فلسطينيات يرسمن الرعب على الوجوه والأجسام

16 مارس 2018

حسام بركات

جرح بليغ في اليد، وقطع غائر في الوجه، تسيل منه الدماء، وتقشعر له الأبدان، بحيث يظن كل من رآه أن صاحبه أقدم على الانتحار او تعرض لجريمة وحشية. ولكن هذا المشهد كان البداية للشابة الفلسطينية آلاء أبو مصطفى في مجال الخدع السينمائية، الأمر الذي دفعها الى تطوير هذه الموهبة والعمل على تنميتها ذاتيا.

ولأجل ذلك، لجأت آلاء الى القراءة أكثر، في هذا المجال، وشاهدت على "قنوات اليوتيوب" الكثيرمن المقاطع لهذا النوع من الفن، قبل أن تنطلق نحو التطبيق العملي.

وعلى الرغم من فشل محاولات التحاق آلاء أبو مصطفى بدورات تصقل هذه الموهبة، إلا أن ايمانها بأنها تستطيع فعل ذلك، دفعها للاستمرار في الطريق الطويل دون يأس أو ملل.

طالبة الصيدلية الفلسطينية الموهوبة، لم يمنعها شغفها العلمي في علوم الصحة والأدوية، من تطوير مهارات الرسم التي تمتلكها، واستطاعت في شهور قليلة أن تبرز اسمها في قطاع غزة كواحدة من أشهر من قام بهذا النوع من الرسومات، والذي يعرف باسم "فن الخدع السينمائية".        


ابداع وسط المعاناة

بعد ذلك توالت الأشكال التي رسمتها آلاء والتي تجعلك تعتقد أن ما تراه حقيقة، وليس مجرد خدعة، ومن غير الممكن أن يكون هذا المشهد (بأي حال) تمثيلية متقنة. واستخدمت آلاء في خدعها الألوان المائية، وصبغات الطعام والقطن وأدوات المكياج والغراء الأبيض.. وغيرها من المواد الأولية البسيطة.

واستطاعت من خلال استخدامها البارع للمواد، واهتمامها بأدق التفاصيل، محاكاة كبار صناع الخدع السينمائية على مستوى العالم.

هذا النوع من الفن وهذه الموهبة تعد غريبة على المجتمع الفلسطيني، وخاصة في قطاع غزة الذي يعاني على مختلف المستويات، غير أن هذا لم يثنِ آلاء عن رغبتها في التبحر في هذا المحيط العميق.  


هذا الفن لم يقتصر على آلاء وحدها (وإن كانت قد تفوقت فيه)، ولكن غزة المدينة "المحاصرة" انتجت المزيد من المواهب المنافسة في هذا المجال بالذات، رغم الحاجة لمواد خاصة، وهي مكلفة بالضرورة.

فتاة ثانية من غزة لم تتجاوز الثامنة عشرة من عمرها وتدعى نغم الكومي، انتجت هي الأخرى الكثير من "موديلات" المكياج السينمائي. ورغم عدم وجود اي جهة راغبة أو قادرة على رعاية هذا النوع من الفنون، عرفت غزة ولادة المزيد من المواهب، قبل أن يكتشف انتشار العدوى "أصلا" في نابلس وقلقيلية والخليل ومدن فلسطينية عديدة.

فتيات مثل ياسمين قوزح وسندس القدومي ورغد القواسمي.. وأخريات، يحلمن بالوصول إلى العالمية عبر هذا الفن المختلف. ولكن الكثير من المعوقات تقف في الطريق، وأهمها الاحتلال الاسرائيلي وانعدام الدعم الحكومي أو الخاص بسبب الأولويات الملحة التي تفرض نفسها على "آخر مجتمع يقبع تحت الاحتلال" ولا يزال.

نقلاً عن "شبكة حياة الاجتماعية"