشكلة الحقيقية في المسلسل أننا ننوي تقديم اللهجة الصعيدية الحقيقية كما يتكلمها أهل الصعيد، وهنا تزداد الأمور صعوبةً، حيث إن اللهجة تختلف من محافظة إلى أخرى، أي أن لهجة المنيا تختلف عن لهجة سوهاج وأسيوط والأقصر وأسوان، لذلك كان يرافقنا خلال التصوير أحد الأساتذة المتخصصين في تعليم اللهجة الصعيدية، وأحمد الله على أنني تعلمت هذه اللهجة بسرعة.

- لماذا أصبحت متخصصة في تقديم دور الأم؟
دائماً ما يفضّل المخرجون ترشيحي لهذا الدور، لكنني لا أرغب بذلك أبداً، ولهذا أصبحت أعتذر عن تقديم دور الأم الذي يُعرض عليّ كثيراً، علماً أنني لا أرفض الدور في حد ذاته، بل التكرار وعدم التجديد، فقد أديت دور والدة غادة عبدالرازق في مسلسل «سمارة»، رغم أن فارق السنّ بيننا ليس كبيراً، ولا يمكن أن أكون في مثل سنّ والدتها، لكن كان الدور هادفاً في هذا المسلسل، والأمر نفسه بالنسبة الى مسلسلَي «الباطنية»، و»ولي العهد» مع الفنان حمادة هلال.

- من هم الفنانون الذين تحبين العمل معهم؟
أحب العمل مع الجميع، وليس هناك فنان محدّد أتمنى الوقوف أمامه. مثلاً، أحب من جيل الشباب محمد رمضان، ومن المحتمل أن أشاركه في عمل جديد. أيضاً أحب أحمد حلمي ومنى زكي ومنّة شلبي، وأرغب في دعم الفنانين الشباب، لأنهم مستقبل الدراما المصرية والعربية، ومن واجب النجوم الكبار مساندتهم جميعاً.

- لماذا توقفت عن الرقص؟
لم أتوقف عن الرقص بإرادتي، فمنذ فترة أُصيبت قدمي بنوع من الشلل، ولازمني هذا المرض لمدة عام، وفقدت القدرة على الحركة، ومع العلاج ازداد وزني كثيراً، مما اضطرني للتوقف التام عن العمل، وخصوصاً الرقص.
وبعد العلاج، بدأت باتباع حمية غذائية لإنقاص وزني، وبالطبع تأثر أدائي في الرقص، لكنني لم ولن أعتزل الرقص، وسأستمر في ذلك لكن بالشكل الذي يعجبني.

- البعض تضايق من تصريحك بأن نجلك يقول لك «هزّي كويس»؟
أنا سيدة في غاية الصراحة والوضوح، ولا أخجل من مهنتي، وقد قلت هذا بتلقائية وعفوية، لأنني أحترم الرقص الشرقي ونجلي أيضاً، والجمهور الذي تضايق مني هو نفسه الذي يتهافت لالتقاط الصور التذكارية معي، وقد كُرّمت في أكبر دول العالم، في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، والجمهور الغربي يفتخر بالراقصات الشرقيات، ويوليهن أهمية ويقدّم لهنّ تكريمات خاصة لا نجدها في وطننا العربي.

- هل ترين أن الدراما المصرية أصبحت تقدّم الراقصة المصرية بشكل غير لائق؟
الرقص مهنة ككل المهن، فيه الإيجابي وكذلك السلبي، وعلى الدراما أن تقدّم النموذجين، فكم من راقصات قدمن للمجتمع أعمالاً صالحة! هل ننسى تحية كاريوكا وسامية جمال اللتين تُعدّان رمزاً للرقص الشرقي؟ أرفض فكرة إظهار الراقصة كسيدة مستهترة لا تفعل شيئاً في الحياة سوى نشر الانهيار الأخلاقي الفواحش...، فالراقصة في النهاية هي امرأة يمكن أن تكون أمّاً أو زوجة أو ابنة، وعلينا أن نقدمها بشكل يليق بها، وألاّ نظلمها.

- ماذا تفعل لوسي في حياتها الشخصية؟
حياتي عادية ولا شيء مختلفاً فيها، فأنا «ست بيت»، وأمارس دوري كأم وزوجة.

                                   
الراقصات الأجنبيات

- هل أثّرت الراقصات الأجنبيات في الراقصات المصريات؟
الرقص المصري لن يتأثر مهما حدث، ولو شاهدنا الأعمال القديمة بالأبيض والأسود سنجد أن غالبية الراقصات من الأجنبيات، ومع ذلك كانت للراقصة المصرية مكانتها وشخصيتها، عكس الراقصة الأجنبية.
وأرى أن انتشار الراقصات الأجنبيات في الفترة الأخيرة في مصر، يعود الى أصحاب الفنادق والمسؤولين عن أماكن السهر الذين يطلبون من الراقصات الظهور بملابس غير محتشمة والرقص الجريء والمبتذل، الأمر الذي كنا نرفضه كراقصات مصريات، لكن في النهاية هؤلاء الراقصات يرحلن مع أي مقابل مادي أعلى، عكس الراقصات المصريات.


دينا وفيفي عبده

- هل تتضايقين حين يقارنونك بدينا وفيفي عبده؟
لكل واحدة منا لونها الذي يميّزها عن الأخرى، وربما أرى نفسي قد خرجت أيضاً من عباءة سامية جمال وتحية كاريوكا، فهما أكثر راقصتين أحببتهما وفضّلت في بداية طريقي تقليدهما، لكنْ في النهاية لكل راقصة لونها وشكلها الخاصان بها.