"وادي الحيتان".. تراث عالمي في صحارى مصر

28 فبراير 2018

مصطفى محمود    

تزخر مصر بالكثير من المواقع الأثرية، التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين، إلا أنها تمتلك سبعة مواقع، أدرجتها منظمة "يونيسكو" ضمن التراث العالمي، ومنها محمية "وادي الحيتان" التي شهدت تحولت الحيتان من كائنات برية إلى بحرية.



فعلى بعد 150 كيلومتراً من العاصمة القاهرة، يقبع هذا الموقع الأثري، تحديداً داخل محمية "وادي الريان"، التابعة إدارياً لمحافظة الفيوم، وتغطي نحو 1789 كيلومتراً. وعثر في "وادي الحيتان"، الذي سجل موقعاً للتراث العالمي، عام 2005، على 10 هياكل كاملة، لحيتان كانت تعيش في تلك المنطقة، قبل ملايين السنين.    



ويشتهر "وادى الحيتان" الذي صنفته "يونيسكو"، أفضل مناطق التراث العالمي للهياكل العظمية للحيتان، بوجود حفريات كاملة لحيتان، كانت تعج بها المنطقة قبل 40 مليون سنة. كما يكتسب، أهمية كبرى، إذ أن الحفريات التي يشتمل عليها، عبارة عن هياكل متحجرة لحيتان بدائية، وأسنان سمك القرش، وحيوانات برية، فضلاً عن نباتات متحجرة داخل صخور لينة.


 ووفقاً لما ذكرته "يونسكو"، فإن وادي الحيتان، الواقع في صحراء مصر الغربيّة "يتضمن بقايا أحفوريّة متحجّرة نفيسة، لفصيلة الحيتان القديمة والمنقرضة اليوم، تمثّل إحدى أبرز محطات تطوّر الحيتان، من ثدييات بريّة إلى ثدييات بحريّة". كما يعد "أكبر مواقع العالم الشاهدة على هذه المرحلة من التطوّر، حيث يعكس طبيعة الحيتان وحياتها خلال فترة تحوّلها".
وترجع أهمية "وادى الحيتان"، كونه، بيئة طبيعية حاضنة للحيوانات المهددة بالإنقراض، مثل الغزال الأبيض، والغزال المصري، وثعلب الفنك، وثعلب الرمل، والذئب، والطيور المهاجرة النادرة، فضلاً عن مجموعة من النباتات البرية. وفقاً لما ذكرته وزارة الآثار المصرية.    


ويحتضن هذا الموقع في جنباته، أول متحف للحفريات وتغير المناخ في منطقة الشرق الأوسط، ويضم مقتنيات نادرة من حفريات يعود تاريخها إلى ملايين السنين، كما يمتاز بتصميمه المعماري المتماشي وطبيعة المنطقة، ما يسهم في إظهار كنوز وثروات مصر الطبيعية.    



ويستهدف المتحف الذي افتتح في 2016، زيادة الوعى بتغير المناخ، وتجنب الآثار السلبية على البيئة والناس، إضافة إلى تعريف الزوار بتاريخ الوادي، وكيف كانت أرضيته من قبل، كما يحكي مراحل تغيير الكرة الأرضية. وفقاً للهيئة العامة للاستعلامات.
ويعرض المتحف، حوت الـ"باسيلوسورس"، وهو أضخم حوت متحجر، إضافة إلى مجموعة فريدة من حفريات الفقريات التى تبين كيف تحول الوادي، من بحر إلى صحراء، نتيجة تغير المناخ. ويظهر هذا العرض، وللمرة الأولى، الأطراف الخلفية (أرجل) لهذا الحوت، ما يوفر الدليل القاطع على تطور الحيتان من كائنات أرضية تعيش على اليابسة إلى كائنات بحرية تعيش في مياه البحار والمحيطات.    



وتتميز منطقة "وادي الحيتان" بنظام بيئى فريد من حيث وجود الأراضي الرطبة والتراكيب الجيولوجية والعيون المائية والحفريات النادرة، منها "جبل جهنم" الذي يمثل قاع البحر القديم، والذي كان يذخر بثروات طبيعية في تلك الحقبة، فضلاً عن إحدى المناطق اليابسة، التي ظهرت فوق سطح المياه، ونقطة مصب أحد أفرع النيل القديم.