بيكاسو وسيسلي وشاغال...

سيسلي, معارض, متحف غاليريا بورغيزي, شاغال, بيكاسو

12 أغسطس 2009

في مبادرة أولى من نوعها في لبنان استضاف غاليري «بياس أونيك» أكثر من ٤٠ لوحة ومنحوتة فنية واردة من صالة «أوبرا غاليري» العالمية لكبار الرسامين والفنانين التشكيليين الذين يختلفون في أزمنتهم وأمكنتهم ومدارسهم وأمزجتهم، وإنما تجمعهم الموهبة الكبيرة التي تستحق فعلاً أن يراها كلّ محبّي هذا الفن أينما كانوا. فالمعرض لم يُقدّم ثيمة معينة وإنما ارتأى التنويع ثيمته الرئيسة، إذ لاحظ قاصد هذا المعرض التميّز الذي يحتويه ما إن يصل إلى مدخل الصالة التي يُزينها تمثال Blue Dog ذو الألوان الملفتة والذي يجمع بين البوب آرت والمدرسة التكعيبية للبرازيلي روميرو بريتو، ومن ثم تزيد الدهشة عندما يقع نظرك على حصان أسود كبير مصنوع من إطار السيارات للكوري المعروف في صنعه لأجمل الإبداعات من الإطارات يي يونغ هو.

ومن اللوحات المدهشة أيضاً تلك المصنوعة من لوحات السيارات للتشكيلي كاليش والتي تحمل عنواناً بطل اللوحة Humphrey Bogart. ومن شدّة تأثير هذه اللوحات والرسوم والتماثيل في نفس زائر معرض «أوبرا غاليري توقظ إحساسك في بيروت»، يحتار الواحد منّا عند أي منحوتة يقف وأي لوحة يتأمّل، ولكن تبقى لوحة «مارلين مونرو» الزيتية للفنان التشكيلي الصيني زهو يانغشاو المُلفتة بحجمها الكبير وألوانها المزركشة ونَفسها الخاص هي الأكثر جاذبية لأنها تُمكننا من رؤية مارلين في وضعية جديدة ونظرة مختلفة، إضافة إلى أنها تُمثّل أسلوباً مختلفاً في طريقة رسم الخطوط ومزج الألوان. كما أنّ هناك لوحتين تعرضان أم كلثوم في عين الشرق والغرب، فالأولى «كوكب الشرق» تعود للتشكيلي السويسري من أصل يوناني ستيليو ديامانتوبولوس الذي رسمها بألوان الأكريليك والثانية زيتية تحت عنوان «أم كلثوم» للبحريني جمال عبد الرحيم.

وإلى جانب كلّ هذه الإبداعات المنثورة داخل الصالة شمالاً ويميناً وفي وسطها، إلاّ أنّ الحائطين المتقابلين في آخر الصالة بقيا الأكثر إثارة لأنهما احتويا على أغلى لوحات المعرض وأصغرها حجماً وأشهرها على الإطلاق. ومن بينها لوحة زيتية لأحد أهم رسّامي المدرسة الإنطباعية ألفرد سيسلي «على طول الغابة ذات خريف» (١٨٨٥) وبلغت قيمتها مليوناً ونصف مليون دولار أميركي، ومن ثم تأتي لوحة «المحارب» لمعلّم المدرسة التكعيبية بيكاسو، واللوحة المصنوعة بألوان الباستيل والرصاص لفرناندو بوتيرو «الصبي على الحصان»، و«القرصان» لشاغال.