كن حذراً ... الحزن سيقودك إلى الجنون أو الموت

19 مارس 2018

من منا لم يشعر يوماً بالحزن، وبرغبة كبيرة في الانزواء والبكاء الشديد، مرة بدافع ومرات بدون أسباب واضحة للحزن الذي يعتري صدورنا دون سابق إنذار؟
هدى أمين


ففي حياتنا اليومية، عددً من الأمور التي تكون دافعاً قوياً للحزن، كفقد عزيز بالموت أو رحيله بمحض إرادته، والفشل في الدراسة أو العمل، والمشاكل العائلية، وأحياناً أخرى تكون مشاكل بسيطة وليست بحاجة إلى كل ذلك الحزن الذي نشعر به.

وإلى الجانب النفسي للحزن، هناك الجانب العلمي، وهرمونات مسؤولية عن إصابتنا به، كهرمون "البروجيستون" الذي يسبب ارتفاعه في جسم النساء الشعور بالحزن والاكتئاب، وهرمون "الأدرينالين"، المسؤول عن القلق والتوتر، وبالتالي الاستسلام للحزن في ظل المشاعر السلبية التي يحس بها المرء.

في المقابل هناك هرمونات مسؤولة عن السعادة، كهرمون"السيريتونين" وهرمون "الميلاتونين"، الهرمون الأول يعد أحد الناقلات العصبية في المخ، ويوجد أيضاً في الجهاز الهضمي والصفائح الدموية، والهرمون الثاني يفرز بالليل، ويعتبر منظماً بيولوجياً للإنسان، ويوجد في الغدة النخامية أسفل الرأس، ويكون مسؤولاً عن الراحة النفسية والمزاج الجيد وهدوء الأعصاب.

وليس من العيب أن يشعر الإنسان بالحزن، لأنها حالة نفسية ترافقنا في حياتنا لكن بنسب معتدلة. غير انه لا  يجب أن نستغرق في مشاعر الحزن السلبية، لأن الأمور يمكن أن تتطور وتخلف أمراضاً مستعصية كمرض إدمان الحزن، وهو استسلام الإنسان لمشاعر الحزن، فيظل حزيناً دائماً حتى ولو لم تكن هناك أمور تستدعي تلك المشاعر السلبية.

ومن علامات ادمان الحزن الاستسلام والتفاعل القوي مع الأحداث السلبية في الحياة حتى ولو لم تكن تستحق، والرفض الشديد للتعاطي مع مشاعر الفرح، بالرغم من وجود أحداث مبهجة وإيجابية في حياة المصاب. وتحول نظرة المصاب من مشعة إلى سلبية، ما ينعكس على قراراته، وحتى على حواراته البسيطة مع أصدقائه، والشعور الدائم بالخمول وانعدام النشاط الجسدي، وبالتالي الدخول مباشرة في مرض الاكتئاب الذي ينتهي في حالة عدم علاجه بالجلسات النفسية أو العقاقير الطبية، بالموت أو التأثير على سلامة الصحة العقلية.

وهناك عدد من الإرشادات الطبية النفسية للخروج من حالة الحزن، كالتعامل بإيجابية مع المشاكل التي تواجهك في الحياة، وتجنب الاستسلام للمشاعر السلبية، والتعلق بالأمور التي تجعلك سعيداً ولو كانت بسيطة، والتوجه إلى طبيب نفسي لمساعدتك على التخلص من المشاعر السلبية، إذا وجدت نفسك غير قادر على مواجهتها لوحدك.


نقلاً عن "شبكة حياة الاجتماعية"