بين زواج الحب وزواج المصلحة .. الأهل في حيرة

15 مارس 2018

إذا كان زواج المصلحة يحقق فوائد مادية للطرفين، وزواج الحب يضمن التناغم والعيش بسعادة، فان الأولياء يحتارون في اختيار الزواج الأصلح لأبنائهم، حيث ترى الكثير من العائلات أن الزواج لا تبنيه العلاقات العاطفية والمشاعر الرومانسية، وخاصة بالنسبة لبعض العائلات الفقيرة التي ترى أن مصلحة ابنائهم في الزواج الذي يضمن لهم مستقبلهم في ظل ظروف المعيشة القاسية،على الرغم من أن زواج المصلحة كثيرا ما ينعكس سلبا على الاستقرار الأسري ، كما أنه لا يستمر طويلا ويهتز بنيانه أمام أول عقبة يواجهها الزوجان.

ومع إن زواج المصلحة لا يدوم طويلا، فانه صار الأكثر انتشارا، حيث أفاد استطلاع للرأي أجراه معهد "باوليستا" في مدينة ساو باولو البرازيلية، وشكمل قرابة 3 آلاف رجل وامرأة من جنسيات مختلفة، بأن غالبية النساء والرجال (بنسبة بلغت 65 بالمئة) يعتقدون أن زواج المصلحة بدأ يتحول إلى سمة تميز القرن الحادي والعشرين. وأشار الاستطلاع ذاته إلى أن أكثر من 40 بالمئة من حالات الزواج تنتهي بمشاكل.

كريمة هادف

الجزائريون مع زواج المصلحة

وأشارت دراسة اجتماعية الى أن الجزائريين يفضلون زواج المصلحة على زواج الحب. وخلصت النتائج الى أن 65 في المئة من المستجوبين يستحسنون اختيار زواج المصلحة على زواج الحب، مقابل31 في المئة أيدوا زواج الحب، فيما صوت 4 في المئة فقط لصالح الزواج عن طريق الانترنيت الذي لا يزال الجزائريون يعتبرونه مستهجنا وغريبا عن العادات والتقاليد.

وأفادت الدراسة أنه في 52 في المئة من حالات زواج المصلحة المسجلة في البحث، كان الأولياء هم من اختاروا زوجة الابن، في حين انه في 22 في المئة من الحالات كان الأهل هم الذين يقتترحون البنت. واستنادا إلى المصدر نفسه فإن المجال الأسري هو الميدان الوحيد تقريبا للقاء شريك الحياة، حيث كشف 52 في المئة من الأشخاص الذين شملتهم الدراسة أنهم التقوا شريك حياتهم في المحيط العائلي، في الوقت الذي تلقى فيه القرارات المستقلة في الزواج الناجم عن الحب وحرية الاختيار كثيرا من الضغوط العائلية.

علماء الاجتماع يحذرون

ويحذر علماء الاجتماع من تنامي ظاهرة زواج المصلحة الذي فرضه مستوى المعيشة المتدني، فصار الكل يبحث عن الاستقرار المادي والذي غالبا ما ينتهي بانقضاء المصلحة، كما أن آثاره السلبية تبقى مرسومة في حياة الشريكين وان حققا مبتغاهما المادي.