حسين فهمي: تبتُ عن الزواج ولست مؤمناً بفكرة الاعتزال

سهير عبدالحميد (القاهرة) 20 يناير 2018

يعتبر الفنان حسين فهمي 2017 عاماً مميزاً بالنسبة إليه، حيث كرّمه مهرجان الإسكندرية عن مشواره الحافل، وبعدها تولى رئاسة لجنة تحكيم المسابقة الدولية لمهرجان القاهرة، والذي هو بمثابة بيته كما يصفه دائماً، وعلى صعيد الأعمال الفنية تعاقد على ثلاثة مسلسلات.
في هذا الحوار، يتحدث فهمي عن رأيه في قضايا متعددة بين فنه وحياته، ويكشف عن الشيء الذي يحزنه، علاقته بأولاده وأحفاده، حقيقة زواجه، ولماذا يرفض مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة الى أسباب خلافه مع يوسف شاهين، وما إذا كان يخفي سراً عن موت سعاد حسني، واعترافات أخرى جريئة.


- حالة نشاط فني وعودة قوية الى الدراما من خلال ثلاثة مسلسلات، فهل قصدت ذلك؟
الموضوع كله قائم على الصدفة، حيث تعاقدت في البداية على مسلسل «السر»، وهو عمل من 60 حلقة، وللمناسبة هو تجربتي الأولى في هذه النوعية. ثم تلقيت عرضاً لمسلسل «خط ساخن» مع شركة الجابري، تلاه عرض مسلسل «بالحب هنعدي» مع الفنانة سميرة أحمد، وهو عودة قوية لنا، بعد مسلسل «يا ورد مين يشتريك».

- تخوض للمرة الأولى تجربة الحلقات الطويلة من خلال مسلسل «السر»، كيف ترى هذه التجربة وتقديم مسلسلات خارج رمضان؟
هي بالتأكيد أمر إيجابي وطالبنا به كثيراً، حتى نحل أزمة تكدّس المسلسلات في رمضان، والتي يُظلم الكثير منها ولا يأخذ حقه في العرض، وعلى مستوى العالم هو موجود منذ سنوات، وتصل حلقات المسلسل الواحد إلى 300 حلقة، والهدف منها هو ملء ساعات العرض التلفزيوني.

- وما الذي جذبك الى مسلسل «السر»؟
أسباب عدة، أولّها، عدم تقديمي نوعية المسلسلات الطويلة من قبل، والثاني فكرة المسلسل التي تناقش موضوعاً مهماً، وهو أن كل إنسان لديه مجموعة من الأسرار في حياته تتحكم في كل تصرفاته وعلاقاته بالآخرين.
ويضم المسلسل مجموعة كبيرة من الفنانين، منهم نضال الشافعي ومايا نصري ووفاء عامر، وهو من إخراج محمد حمدي وتأليف حسام موسى.

- ومتى سيتم عرضه على القنوات الفضائية؟
هذا الأمر في يد المنتج محمد فوزي، كونه يخضع لظروف العرض والطلب.

- تعاقدت على مسلسل آخر وهو «خط ساخن»، ما طبيعة دورك فيه؟
لا أستطيع الإفصاح عن دوري، لأنه جديد تماماً، لكن كل ما أستطيع قوله إنه يناقش قضية مهمة، ليس على مستوى مصر فقط، لكن على مستوى العالم العربي، وهي مشكلة تجارة الأعضاء وسرقتها، بخاصة في الدول التي تعاني من نيران الحروب، فعالمنا العربي قاسى ويلات الحرب، وهذه الأزمة منتشرة جداً بين اللاجئين بمختلف جنسياتهم.

- تعود الى التعاون مجدداً مع شركة الجابري في «خط ساخن»، حدّثنا عن هذا التعاون؟
شركة الجابري عريقة ولها تاريخ في الإنتاج، وسبق أن قدمت معها مسلسل «حافة الغضب»، وأعتقد أن وجودها في عملية الإنتاج الدرامي مهم.

- تتعاون مع الفنانة سلاف فواخرجي للمرة الأولى، كيف ترى هذا التعاون؟
سلاف ممثلة قوية ولها نجاحات كثيرة، وتعاوني معها يسعدني.

- يضم «خط ساخن» فنانين من سوريا وتونس، كما أن مؤلفته مغربية، هل نعتبر هذا العمل جامعة عربية فنية؟
يضحك قائلاً: هو بالفعل كذلك، ولا أعتقد أن تعدد جنسيات فريق العمل أمر سلبي، بل إيجابي جداً، ولطالما كانت مصر جاذبة للفنانين العرب.

- وهل سيُعرض المسلسل في رمضان؟
بالفعل، سيكون مشاركاً في الموسم الرمضاني 2018.

- تكرر تعاونك للمرة الثانية مع الفنان نضال الشافعي في «خط ساخن» بعد مسلسل «السر»، فهل نعتبر هذا مشروعاً لثنائي فني؟
الصدفة هي التي جمعتني بنضال للمرة الثانية، وهو ممثل شاطر، وبيننا كيمياء، وهذا الأمر يذكّرني بثنائي إسماعيل ياسين والشاويش عطية، لكن ليس بالشكل نفسه، وطالما هناك موضوعات جيدة تقدمنا معاً بشكل لا يملّ منه الجمهور، فما المانع؟!

- وكيف جاءت مشاركتك في مسلسل «بالحب هنعدّي»؟
رشحتني له الفنانة سميرة أحمد، وهو مختلف تماماً عن تجربتي معها في «يا ورد مين يشتريك»، فدوري فيه بعيد من الرومانسية، إذ أقدّم شخصية خفيفة الظل، وأنا أحب هذه النوعية من الأدوار، علاوة على أنني لا أستطيع أن أرفض عرضاً لسميرة أحمد.

- تردد أخيراً تقديمك أجزاء جديدة من مسلسل «يا رجال العالم أتحدوا»، ما حقيقة هذا الأمر؟
أتمنى ذلك، وهناك جلسات جمعتني أخيراً بالمؤلف عاطف بشاي بخصوص هذا الأمر، لكن لم نتحدث مع بطلة العمل إسعاد يونس، كما طلبت منه كتابة عمل كوميدي على غرار هذا العمل، إذ يحضرني موقف في هذا الأمر بعد عرض «يا رجال العالم اتحدوا»، حيث قابلت رجلاً وسألني عن اسم جمعية «يا رجال العالم اتحدوا» حتى ينضم إليها، وكان يظن أن هناك جمعية بهذا الاسم فعلاً، وأعتبر هذا نجاحاً للعمل وتجاوباً من الجمهور معه.

- ما أهم الأعمال الدرامية التي لفتت انتباهك في الفترة الأخيرة؟
هناك أكثر من عمل، لكن استوقفني مسلسل «الجماعة 2» للكاتب الكبير وحيد حامد، واستمتعت به وبأداء أبطاله كثيراً، بخاصة الفنان محمد فهيم الذي جسد شخصية سيد قطب.

- لكن العمل تعرض لهجوم من جانب بعض التيارات!
طبعاً هوجم لأنه كشف حقائق، وأتمنى أن نقدم أعمالاً درامية بالفكر نفسه الذي كتب به وحيد حامد، ولا نهرب من الحقائق، وتكون هناك ديموقراطية في التعامل مع هذه الأعمال.

- ننتقل الى السينما، لماذا أنت بعيد من شاشتها منذ سنوات؟
يرد بتعجّب: وهل هناك سينما؟! فنحن لم تعد لدينا صناعة، وكتابة الأدوار أصبحت تقتصر على سنّ تُراوح بين 18 و28 عاماً، أما النجوم الكبار فلا أعمال تكتب لهم وتناسب تاريخهم الفني، على عكس هوليوود، حيث كلما تقدم النجم في العمر يزداد بريقه السينمائي، وتُكتب له أفلام تحمل اسمه، وتشارك في مهرجانات عالمية، وتحصد جوائز.
وبالنسبة إليّ، لست في حاجة الى تقديم عمل لمجرد إثبات وجودي، فإذا لم أجد العمل الذي يناسبني سأغيب عن السينما، فوجودي في عمل لا يُقاس بمساحة الدور، بدليل أنني قدمت مشهداً في فيلم «مافيا»، وحتى الآن ما زال الجمهور يحدّثني عنه.

- لماذا لا تنتج أفلاماً لك مثلما كان يفعل «ملك الترسو» فريد شوقي، الذي ظل ينتج حتى آخر يوم في عمره؟
أنا كسول جداً في موضوع الإنتاج، كما أن الزمن تغيّر، علاوة على أن الفنان الكبير فريد شوقي كانت له منطقته التي لم يستطع أحد الاقتراب منها أو يقلدّه فيها.

- ما آخر فيلم شاهدته في السينما؟
للأسف، لم أذهب الى السينما منذ وقت طويل، بسبب انشغالاتي، لكن عندما أسافر أكون حريصاً على متابعة الجديد في السينما العالمية، وآخر فيلم شاهدته كان «American Made» لتوم كروز.

- لماذا تهاجم الرقابة على المصنّفات الفنية كثيراً؟
أنا ضد وجود الرقابة، وأعتبرها إهانة للفنان، فالرقيب الحقيقي هو ضمير الفنان، ويحل مكانها ميثاق شرف تتابعه نقابة الممثلين لمحاسبة المخطئ، وهذا هو المعمول به في كل العالم وفي أميركا، فمثلاً عندما تخطئ شركة ما، لا تُدعى الى حفل الأوسكار، وتُعرض أفلامها في مواسم سيئة وهكذا... لكن أن يحذف موظف مشهداً من فيلم، فهذا أمر مرفوض تماماً.

- رغم تقديم شركة السُبكي أفلاماً كبيرة وناجحة، إلا أنها ما زالت تتعرض لهجوم شديد، كيف ترى هذا الأمر؟
«اللي مش عاجبه أفلام السبكي ميدخلهاش»، فعلى مستوى العالم هناك نوعيات لأفلام a,b,c، ولكل نوعية جمهورها، و»السبكية» يقدمون النوعيات الثلاث، ولم يخترعوا الأفلام الشعبية، وهم يدركون تماماً متطلبات السوق.

- كيف تمردت على وسامتك في تنوع الأدوار التي قدمتها عبر مشوارك السينمائي؟
منذ دخولي مجال الفن، لم ألتفت الى موضوع الوسامة، وكان هدفي أن أقدم شخصيات متنوعة، والمخرجون لم يحصروني في أدوار النجم الوسيم فقط، فمثلاً قدمت في البدايات «دلال المصرية» و«نار الشوق»، وبعدهما قدمت «الإخوة الأعداء» ثم «الشياطين» و«دعوني أنتقم» و«العار»، وغيرها من الأفلام، ولحسن حظي أنني تعاونت مع مخرجين كبار، مثل حسن الإمام وحسام الدين مصطفى وشريف عرفة ويوسف شاهين.

- كان ليوسف شاهين وقع خاص على حياتك، حدثنا عن علاقتك به؟
«جو» كان بالنسبة إليّ أستاذاً وليس مخرجاً أعمل معه، فقد كان يتعامل معي كصديق، ودائماً ما كنت أنتهز فرصة مشاركتي معه وأتعلم تفاصيل فنية، وهذا لم يكن يمنع حصول سوء تفاهم بيننا، فمثلاً في فيلم «العصفور» اختلفت معه، لأنني لم أكن فاهماً ماذا يريد، لكن يظل شاهين صاحب بصمة على المستويين العربي والعالمي.

- هناك أفلام كثيرة في سينما يوسف شاهين قد لا يفهمها الجمهور العادي، فما تعليقك؟
يضحك قائلاً: سر عدم فهم الكثيرين، سواء كانوا جمهوراً أو فنانين، لبعض أفلام يوسف شاهين، يكمن في اتجاهه الى كتابة أفلامه بنفسه، وهو ما يُعرف بظاهرة «المخرج - المؤلف»، حيث يحدث تداخل بين كونه مخرج العمل ومؤلفه، بدليل أن أفلاماً مثل «الناصر صلاح الدين» و»الأرض»، والتي كتبها له مؤلفون آخرون، كانت ناجحة جداً وحققت نجاحاً جماهيرياً ونقدياً كبيراً.

- ما زال موت سعاد حسني لغزاً كبيراً، فهل تحتفظ بسر في هذه القضية؟
ليست لديَّ أسرار عن موت سعاد حسني، وكل ما في الأمر أن علاقة صداقة جمعتني بها، وكرّمتها في مهرجان القاهرة، لكن بسبب ظروفها الصحية لم تحضر، فأرسلتْ رسالة صوتية لكي أذيعها في المهرجان، وبسبب طول مدة الرسالة التي تجاوزت 25 دقيقة، لم أستطع أن أذيعها كاملة، واضطررت لاختصارها، ومن هنا قامت الدنيا عليَّ ولم تقعد، وأشيع أنني أمتلك تسجيلاً عن حقيقة موتها، وللمناسبة التسجيل موجود بالكامل في التلفزيون المصري.

- سبق وصرحت بأن الشخصية المصرية مُهانة في الأعمال الفنية، ما الذي تقصده بالضبط؟
يتم إظهار الشخصية المصرية بشكل لا يليق بها، فمثلاً المرأة تظهر راقصة والرجل تاجر مخدرات وقوّاداً، وأتألم عندما يقابلني مصريون في الخارج ويشتكون من الصورة التي يظهر بها المصريون في الأفلام، لذلك لا بد من أن نغيّر فكرنا ولا نصدّر دائماً الصور السلبية عن بلدنا، في وقت أمامنا نقاط نور كثيرة يجب أن نتناولها، فلا تكون مصر هي العشوائيات فقط.

- هل استحوذ التلفزيون على تفكيرك أكثر من السينما والمسرح؟
فعلاً، والسبب أن الأدوار التي عرضت عليَّ في التلفزيون كانت جيدة ولا يمكن أن أرفضها، وشخصيات ثرية فنياً، أما المسرح فلم يعد له رونقه، وسبق وقدمت من خلاله أعمالاً ناجحة، مثل «أهلاً يا بكوات» و»«سحلب» و«كعب عالي»، ولا أريد أن أقدم عملاً دونها مستوىً، والآن معروض عليَّ نص للكاتب لينين الرملي للمسرح القومي، لكن لم أحسم قراري في شأنه بسبب ارتباطاتي الفنية.

- كيف ترى عودة المخرج خالد يوسف الى السينما بعد غياب سنوات خطفته فيها السياسة؟
أرى أن السينما كسبت خالد يوسف، لأنه إضافة إليها، والسياسة لم تضف إليه شيئاً.

- مناصب عدة رُشحت لها سابقاً، مثل وزارة الثقافة ونقابة المهن التمثيلية، لكن دائماً ما تجيب بالرفض، فما السبب؟
أنا إنسان حر، وأي منصب سيقيّدني، وفي مكاني مفيد أكثر، وأُعارض مشاركة الفنان في السياسة، لكن في الوقت نفسه لا بد من أن يكون له رأي واضح في كل شيء، حتى لو خسر جزءاً من جمهوره، وهذا حدث معي عندما قلت رأيي في جمال عبدالناصر مثلاً.

- ما الشخصية التي تتمنى تناول سيرتها الذاتية على الشاشة؟
الرئيس الأسبق محمد نجيب، فحياة هذا الرجل مليئة بالدراما ومحطات مغرية وتفاصيل ثرية تصلح لتقديمها في عمل فني.

- متى يعتزل حسين فهمي؟
فكرة الاعتزال ليست في قاموس حياتي، لأنني لا أؤمن بها، وحزنت كثيراً عندما قرر عدد من الفنانين الاعتزال، وقد يكونون على حق عندما لا يُحترم تاريخهم السينمائي.

- هل هناك قرارات شخصية ندمت عليها في ما يخص زيجاتك؟
لم أندم على أي قرار اتخذته في حياتي، لأنني عندما أتخذ قراراً ما تحيطه ظروف معينة قد تتغير بعد وقت، وبالتالي الندم هنا لن يغير شيئاً، وهناك نساء يظهرن على حقيقتهن بعد الزواج.

- هل علاقتك بأبنائك قائمة على الصداقة أم الأبوّة؟
لي ولد وبنتان، وتجمعني بهم علاقة صداقة مبنية على الصراحة، وعندما يخطئون كنت أعاقبهم بالحرمان من شيء يحبونه، مثل الحرمان من الخروج لكن ليس بالضرب، لأنه يُضعف شخصية الأبناء.

- وهل تتبع الأسلوب نفسه مع أحفادك؟
أحفادي هم أيضاً أصدقائي، وفكرة أنني جدّهم ملغاة تماماً من علاقتي بهم، لأننا نتعامل مع بعضنا البعض كأصحاب، ولا أحب أن ينادوني «جدّو» بل «حسين»، وهم يحبون الفن كهواية.

- لماذا يتشوّق الجمهور دائماً لرؤيتك مع شقيقك الفنان مصطفى فهمي؟
أعتقد أن السر في ذلك هو الإحساس بالعائلة ودفئها في علاقتي بمصطفى.

- لماذا ترفض الظهور على مواقع التواصل الاجتماعي؟
لأنه عالم وهمي افتراضي، وأنا إنسان يحب أن يعيش في الواقع.

- أخيراً، هل من الممكن أن تخوض تجربة الزواج ثانيةً؟
لا، لقد تبتُ عن الزواج، لكن في الوقت نفسه لا أستطيع العيش من دون حب، ويجب دائماً أن أحب وأكون محبوباً في الوقت نفسه.

                              
- قدمت تجارب عدة في مجال البرامج، كان آخرها «زمن»، فهل من الممكن أن تعود إليها في الفترة المقبلة؟
برنامج «زمن» نجح مع الناس، وأتمنى تقديم موسم جديد منه، وهناك دول عربية أريد أن أزورها، فمثلاً ذهبت الى العراق وقابلت الأيزيديين، ودول أخرى كثيرة، لكن هناك سوريا وليبيا والجزائر والسودان، أتمنى تقديم حلقات فيها. وبشكل عام، للبرنامج هدف ورسالة ثقافية وفكرية، وهما الفيصل في قبولي أو رفضي الفكرة. في المقابل، رفضت عدداً من البرامج التافهة التي ليس لها معنى.

- 2017هو عام التكريم بالنسبة إليك، حدّثنا عن تكريمك في مهرجان الإسكندرية؟
فعلاً، لقد كرّمني مهرجان الإسكندرية عن مشواري، وأنا أعتبر التكريم مهماً للفنان ويُشعره بأنه قدّم شيئاً في حياته، بخاصة عندما يكون من مهرجان بلده، ولا يزال أيضاً على قيد الحياة، فما فائدة التكريم بعد أن يرحل الفنان عن الدنيا؟ فللأسف معظم المهرجانات الفنية في مصر والعالم تكرّم الفنانين بعد أن يصبحوا ذكرى، لذلك أتمنى أن نبحث عن الفنانين الذين لهم تاريخ كبير ولم يحظوا بأي نوع من التكريم، ونكرّمهم.

- البعض رشّحك لرئاسة مهرجان القاهرة في الدورات المقبلة؟ ما رأيك؟
ردّ ضاحكاً: لا أعلم شيئاً عن هذا الأمر، ولم تعرض عليَّ أي جهة هذا المنصب، وفي حال تلقيت عرضاً لرئاسة مهرجان القاهرة فستكون هناك شروط أضعها لذلك، أولها الميزانية التي تناسب مهرجاناً مهماً وعريضاً مثل مهرجان القاهرة، ورأس المال القوي الذي يمثّل عامل جذب للمنتجين حتى يعرضوا أفلامهم، فكلما ارتفعت قيمة الجوائز كان المهرجان منطقة جذب لمنتج الفيلم وصنّاعه حتى يعرضوه في المهرجان، وللأسف قيمة الجائزة في مهرجان القاهرة ضعيفة مادياً، ولا تتجاوز الـ 100 ألف جنيه، في حين تصل في مهرجانات أخرى إلى 100 ألف دولار، وعندما كنت رئيساً للمهرجان كنت أحصل على رأس مال المهرجان من أصدقائي رجال الأعمال، الذين ربطتني بهم علاقة صداقة، ودعم الدولة كان وما زال ضعيفاً، وأعتقد أن هذه هي مشكلة المهرجان حتى يومنا هذا.