كيف أتعاطى مع طفلي المشاغب؟

جولي صليبا 26 أغسطس 2018

المشاغَبة صفة طبيعية لدى الأطفال المولعين باكتشاف العالم المحيط بهم، والراغبين في جمع المعلومات بشتّى الوسائل من دون أية حدود لطرق اكتشافاتهم. لذا، يواجه الأهل صعوبة في التعامل مع أطفالهم المشاغبين، وتفشل كل وسائل التواصل معهم. إلا أنه ولحسن الحظ هناك العديد من الوسائل التي تسهّل على الوالدين التعامل مع طفلهم المشاغب...

يخلط معظم الأهل بين المشاغَبة وفرط الحركة. لكن في أغلب الأحيان، يترافق فرط الحركة مع تدنّي مستوى التركيز والانتباه لدى الطفل، فيظهر ذلك من خلال تدنّي المستوى التعليمي للطفل رغم ذكائه وقدرته على الاستيعاب. يمكن معالجة فرط الحركة من خلال المتابعة مع الاختصاصيين. أمّا المشاغَبة فتتمثل في تخريب الطفل لألعابه وأغراض المنزل، أو إيذاء إخوته وما شابه... وهذه أمور طبيعية تحدث مع جميع الأطفال في عمر السنتين، وتعتبر مرحلة من مراحل تطوّر الطفل ونموه.

التمييز بين المسموح والممنوع

على الأهل تحديد أسلوب واضح للتعامل مع أطفالهم، وتحديد القواعد التي تفصّل ما هو مسموح وما هو ممنوع. وغني عن القول طبعاً إنه يجدر بالأبوين تحديد هذه القواعد بالاتفاق المطلق بينهما. فلا يجوز أن يسمح الأب بأمر معين، وترفضه الأم، والعكس صحيح، لأن التضارب في آراء الأهل ومواقفهم يمكن أن يشتّت أفكار الأطفال.

التعاطي مع الطفل وفق قدراته العقلية

يستطيع الطفل فهم ما يقوله الكبار، إذا كان الكلام بلغة واضحة وبسيطة. لذا، يوصى الأهل بالتعاطي مع أطفالهم وفق قدراتهم العقلية والتحدث معهم بأسلوب واضح وسهل يتماشى مع مستوى إدراكهم. ولا ضير أبداً في تفسير الأسباب التي تجعل بعض الأمور خطأً بحيث يفهم الطفل أساس المشكلة ويبتعد عنها، ويتضاءل بالتالي مستوى المشاغَبة لديه.

تحديد برنامج يومي

يجدر بالأهل تحديد برنامج يومي للطفل لتخفيف الصدامات بينه وبين أهله. بالفعل، يوصى الأهل بتحديد مواعيد الاستيقاظ والنوم، ومواعيد تناول الطعام والاستحمام واللعب وما شابه. وعلى الطفل الالتزام بهذه المواعيد، ولو بصورة تدريجية، ليصبح معتاداً في النهاية على النظام بعيداً عن المشاغَبة والمشاكل.

التعامل بصدقية

على الأهل التعامل بصدقية مع أطفالهم وعدم محاولة الكذب عليهم ظناً منهم أن الأطفال لا يفهمون أو لا يميزون. فعلى سبيل المثال، لا يجدر بالأهل إعطاء وعود وهمية لأطفالهم وعدم تحقيقها. لا يجوز مثلاً أن يقول الوالدان لطفلهما إنهما سوف يصطحبانه في نزهة إلى الحديقة فور عودتهما من عملهما، ثم لا يلتزمان بهذا الوعد. الصدقية أساسية في التعاطي مع الأطفال، ولا سيما المشاغبين منهم، لأنها تحفزهم على الانضباط والالتزام بالوعود.

تخصيص وقت للطفل

حاولوا تخصيص وقت يومي لطفلكم للعب معه بعيداً عن ضغوط العمل ومتاعب الحياة. أخبروا الطفل أن هذا الوقت له وحده دون سواه، وحدّدوا المدة الزمنية المخصصة لذلك حتى يستوعب الطفل الأمر ويعتاد عليه. وعند انتهاء الوقت المخصص للطفل، أخبروه بكلّ حب وامتنان أن الوقت انتهى وعليكم الآن العودة إلى العمل. ولا تنسوا أهمية إطلاع الطفل على مدى حبّكم له.

الابتعاد عن الصراخ

هل تعلمون أن الصراخ هو أحد أسباب الخوف عند الطفل وعدم ثقته في نفسه؟ لذا، تجنبوا الصراخ أيها الأهل أياً كانت الأسباب، وتحدّثوا مع أطفالكم بصوت معتدل. فالصراخ لن يجدي نفعاً، ولن يعلّم الطفل المشاغِب أي شيء ولن يردعه عن ارتكاب الخطأ مرة جديدة. على العكس، يوصى بالتحدّث مع الطفل بصوت هادئ وشرح الخطأ الذي ارتكبه. وفي كل الأحوال، يحظّر نعت الطفل بالمشاغِب أو السيئ أو الغبي، لأن هذا محطّم للمعنويات. يمكن الاكتفاء بالشرح للطفل أن سلوكه المشاغب مزعج، والتحدث معه بنبرة حازمة ولكن بعيدة عن العنف.

إجبار الطفل على الاعتذار

عوّدي طفلك على الاعتذار كلما صرخ أو تصرّف بشغب أو عصبية. لكن لا تتوقعي من طفل بعمر السنتين أن يفي بوعده أو يلتزم بالاعتذار. ففي أغلب الأحيان، سيعود ذلك الطفل إلى ارتكاب الخطأ نفسه ما إن تُنهي كلامك معه.
لا داعي لليأس. كل ما عليك فعله هو إعادة المحاولة مرّاتٍ عدة حتى يفهم الطفل الخطأ الذي ارتكبه.
والأهم من كل ذلك تشجيع الطفل وامتداحه إذا تصرف بشكل صحيح، وتقديم الهدايا البسيطة له، سواء كانت مادية أو معنوية.