لأنك “أميرة “طفلك! تعلّمي الطرق الصحيحة لتخبريه عن إصابتك بسرطان الثدي

كارين اليان ضاهر 13 أكتوبر 2018

عندما تُصاب الأم بسرطان الثدي، لا تتغير حياتها فحسب، لا بل إن عالم عائلتها كاملة يتبدل، وبشكل خاص طفلها الذي يشهد كل التغييرات التي تمر بها أمّه، سواء من حيث الشكل أو الحالة النفسية والصحة وغيرها من الأمور التي قد تشعره بأن عالمه الجميل قد تهدّم، وبأن مثاله الأعلى و”أميرته” عُرضة للخطر. تبدأ المرحلة الصعبة منذ لحظة اكتشاف الأم مرضها، وتزيد الصعوبة عندما تقرر أن تخبر أطفالها عن حالتها وعن التغيير الذي سيحدث في حياتهم جميعاً. ثمة طرق صحيحة لإخبار الطفل، وأخرى خاطئة يجب عدم الوقوع فيها. إليكِ الطرق الفضلى لتتجنّبي إيذاء طفلك فيما تخبرينه عن هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها العائلة.


كوني واضحة في شأن مرضك

كوني واضحة في شأن مرضك وتحدّثي مع أطفالك مباشرةً من دون تمويه أو إخفاء الأمور الأساسية عنهم. يمكن أن تخبريهم عن مرضك بطريقة تتناسب مع أعمارهم فيما توضحين لهم أن كل أنواع السرطان ليست مماثلة. ركّزي أيضاً على أن مرضك سيُعالج، وأنك ستحصلين على الرعاية اللازمة، وأن علاجات السرطان باتت اليوم متطورة جداً، مما سيساهم في شفائك.

تقبّلي التوتر والتغييرات التي ترتبط بتصرفات طفلك

دعي طفلك يعبّر عن مخاوفه وقلقه وتوتره. في هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها العائلة، من الطبيعي أن يحصل صراخ في المنزل وأن يزداد التوتر ويتصرف طفلك بغرابة وقد يبكي أحياناً. احرصي على تقبّل ذلك في هذه الفترة لأنها مسألة طبيعية.

تذكّري أنك مثال أعلى لطفلك

حاولي أن تحافظي على الإيجابية في تصرفاتك وشخصيتك فيما تفسّرين لأطفالك في الوقت نفسه أنك قد تمرّين بأوقات عصيبة تشعرين فيها بالتعب والحزن بسبب الأدوية التي تتناولينها. فأسلوب تعاملك مع أطفالك في هذه المرحلة سيؤثر بشكل واضح وأكيد في طريقة تجاوبهم مع مرضك وردود فعلهم حوله. لا تنسي أبداً أنك مثال أعلى لهم وأنهم يتأثرون بك وبتصرفاتك وبشخصيتك إلى حد كبير. أما في حال شعرت بالحاجة إلى اختصاصي لمساعدتك في التعامل مع الموضوع، فلا تتردّدي في ذلك.

ركّزي على أن السرطان ليس عقاباً وأنه ليس من الأمراض المعدية

اشرحي لأطفالك أن السرطان لا ينتقل بالعدوى كالأنفلونزا مثلاً، لذلك فهم لن يُصابوا بالمرض لدى اقترابهم منك. كما أن النقطة المهمة التي يجب أن تركزي عليها، هي أن إصابتك بالسرطان ليست عقاباً لك، وأنه لا يصيب الأشخاص الذين يسيئون التصرّف.

اشرحي لأطفالك أن علاجات السرطان موقتة

من الضروري أن تفسّري لأطفالك أن علاجات السرطان وآثارها الجانبية موقتة وستزول مع الانتهاء منها. اشرحي لهم أن شعرك سيعاود النمو سريعاً بعد الانتهاء من العلاج، وأنك ستستعيدين وزنك الطبيعي وطاقتك ونشاطك تماماً كما في الأيام السابقة. احرصي على التركيز على هذه النقطة ليفهم أطفالك أن علاجات السرطان مرحلية وآثارها موقتة.

لا تخفي الحقيقة عن طفلك

يستطيع الطفل اكتشاف الحقائق وإن حاولنا إخفاءها عنه. لذا، بمقدار ما تحاولين إخفاء الأمور عن طفلك سعياً إلى حمايته، تنتهي الأمور بشكل أسوأ بعد. إذ تميل الأم إلى إخفاء الحقيقة عن أطفالها خشية أن تخيفهم وتقلقهم فيما يعتبر ذلك من الأخطاء التي يمكن الوقوع فيها لأن اكتشاف الحقيقة بطريقة غير مباشرة سيسبّب المزيد من القلق والخوف للطفل لاعتبار الأمور غير واضحة تماماً بالنسبة إليه، ولأن أمّه لم تصارحه بها.

خصّصي أمسيات بعيداً من السرطان والوقائع المرتبطة به

قد يتصل بك كثرٌ مساءً للاستفسار عن مرضك وحالتك النفسية. لكن من المهم أن تخصّصي أوقاتاً تستمتعين بها مع أطفالك بعيداً من هذه الأجواء التي مهما حاولت تحويلها في اتجاه إيجابي، تبقى مزعجة لك ولهم. لا تتحدثوا في موضوع السرطان وما يرتبط به في فترة المساء، ولا تستعملي هاتفك في هذه الأوقات لمزيد من الاستمتاع مع أطفالك.

... وحقائق يجب أن تعرفيها أنت كأم

إضافة إلى دورك في إيصال الحقيقة إلى طفلك، ثمة حقائق يجب أن تعرفيها أنت كأم لتتعاملي مع هذا الوضع بطريقة صحيحة وإيجابية لك ولأطفالك. فالأمور تبدأ بثقتك بنفسك وبالإيجابية التي تكتسبينها من خلال بعض الحقائق التي يجب أن تعرفيها وتقتنعي بها:

- يجب أن تخصّصي وقتاً لنفسك لتعي الأمور جيداً . بعد أن يتم تشخيص مرضك الذي قد يكون وقعه قاسياً عليك، خصّصي بعض الوقت لتدركي الأمور وتتّخذي القرارات المناسبة. يجب أن تعرفي جيداً الخيارات المتاحة أمامك لتقومي بتلك المناسبة والصحية. والأهم ألاّ تستعجلي الأمور، لتتخلّصي من المرض من دون أن تشعري بالتوتر والقلق في كل الأوقات.

- اعرفي جيداً أن الذنب ليس ذنبك. قد تلومين نفسك أحياناً، مؤكدةً أنك أُصبتِ بالمرض لأنك ربما أخطأت في مكان ما. كثيرات يشعرن بذلك، لكن يجب أن تعرفي جيداً أن لا ذنب لك في إصابتك بالمرض، فهو جزء من الحياة واختبار جديد يمكن أن تتخطّيه بعزم وإرادة.

- ضعي برنامج الجلسات العلاجية بشكل يسمح لك بالتخطيط لما ستقومين به بعده. يمكن أن تختاري مواعيد الجلسات العلاجية بشكل يفسح لك في المجال لترتاحي بعدها ثم تعودين إلى حياتك الطبيعية وتحافظين على نشاطك مع عائلتك. يمكن أن تذهبي الى الموعد في الوقت الذي يكون فيه أطفالك في المدرسة، وعندما يعودون إلى المنزل يجدونك في انتظارهم، وسرعان ما تجدين أنهم سيساعدونك لتشعري بالتحسّن لمجرد وجودهم إلى جانبك.

- اطلبي المساعدة من الآخرين. أمهات كثيرات يبذلن المزيد من الجهد ويفضلن القيام بكل الأمور بأنفسهن. لكن في مرحلة العلاج الصعبة، من الضروري أن تستعيني بالآخرين لأنك تحتاجين إلى الراحة والاسترخاء من وقت إلى آخر.

- لا تستمعي طوال الوقت إلى قصص الآخرين عن السرطان. قد يساعدك ذلك أحياناً، لكن تمنّي على الآخرين ألاّ يخبروك بهذه القصص إلا عندما تطلبين منهم ذلك. فقد يفيد هذا أحياناً كما قد يكون مزعجاً ويسبب لك المزيد من الحزن والاكتئاب والقلق، خصوصاً أن الأمور لا تكون تحت السيطرة ولن تكوني قادرة دائماً على التحكم بوضعك وبمشاعرك حتى.