عاصي الحلاني: صاحب الأغنية الضاربة لا يقارَن بفنان يملك أرشيفاً فنياً ضخماً

هنادي عيسى 28 أبريل 2018

من أكثر النجوم الذين حجزوا لأنفسهم مكانةً على كرسي المدرّب من خلال مشاركته في المواسم الأربعة من «ذافويس». عاصي الحلاني، فارس الأغنية العربية، يتحدّث لـ«لها» عن صيغة البرنامج الجديدة ودخول مدرّبين جدد إلى الموسم الجديد كما يُبدي رأيه بالتغيير ويوجه رسائل إلى زملائه في المواسم السابقة.


- مما لا شك فيه أن معظم مشاهدي برنامج «ذا فويس» لم يعجبهم التغيير الذي طاول لجنة التحكيم وتمنّوا لو تمّ الإبقاء على أعضائها السابقين، فما رأيك في ذلك؟
صيغة برنامج «ذا فويس» في كل أنحاء العالم تعتمد على تغيير أعضاء لجان التحكيم بين الحين والآخر، وأعتقد أن الفنانين المشاركين في اللجنة الحالية، وهم أحلام، إليسا ومحمد حماقي يملكون قاعدة جماهيرية عريضة، وعلى هذا الأساس تمّ اختيارهم ليكونوا أعضاء في لجنة تحكيم برنامج «ذا فويس».
وبالنسبة إليّ، لا بد من الاعتراف بأن الانسجام والتناغم كانا واضحين في ما بيننا. وأعرف جيداً أن الكثيرين أحبّوا اللجنة القديمة المؤلفة من كاظم الساهر، صابر الرباعي، شيرين عبدالوهاب وعاصي الحلاني. لكن التغيير الذي حدث أثار بلبلة على مواقع التواصل الاجتماعي، كما أن نسبة الذين أحبّوا أعضاء اللجنة الحالية كبيرة جداً.

- ربما من أحبّوا اللجنة الجديدة وتفاعلوا على مواقع التواصل الاجتماعي هم معجبو الفنانين المشاركين في لجنة التحكيم الحالية!
أودّ التحدّث عن أشخاص ألتقي بهم في كل أسفاري وتنقلاتي في الدول العربية، ولا علاقة لهم بمواقع التواصل الاجتماعي، أشخاص يؤكدون لي أنهم يتابعون البرنامج كل ليلة سبت، وتستهويهم كثيراً مشاهدته، ورغم ذلك أحترم كل الآراء.

- أداء اللجنة لم يكن محبّباً للبعض لناحية الصراخ والحركات التمثيلية المفتعلة التي تم تقليدها من البرامج الفكاهية...
لم ينتقدني أحد على أدائي، لكن إدارة البرنامج والمخرج هم الذين ينظّمون الأمور بين أعضاء اللجنة.

- أنت الوحيد الباقي من لجنة تحكيم البرنامج السابقة، لماذا قبلت الاستمرار عضواً في اللجنة الحالية في وقت رفض زملاؤك الآخرون ذلك؟
المسألة ليست أن إدارة محطة «أم بي سي» طلبت منهم البقاء وهم رفضوا، إنما لكل فنان ظروفه، وأنا لست مخوّلاً التحدّث بالإنابة عن غيري من الفنانين، وكل ما يمكنني قوله إن القيّمين على البرنامج تمنّوا عليّ البقاء في البرنامج الذي أحبّه وأعتبر نفسي جزءاً لا يتجزأ من نجاحه.

- حين تم تأجيل عرض «ذا فويس» واستبدال أحلام بنوال الكويتية وانطلق بعدها البثّ فجأة... كأعضاء لجنة تحكيم، هل كنتم تبلَّغون بما يحصل أم تعلمون بالقرارات من الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي؟
كأعضاء لجنة تحكيم، لم نتدخل في تفاصيل تأخير العرض أو استبدال أحد أعضاء لجنة التحكيم بآخر، فهذه قرارات إدارية ولا شأن لنا بها.
لكن قبل انتهاء برنامج «ذا فويس كيدز» بأسبوع، أبلغونا بموعد بدء عرض «ذا فويس» بموسمه الرابع على شاشة «أم بي سي»، علماً أنه كان مقرراً عرض «ذا فويس» قبل «ذا فويس كيدز»، لكن حصلت بعض المشاكل، وكما أسلفت لم أخض في تفاصيلها.

- من الواضح أن استراتيجيتك في انتقاء الأصوات اختلفت هذا الموسم وأصبحتَ أكثر تريّثاً إذ كنت الأسرع سابقاً في إدارة الكرسي، هل غيّرتَ خطّتك أم الخبرة تلعب دوراً في ذلك؟
هي ليست خطة متّبعة، وإنما الخبرة حتّمت عليّ ذلك، فبعض الأصوات تبدو جميلة في المراحل الأولى من الغناء، لكن مع الاستمرار في الغناء يضعف الأداء، لذا حاولت في هذا الموسم أن اختار فريقاً متكاملاً يضمّ أنماطاً غنائية وأصواتاً متنوعة وينافس على اللقب بقوة.

- هل بدأت الإعداد لألبومك الجديد؟
بدأت منذ فترة الإعداد لألبومي الجديد لأن التحضير له يستغرق وقتاً طويلاً، لكنني قبل أن أصدره، كنت قد طرحت وبالتعاون مع شركة «روتانا» أغنية منفردة بعنوان «بحبك جنون» وصوّرتها مع المخرج حسن غدّار. كما أطلقت أغنية بعنوان «نسايم الحرية»، وهي خاصة بمصر، وأهديتها للشعب المصري الذي أُحبّه وأحترمه.

- أولادك اليوم معروفون جداً ومتابعين على السوشيال ميديا، فهل يحبّون الشهرة؟
جميع أبناء الفنانين ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، وليس أولادي وحدهم، وهذا أمر طبيعي في عصر التكنولوجيا الحديثة. و«الوليد» يهوى العزف على العود بحكم تعلّمه دروساً في الموسيقى في المدرسة كباقي الأولادأما ماريتا فهي فنانة ودانا ناشطة جداً في أمور تتعلّق بالموضة والسفر.

- يقال إن زوجتك كوليت هي التي تدير شؤونك الفنية، فهل هذا صحيح؟
هذا الكلام لا أساس له من الصحة، لأنني أتعاون مع فريق عمل كامل متكامل، ولكل فرد منه اختصاصه، سواء في السوشيال ميديا أو الإعلام أو الحفلات أو التسويق... لكن بما أن كوليت هي شريكة حياتي، فمن الطبيعي أن يكون لها رأيها في أمور العائلة اليومية والفنية، وهذا ليس عيباً، لكن الاختيارات الفنية تخصّني وحدي من الألف إلى الياء.

- منذ سنوات والأغنية «الضاربة» غائبة عن الساحة الغنائية اللبنانية، فما السبب في رأيك؟
يُعتبر نجاح أي أغنية وانتشارها الواسع «ضربة حظ» لا تحصل إلا نادراً. وفي رأيي، على الفنان أن يقدّم أغنية جميلة كلاماً ولحناً لترسخ في أذهان الناس، فهذا أفضل بكثير من تقديم أغنية تكتسح الساحة الفنية لفترة قصيرة ومن ثم يزول صداها بسرعة. في النهاية، لا يمكننا معرفة الأسباب التي حالت دون ظهور أغنية لبنانية «ضاربة»، وكفنانين لو كنا نعلم فعلاً من هو ملحن هذه الأغنية وشاعرها لتضاعف أجرهما وأصبح مليون دولار وليس عشرة آلاف دولار أميركي كجري العادة.

- بعدما أصدرتَ أغنية «بيكفي إنك لبناني»، لم نعد نسمع لك أغنية تضاهيها شهرةً، لماذا؟
كما ذكرت، أنا لا ألهث وراء تقديم الأغنيات «الضاربة»... هذا من دون التقليل من شأن من يؤدّيها، فعندي قناعة راسخة بأن العمل الناجح هو فقط الذي تكون ألحانه راقية وكلماته جميلة ومؤثرة.

- يقال إننا نعيش في عصر الأغنية الناجحة وليس عصر النجم الأوحد، أي أن النجومية باتت تُنسب الى الأغنية وليس إلى من يؤديها، فهل تؤيد هذا الرأي؟
وهل يمكن صاحب هذه الأغنية «الضاربة» أن يقارن نفسه بالفنان ذي الأرشيف الفني العظيم؟ هذا الكلام غير منطقي، لأن صاحب الأغنية «الضاربة» إذا لم يقدّم أغنية ثانية ناجحة ستتبدّد شهرته وتنطفئ، والبراهين على ذلك كثيرة.

- إذا عدنا للحديث عن برامج الهواة، ألا ترى أن كثرة هذه البرامج والمواهب التي تتخرّج فيها قد أثّرت سلباً في الساحة الغنائية، علماً أن بعض المواهب تمتلك أصواتاً جميلة لا تلبث أن تنطفئ عقب انتهاء البرنامج...
من البدهي أن تعتبر كل موهبة تطل في أحد برامج الهواة أنها حظيت بفرصة نادرة، لكن الاستمرارية تحتاج الى الجهد والتعب، لأن النجومية الحقيقية لا تتحقق بين ليلة وضحاها. فالنجم الحقيقي هو الذي يبذل مجهوداً ويستمر في تقديم الأغنيات الناجحة الجميلة. لكن كما قلت، برامج الهواة هي فرصة ذهبية يغتنمها المشترك ليطل على جمهور كبير في العالم العربي من خلال شاشات التلفزة.
حين ظهرت أنا في برنامج «ستديو الفن»، لم يكن هناك إلا محطة تلفزيونية واحدة، وكنا نسعى للانتشار من خلال السفر إلى سوريا والأردن ومصر وغيرها من الدول، أما اليوم فالأمور باتت أسهل، لكن النجاح يحتاج الى المثابرة.
أذكر أنني نجحت في لبنان في العام 1988 يوم تخرّجت في «استديو الفن»، إلا أنني وصلت الى مصر في العام 1994. بينما اليوم يطل المشترك في «ذا فويس» مثلاً، وفي اليوم التالي الناس جميعاً يتحدّثون عنه.

- بالنسبة إلى «ستديو الفن»، كانت هناك إدارة بإشراف المخرج سيمون أسمر تهتم بالمشتركين، بينما خرّيجو برامج الهواة اليوم ما إن ينتهي البرنامج حتى يُتركوا لمصيرهم!
عملتُ تحت إشراف هذه الإدارة لمدة سنتين، لكنني في الوقت نفسه كنت أبحث عن أغنيات جميلة لوحدي ومن دون مساعدة مكتب «ستديو الفن» إذ لم أكن أتّكل على المخرج سيمون أسمر ليشتري لي أغنية... وعندما قصدت الملحن سمير صفير وغيره من الملحنين واخترت أجمل ما عندهم من ألحان، لم يساعدني أحد في عملية الانتقاء، وهذا بخلاف ما يحدث اليوم، إذ ليس مطلوباً منا كأعضاء في لجان تحكيم برامج المواهب تقديم أي شيء للمشتركين، فهناك إدارة محطة أو شركة إنتاج تشرف عليهم، علماً أن كل الذين مرّوا في فريقي منذ أربع سنوات إلى اليوم يطلبون نصائحي في اختياراتهم ويعملون بها.