فن الكاريكاتير واحد من أهم الفنون التي لها عشاقها ومحبوها في العالم أجمع، فهو يجذب ليس فقط المهتمين بالفنون، بل المواطن العادي الذي يرى فيه نبض الحياة وانعكاساً لما يشعر به تجاه الأحداث السياسية والاجتماعية والرياضية التي يمر بها، إذ إنه تعبير صادق بالصورة والكلمات عن مشاكله.
من هنا، يحظى فن الكاريكاتير بجماهيرية كبيرة، وأصبح رموزه من المشاهير في عالم الفن التشكيلي، لا سيما أنه يحتل صفحات ومساحات في الصحف والمجلات.

وفي القاهرة، اجتمع ما يقرب من 350 فناناً من 168 دولة عربية وأجنبية، ليقدموا من خلال الدورة الخامسة للملتقى الدولي للكاريكاتير، أحدث أعمالهم التي دارت حول الرياضة ورموزها، بخاصة كرة القدم، وذلك لمناسبة قرب انطلاق مباريات كأس العالم - حزيران (يونيو) 2018 في روسيا. فقد عبّر هؤلاء الفنانون برسوماتهم وكلماتهم القصيرة، عن القيم الأساسية للرياضة، التي تخلق مساحات من الحوار والتفاهم والتنافس الشريف، كما كان للبطل المصري محمد صلاح، لاعب ليفربول الإنكليزي، نصيب الأسد من الأعمال المقدمة لهذا الملتقى، لا سيما لدى الفنانين المصريين.

وكرّم الملتقى في هذه الدورة، أربعة فنانين لهم مشوارهم الطويل مع هذا الفن، الذي بزغ وانتشر وازدهر في الصحف والمجلات، فجاء التكريم الأول للفنان محمد عفت، الذي يرأس الفرع المصري لاتحاد منظمات رسامي الكاريكاتير، وسبق أن شارك في العديد من المعارض المصرية والدولية، وحصل على الكثير من الجوائز، منها: الجائزة الذهبية من بينالي أنقرة في تركيا، والميدالية البرونزية من مدينة تايجون في كوريا الجنوبية، وله رسوماته في العديد من الصحف والمجلات، مثل جريدة الأخبار المصرية ومجلة نصف الدنيا وجريدة أخبار الأدب.
أما ثاني المكرمين فهو الفنان ياسر جعيصة، الحاصل على بكالوريوس الفنون الجميلة قسم الغرافيك شعبة الرسوم المتحركة 1993، وهو عضو الاتحاد الأوروبي لرسامي الكاريكاتير، ومؤسس سمبوزيوم سهل حشيش للفن التشكيلي في الغردقة، وتتميز أعماله بالتركيز على الوجه البشري بانفعالاته المختلفة.

كذلك، كرّم الملتقى الفنان حسن الفداوي، نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية للكاريكاتير، وهو عضو متحف الكاريكاتير في سان فرانسيسكو، كما أنه درس الوسائط المتعددة في أميركا، وله العديد من الأبحاث حول فن الكاريكاتير المصري والعربي.
وآخر المكرمين كان الفنان شريف عليش، الذي له العديد من الرسومات في مجلات صباح الخير، روز اليوسف، والأهرام الرياضي، وشارك في الكثير من المعارض المحلية والدولية، واختار أن يشارك في هذا الملتقى بكاريكاتير عن كرة القدم، التي تجمع الشعوب حولها بأعلامها ولغاتها وعاداتها وتقاليدها المختلفة، كما قدم رسماً للاعب محمد صلاح وهو يحاور كرة القدم التي تمد يدها له، في دلالة على لغة التفاهم والتقدير بين اللاعب والكرة، التي تطيعه في الكثير من الأحوال.

ومن الدول التي شاركت في هذا الملتقى: بلجيكا، أوكرانيا، بيرو، البرازيل، روسيا، الهند، كرواتيا، السعودية، الكويت، الصين، إندونيسيا، الأردن، البحرين، تونس، المغرب الإمارات... فضلاً عن الدولة المضيفة مصر.

 وقال الفنان فوزي مرسي، قوميسير عام الملتقى: "هذا العام نحتفل بالدورة الخامسة من الملتقى الدولي للكاريكاتير، إذ أصبح من أهم الأحداث في منطقة الشرق الأوسط في ما يخص فن الكاريكاتير، ويحرص فنانو الكاريكاتير من مختلف دول العالم على المشاركة فيه وحضور فعالياته، فقد حققت الدورات الأربع السابقة للملتقى نجاحاً مبهراً، واستطاعت زرع الأمل في نفوس المبدعين والموهوبين وعشاق هذا الفن، وكان الحصاد مثمراً، ولم يأت هذا النجاح من فراغ، فقد كانت لوحات الفنانين ورسوماتهم دليلاً على تقدّم هذا الفن ومدى قدرته على جذب الرواد لمتابعته والتفاعل معه.

ورأى الفنان الدكتور خالد سرور، رئيس قطاع الفنون التشكيلية – الجهة الراعية لهذا الملتقى– "أن لفن الكاريكاتير وقعه الخاص على النفس، كونه ارتبط بهموم وقضايا إنسانية، تقدَّم للجمهور في قوالب سلسة ساخرة، وهذا الإطار جعله من الفنون القليلة ذات البعد الجماهيري، فالكاريكاتير يحظى باهتمام مختلف الشرائح المجتمعية والعمرية، كما أن لغته البصرية مفهومة لجميع أطياف الكرة الأرضية وأجناسها".