في معرضه الاستعادي: الفنان سمير فؤاد يتحاور مع الزمن في لوحاته المائيّة

طارق الطاهر (القاهرة) 18 فبراير 2018

يشهد متحف محمد محمود خليل وحرمه في القاهرة، معرضاً استثنائياً للفنان سمير فؤاد، صاحب الأعمال الفنية المتفردة بطريقتها ومغزاها، فهو من الفنانين القلائل المشغولين دائماً بالزمن، وكيفية التعبير عنه في حركته السريعة والمتلاحقة، وهو ما حقق له تميزاً وتفرداً لعالمه الفني، الذي كشف عن ملامحه من خلال معرضه الاستعادي الذي قدم من خلاله 60 عملاً متميزاً، ما بين بورتريهات وأعمال موسيقية.


الفنان سمير فؤاد يجيد في لوحاته- كما يعبر دائماً- «الحركة»، فأعماله تميل إلى إتقان هذه الفلسفة التي تقودنا إلى عوالمه المختلفة، والتي يريد الفنان أن يدخلها الزائر لمعرضه، عوالم إنسانية وحيوانية ونباتية، كلها تحمل الكثير من القيم الجمالية، فضلاً عن أن فؤاد هو أحد رواد التعبير بالألوان المائية، وقد أجاد عبر معارضه المختلفة منذ السبعينات، تقديم أعماله في إطار هذه الخامة، التي من النادر أن نجد من يستطيع أن يمسك بأسرارها، وأن يطوعها لرسوماته الفنية كافة، وفي مواضيع مختلفة سواء كانت بورتريهات أو أعمالاً موسيقية أو رقصاً.

الفنان سمير فؤاد من مواليد 1944، والفن لديه موهبة، إذ إنه خريج كلية الهندسة في جامعة القاهرة 1966، لكن عشقه للفن جعله يدرس في مرسم الفنان الراحل حسن سليمان في الفترة من 1979- 1972، ثم تلقى دراسات حرة في معهد كوالد يدال بإنكلترا من 1988 إلى 1989، وهو من الفنانين الذين يميلون إلى وضع عناوين لمعارضهم المختلفة، من ذلك: «شهرزاد ترقص»، «إيقاع الزمن»، «اللحظة»، «لحم»، «حنين»، «من الوطن للجنة»، و«مقامات».

وعن هذا المعرض، يقول الفنان إيهاب اللبان في الكتالوغ المهم الذي يرصد ملامح تجربة الفنان: «اهتم الفنان سمير فؤاد بتجسيد عامل الزمن، من خلال رسم لحظات متواترة سريعة وخاطفة، في محاولة التقاط التتابع الزمني للجسم المتحرك وتسجيله، واستمر أسلوبه الذي يركز على الطابع الحركي السوريالي، معتمداً على الألوان المائية التي تمكّن من معرفة أسرارها وتطويعها، فهي تعبر عن مفهومي الإيقاع والحركة المصاحبين لكل أعماله. كذلك، برع الفنان في استخدام ألوان الباستيل، والتي أولاها اهتماماً بالغاً، فالإنسان والحيوان والنبات وكذلك الجماد، عناصر أساسية تتحرك في محيط لوحاته بصيغة ديناميكية متواترة، توحي بالحركة وعدم الاستقرار، وتخلو في الوقت نفسه من الرتابة، معتمداً على لمسات فرشاة سريعة خاطفة متلاحقة مليئة بالإحساس، تحكي واقعاً درامياً عنيفاً يجسد لحظة زمنية خاطفة يقتنصها الفنان في لوحاته».

أما الدكتور خالد سرور، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، فيرصد انطباعاته أمام أعمال الفنان سمير فؤاد، قائلا: «تستدعيني أمام لوحات الفنان سمير فؤاد حالة من التأمل، مصدرها هذه الطاقة الروحية التي تنبعث من سطوحها، لعلني أجد نفسي في تماس مع مكنون هذا الطرح المتفرد للواقع المليء بخيالات وقناعات الفنان، الذي يمتلك عالماً جذاباً ينحاز في غالبية محطاته إلى المرأة التي تأتي بطلة الكثير من أعماله، سواء بصفتها معبراً عن قضاياها وهمومها واهتماماتها، أو رمزاً لإمكان تحميل صورة المرأة العديد من المعاني في الحياة الإنسانية».