برامج موضة

في الاسبوع الثامن من برنامج «Project Runway ME»

عزيزة نوفل (جدة ) 21 يناير 2018

باتت المنافسة أكبر بين المصممين وباتوا جميعاً يتطلّعون إلى الحصانة وبذل مجهودٍ يُرضي لجنة التحكيم. ولتسليط الضوء على مواهب المصممين، سنتعرّف في كل أسبوع على موهبتين من بينهم.


زينو توفيق: المواهب القوّية رفعت سقف المنافسة
حبّه للأزياء نبع من نشأته مع والدته التي كانت تعمل في مشغل لخياطة الملابس الجاهزة، فلعب بالأقمشة وعقد الخيوط فاتحاً صفحة جديدة نحو طموح لم يكن مرغوباً من جانب والدته، التي حاول بشتى الطرق إقناعها بدخوله هذا المجال. تلك كانت بداية مشوار المصمّم زينو توفيق الجزائري القاطن في باريس، والذي مارس هواية الخياطة منذ أن كان في السابعة عشرة من عمره، مطوّراً نفسه من خلال تأسيس مشغله الخاص في الجزائر وهو بعمر 23 سنة. ولم يتوانَ زينو عن دعم خبراته العملية بالدراسة، فبعد تخرجه في المعهد العالي للفنون الجميلة في الجزائر، اتجه إلى إيطاليا ليتعلم فن الـ «Polonia Design» ويحصل على درجة الماجستير في « branding luxury fashion»، ثم عمل لدى عدد من المصمّمين في باريس وطوّر نفسه لينطلق من باريس باسمه عام 2013. وطوال تلك السنوات، تخصّص زينو في تصميم أزياء السهرات والأعراس، ورغم خبرته الطويلة، وجد في نصائح الحكام في البرنامج رؤية مختلفة وجّهته نحو أمور لم يكن يراها من قبل كمصمم، وهو سعيد بهذه الفرصة وبالإمكانات التي أُتيحت له في حرية التصميم والابتكار وإن كان ذلك في وقت ضيق. ويعتقد زينو أن بقاءه في البرنامج لحلقات متقدمة يعود إلى أسلوبه الذي يعتمد على «البساطة والأنوثة» و «السهل الممتنع»، والذي أهّله للحصول على تقييم عالٍ من لجنة التحكيم في أول حلقة من البرنامج. وذلك لا يعني أن المنافسة لم تكن محتدمة بين المشتركين، بل على العكس تماماً، فوجود موهوبين ذوي خبرات ومن خلفيات عدة في هذا الموسم رفع سقف التنافس وقوّى روح الأخوّة والتعاون في الوقت ذاته وشجّع على تبادل الآراء والنصائح. ومنذ عرض الحلقات الأولى من البرنامج، لمس زينو تشجيعاً كبيراً من والدته والمحيطين به ومن الكثير من الناس على قنوات التواصل الاجتماعي، ليزداد عدد متابعيه من 5000 إلى 18000 متابع. وعلى الصعيد العملي، تلقى زينو الكثير من عروض العمل التي ينكبّ على دراستها حالياً بما يلائم ماركته الخاصة، كما يخطط لإقامة ورش عمل في منطقة الخليج والتعرف إلى الجمهور عن قرب، إضافة إلى إصداره مجموعته الخاصة هذا الشهر، وطموحه لإنشاء مدارس لتعليم تصميم الأزياء في الجزائر وتنمية اقتصاد بلاده من هذه الناحية.

ريم عبد الغني: قوة المصمّم تكمن في تقبّل النقد بالابتسامة والروح الرياضية
في حين كان البرنامج لكل المشتركين عبارة عن انطلاقة وشهرة وتعلّم خبرات، اختلف ذلك بالنسبة إلى المصمّمة السعودية ريم عبدالغني، التي وجدت في البرنامج فرصة عودتها إلى عالم التصميم واكتشاف قدراتها من جديد بعد انقطاع قارب العشر سنوات، وبعد مسيرة أكاديمية كانت بدايتها الحصول على شهادة بكالوريوس في تصميم الأزياء من أميركا، ومن ثم شهادة ماجستير من إيطاليا، وخبرات عملية مع كثرٍ من المصمّمين العالميين، أهمهم المصمّم روبرتو كفالي. وعقب سنوات انقطاعها، قررت ريم العودة إلى عالم الأزياء مع أهم مدارس الأزياء في العالم، متدرّجةً في عدد من المناصب لتشغل أخيراً مركز رئيسة قسم الأزياء في كلية «Raffles Design Institute». وبعد تشجيع من جامعتها، التحقت ريم بالبرنامج الذي لم تكن تتابعه باستمرار لتخوض التجربة من دون توتر أو خوف، وفي كل حلقة من حلقاته كانت تفاجئ نفسها بما تقدمه. ورغم أن ريم لم تكن راضية تماماً عما قدمته في أحد التصاميم، إلا أن إنجازها جعلها فخورة بنفسها وبما تمكنت من صنعه تحت الضغط وضيق الوقت. فالتحدي الحقيقي لم يكن بينها وبين المتسابقين بمقدار ما كان تحدياً لذاتها لاستنهاض خبراتها من جديد. وتعتقد ريم أن من الضروري لكل مصمّم يودّ النجاح والتميّز، تقبّل النقد بصدر رحب وابتسامة، وعدم اعتبار النقد شخصيّاً، فذلك بلا شك يساعده على تطوير نفسه وإمكاناته. وتؤكد ريم أن البرنامج ساعدها على اكتشاف نفسها من جديد، مما زادها جرأةً في تصميم مجموعتها الخاصة التي تعمل عليها حالياً في بيروت.