الذهب…من خاطف للنظر إلى علاج للعمى

19 مارس 2018

لطالما وصف الذهب بأنه يخطف الأنظار، كما أنه عنوان للثراء والزينة. لكن علماء صينيين، يسعون لتغيير هذه البديهيات. فالذهب اليوم يمكنه أن يُعيد البصر، ويُعالج أمراض العيون.
زياد الجابري

فمنذ مدة طويلة يعكف العلماء على دراسات وتجارب عدة، تهدف إلى إعادة البصر للمصابين بضعف النظر، ليأتي هذا العام وقد تحققت إنجازات عديدة في طريق الوصول للهدف المنشود، حيث تمكن الباحثون من إنتاج عيون بيونية، وعلاج مشاكل الشبكية، وكذلك إنتاج علاج وراثي لإعادة البصر، أعتمد من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية.

فريق بحثي في جامعتي "فودان" و"العلوم التقنية" الصينيتين، يسعى لإستخدام المعادن في علاج العمى، ونجح مؤخرا في إعادة البصر لفئران عمياء، بإستخدام مستقبلات ضوء من أسلاك نانوية، مصنوعة من الذهب والتيتانيوم. ووفقا للبحث المنشور في دورية "نيتشر كوميونيكيشنز"، قام الفريق بإجراء تعديلات وراثية في الفئران، حتى تلغي المستقبلات الطبيعية، ثم قام بزراعة المستقبلات الجديدة التي صنعها وتركها في عيون الفئران لمدة ثمانية أسابيع، وقام بتعريضها لأضواء خضراء وزرقاء وأشعة فوق البنفسجية، ومراقبتها، حيث وجد ان حدقات الفئران تتسع، ما يؤكد فاعلية المستقبلات الجديدة، كما لم يرصد الفريق أي أعراض جانبية.

غير أن هذه النتائج المبشرة، لم يحصل منها الباحثين على كل ما يسعون لمعرفته، حيث لم يستطيعوا قياس مدى رؤية الفئران لما أمامها ومدى الوضوح، وهو ما يشير إلى أن الفريق يحتاج المزيد من التطوير لهذا الإبتكار، ليحقق هدفه في إعادة البصر للبشر الذين يعانون من العمى، كما يفتح الباب أمام الباحثين الآخرين للمزيد من الدراسات في هذا المجال، وإمكانية إستخدام هذه التقنية في علاج العديد من الأمراض.

ويبدو المستقبل مبشرا لأكثر من 285 مليون نسمة، يعانون من ضعف البصر في العالم، منهم 39 مليون نسمة كُفت أبصارهم، حيث تشير الدراسات الجديدة أن الباحثين في طريقهم لإعادة البصر للملايين من الاشخاص.


نقلاً عن "شبكة حياة الاجتماعية"