رحيل الناقد السينمائي علي أبو شادي... ترك وراءه ميراثاً ضخماً من الخبرات والمواقف والمؤلفات

طارق الطاهر (القاهرة) 18 مارس 2018

عن عمر يناهز الـ72 عاماً، فقدت الأوساط الثقافية والفنية المصرية الناقد السينمائي علي أبو شادي، الذي شغل العديد من المناصب المهمة والمؤثرة في دولاب وزارة الثقافة، فهو واحد من أبناء الثقافة الجماهيرية، حيث تدرّج في مناصبها المختلفة إلى أن عُيِّن مديراً عاماً للسينما فيها، قبل أن يعينه فاروق حسني، وزير الثقافة الأسبق، رئيساً للرقابة على المصنفات الفنية، ثم عاد في العام 2000 رئيساً لمجلس إدارة هيئة قصور الثقافة، إلا أنه لم يستمر سوى فترة قصيرة، إذ تم إبعاده بعد واقعة الروايات الثلاث التي أصدرتها الهيئة، حيث رأى البعض أن فيها خروجاً على الأخلاق، وإهداراً للمال العام، إلا أنه بعد شهور قليلة عاد مرة أخرى في منصب آخر، وهو المشرف على المركز القومي للسينما. وتوَّج أبو شادي مناصبه الرسمية بتولّيه أعلى منصب في وزارة الثقافة، وهو أمين عام المجلس الأعلى للثقافة. ورغم خروجه على المعاش، إلا أن الوزارة استفادت من خبراته في لجان عديدة خاصة بالنشر والسينما.

وفي مجال السينما الذي يعد أحد فرسانه، رأس أبو شادي المهرجان القومي للسينما المصرية لمدة 12 دورة متتالية من 1998 وحتى 2010، كما شارك في العديد من لجان التحكيم في المهرجانات السينمائية المصرية والعربية، وهو عضو في لجنة التحكيم الدولية للاتحاد الدولي للنقاد، كما تولى رئاسة تحرير مجلة السينما، وكذلك مجلة الثقافة الجديدة التي تصدر عن هيئة قصور الثقافة، وتهتم برصد الحركة الإبداعية والثقافية في مختلف أنحاء المحروسة، وله العديد من المؤلفات في مجال السينما، منها: «سحر السينما»، «كلاسيكيات السينما المصرية» في ثلاثة أجزاء، «السينما والسياسة»، «أفلامنا التسجيلية وجوائزها الدولية»، «لغة السينما»، «كمال الشناوي... شمس لا تغيب»، «وقائع السينما المصرية»، «خمسون فيلماً من كلاسيكيات السينما المصرية».

وقد نعته الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة المصرية بقولها: «إن الثقافة المصرية والعربية فقدت قامة كبيرة، فالراحل أحد الباحثين والنقاد في مجال السينما، الذين أثروا الحياة الثقافية وتركوا بصمات مؤثرة ستظل نبراساً في ذاكرة وتاريخ النقد السينمائي».

وقد غادر أبو شادي دنيانا، بينما يستعد مهرجان الإسماعيلية السينمائي في دورته التي ستنطلق في نيسان/أبريل المقبل، لتكريمه، وقد قررت إدارة المهرجان إعداد احتفالية كبرى تليق بعطائه وتاريخه الحافل.

أبو شادي من مواليد 1946، حصل على ليسانس الآداب من جامعة عين شمس 1966، ثم دبلوم الدراسات العليا من المعهد العالي للنقد الفني في أكاديمية الفنون 1975، وهو عضو في جمعية نقاد السينما المصريين 1972، وعضو في جماعة السينما الجديدة 1971.