سمية الخشاب: إليسا ملكة الإحساس وتشابه أغنيتي مع أغنيتها غير مقصود

القاهرة – محمود الرفاعي 23 ديسمبر 2018
بعد فترة غياب طويلة، تعود الفنانة سمية الخشاب الى الغناء عبر تقديم أغنية “قلبي يا ناس”، التي أهدتها إلى زوجها الفنان أحمد سعد، مؤكدةً أن له دوراً كبيراً في تشجيعها على العودة إلى الغناء، وتقديم أعمال سينمائية وتلفزيونية. “لها” التقت سمية الخشاب، ودار هذا الحوار حول سبب تقديمها أغنية درامية، ودور أحمد سعد في حياتها الآن، والشائعات التي راجت عن الانفصال والحمل، وأعمالها الجديدة، وتشابه أغنيتها مع أغنية إليسا، وغيرها من الاعترافات المثيرة.


- ما سبب غيابك عن الغناء لفترة طويلة؟ ولماذا اخترت أغنية “قلبي يا ناس” بالتحديد لكي تعودي بها؟

لا أنكر أن السبب الرئيس لانقطاعي عن الغناء هو كسلي الفني. تصوّري أن الكسل علّتي وأزمتي، فالأغنية جاهزة منذ شهر كانون الثاني/يناير الماضي، وكان عليّ أن أطرحها في ذلك الوقت، لكنني انشغلت في أمور عدة، إلى أن تفرّغت لها ووضعت صوتي عليها، وسجّلناها لتأخذ طريقها أخيراً إلى القنوات والإذاعات. علماً أن الأغنية جاءتني بمحض الصدفة من طريق زوجي أحمد سعد، فهو الذي عرضها عليَّ، وحين قرأت كلماتها أُعجبت بها كثيراً، وفضّلت طرحها هي دون باقي الأغنيات لكونها مختلفة ومميزة، خاصة أن هناك طبقات من صوتي لم يستمع إليها الجمهور بعدُ ظهرت في تلك الأغنية، وعقب تسجيلها قال لي أحمد إنه لم يكن يتخيل أنني أمتلك كل هذه الإمكانات الصوتية.

- لماذا فضّلت العودة من خلال أغنية درامية حزينة؟

لأنه لون غنائي جديد لم أقدمه من قبل، وكنت أريد الوصول الى جمهوري كمطربة مثلما وصلت إليه كممثلة، وكان لا بد من أن يعرف الناس قدراتي الحقيقية في الغناء، كما أن فكرة الأغنية ممتازة، فهي تتحدث عن قلب إنسانة أرهقتها الهموم والمشكلات، وفيما هي تساند جميع من حولها، لا تجد أحداً بجانبها وقت ألمها وفي محنتها، كما أن مجتمعاتنا العربية تحبّذ دائماً الأغنيات ذات القصص الدرامية الحزينة، وقد فضّلت الابتعاد عن الأغاني الرومانسية أو التي تتحدث عن الفتاة التي هجرها حبيبها رغم أنها الأوسع انتشاراً.

- وهل تعبّر هذه الأغنية عن حالة شخصية عشتِها في الواقع؟

لا أكذب عليك، الأغنية تعبّر عن جزء من معاناة خبرتها في حياتي، فكل إنسان منا يمر بظروف صعبة بل قاسية، سواء مرضية أو أسرية أو حتى على مستوى العمل، وقد تكون أيضاً خيانة أصدقاء ومقربين لك، وبالتالي لمّا قرأت كلمات الأغنية تذكّرت كمية المعاناة التي مررت بها في حياتي.

- لكن البعض ربط الأمر بأزمة في حياتك مع زوجك الفنان أحمد سعد؟

إطلاقاً، لا علاقة للأغنية بزواجي أو زوجي أحمد سعد. الأغنية تسرد المشاكل على عمومها، فالزوجات يشكون من أزاوجهن، والأخ يشكو من أخيه، والجيران لم يعودوا كما كانوا، وبتنا نسمع جملة مثل “الناس جرى لها أيه يا جماعة؟”، وكثُر النكران والجحود والقسوة وقلّة “الجدعنة”، هذا إلى جانب تفشّي الشكوى بين الناس أخيراً.

- لماذا لم يلحّن زوجك أحمد سعد الأغنية نظراً لخبرته الواسعة في التلحين والغناء؟

أساساً الأغنية لزوجي، ولذلك وجّهت شكراً خاصاً له على تتراتها، فهو كان العامل الرئيس في ظهور الأغنية الى النور، وهو الذي شجعني على العودة الى الغناء، وتحدث مع المؤلف، وعقدنا جلسات عمل لوضع اللحن، ثم بدأنا التفكير في التوزيع، كما أن المؤلف هشام صادق استطاع أن يعبّر عما في داخلي، وكتب ما لم أتوقعه، وجاءت كلماته متميزة ولامست كل ما كنت أشعر به.

- هل هناك أغنية ثانية في الطريق؟

قبل العمل على أغنية “قلبي يا ناس” كان هناك أغنية أخرى أعمل عليها، وللعلم كنت أنوي تسجيل الأغنية الثانية، لكن فجأة وفي اللحظات الأخيرة، حصل التغيير ووقع الاختيار على “قلبي يا ناس”، وغنّاها أحمد بصوته أولاً لأحفظها منه، لتظهر في النهاية بهذا الشكل وتنجح مع الجمهور، رغم أنني لم أتوقع نجاحها.

- البعض يرى أن الأغنية تتشابه مع العديد من أغنيات الفنانة اللبنانية إليسا فما ردّك؟

إليسا فنانة كبيرة وهي “ملكة الإحساس”، وأنا أحبها كثيراً، وأتابع كل أعمالها، وإذا وجد تشابه بين الأغنية وأي أغنية لإليسا؛ فهو أمر غير مقصود، وأرجّح أن التشابه قد يكون في الإحساس، وليس في الكلمات أو غيرها، وأرى أن ذلك ليس عيباً، فإليسا شخص ناجح نقتدي به ونسير على خطاه في الموسيقى والإحساس.

- ما رأيك في تجربتها مع مرض السرطان؟

إليسا أظهرت قوة وذكاء غير متوقعين في التعامل مع هذا المرض الصعب، فهي إنسانة عظيمة وكل النساء يدعمنها ويساندنها.

- حدّثينا عن أبرز من هنّأك بعد طرح الأغنية؟

الفنانة الكبيرة أصالة نصري، ورسالة تهنئتها أعتز بها وتشرّفني.

- هل يمكن أن تكرري تجربة الألبومات وتطرحي ألبوماً غنائياً كاملاً؟

العالم كله حالياً اتجه إلى تقديم الأغنيات السينغل، التي أصبحت لغة العصر، فالألبومات لو ضمت عشرات الأغنيات لن ينجح بينها سوى أغنية أو أغنيتين، كما أن التحضير له يحتاج إلى سنوات، ولذلك أنا أفضل أن أطرح في الوقت الحاضر أغنيات سينغل، لكونها تحقق نجاحاً أسرع وأضمن، كما أن العمل عليها يكون أسهل في التسويق، لذلك نرى جميع المطربين الكبار يعملون على طرح أغنيات سينغل بدلاً من الألبومات الغنائية الكاملة.

- ألم تخشَي من طرح أغنيتك وسط أغاني المطربين الكبار أمثال عمرو دياب وتامر حسني؟

لا منافسة بيني وبين تلك الأسماء، وبالتالي لا مجال للمقارنة والخشية وما يشبه ذلك.

- بعد أغنية “بالحلال يا معلم”، هل يمكن أن نراك مع زوجك أحمد سعد في ديو غنائي جديد؟

بالفعل نحن نحضّر حالياً لعمل غنائي كبير، وسيغلب عليه الطابع الرومانسي، لكننا لم نحدد بعد موعد طرحه.

- هل سيطرح في ألبوم أحمد سعد المقبل؟

لا معلومة مؤكدة حول التوقيت.

- ما حقيقة الخلافات بينك وبين أحمد سعد؟

منذ اليوم الأول لزفافنا، وأخبار الانفصال كانت تنتشر على كل صفحات مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، وأنا لا أفهم ما الذي سيستفيده مَن يتداول تلك الأخبار، فنحن والحمد لله نعيش حياة هادئة، واتفقنا على ألّا نلتفت إلى تلك الأخبار.

- ماذا عن أخبار حملك؟

هذه أيضاً من الشائعات المضحكة، فهل أستطيع أن أخفي علامات الحمل إذا حصل؟

- هل تجدين صعوبة في الموازنة بين أعمال المنزل واهتمامات الفن؟

لا بد من ذلك ولا بدّ من تخطّيها، فرغم أنني كسولة للغاية، أحاول دائماً الموازنة بين أعمال البيت ومتطلبات الفن، وللأمانة أمي تساعدني كثيراً في ذلك.

- ما الأفضل بالنسبة الى سمية الخشاب: التمثيل أم الغناء؟

ربما أكون قد حققت شهرة واسعة في كل أرجاء الوطن العربي كممثلة أنجزت عدداً كبيراً من الأعمال الدرامية، لكنني أعشق الغناء وأتمنى أن أحقق نجاحاً مماثلاً في هذا المجال، فأنا أحب الاثنين، مع أنّني أميل إلى الغناء أكثر.

- دائماً تختفين عن الأنظار ولا تلبثين أن تعودي، هل هذا مقصود؟

إطلاقاً، ولم أفكر في ذلك حتى. لكنني مثلما قلت لك أحب الجلوس في المنزل، وأعاني من الكسل، فأنا لا أظهر إلا وقت الضرورة، بخلاف فنانات يحرصن على الظهور كل عام أو فترة، لكنّ الفن ليس كل شيء في حياتي؛ فلدي اهتمامات أخرى؛ مثل زوجي وأمي وعائلتي وأصدقائي على سبيل المثال لا الحصر.

- هل ستعودين إلى السينما؟

أتمنى أن يحدث ذلك قريباً، فأنا أعشق السينما، لكن الحال السينمائي في الوقت الحاضر لا يرضي أي شخص، فعدد الأفلام أصبح قليلاً للغاية، ومستوى الأعمال المعروضة في تدنٍ.

- ماذا عن رغبتك في تقديم فيلم استعراضي؟

كان حلماً قديماً ومن الصعب تنفيذه الآن، لأنه يتطلب ميزانية ضخمة، ولا يوجد منتج يخاطر بأمواله في استعراضات وملابس؛ فهي مغامرة، وأتمنى أن تنفذ، لكن أين المنتج الجريء الذي يوافق على ذلك؟

- هل ستعودين الى دراما عام 2019؟

هناك مشروعان قد أعمل على أحدهما مع المخرج جميل جميل المغازي.

- ألا تخشين التعاون مع جميل جميل المغازي، لا سيما أنه متخصص في إخراج الكليبات؟

إطلاقاً، لأنني أُعجبت بطريقة تفكيره ورؤيته للدراما، وأشعر بالتفاؤل في العمل معه، وأراهن على أنه سيحقق نجاحاً كبيراً، لكونه يراني كما لا يراني أحد، وهو يستطيع أن يكتشف فيّ طاقات لم تظهر بعد.

- لجأ البعض إلى خفض أجورهم بسبب الأزمة التي تعانيها الدراما، هل توافقين على خفض أجرك؟

مستعدة لذلك بالطبع، ما دام سيعود بالنفع على العمل الدرامي، فإذا كان خفض التكلفة لمصلحة العمل، لا يعود الأجر مهماً.

- وماذا عن المشاركة في البطولات الجماعية؟

قدمتها كثيراً في العديد من الأفلام، مثل “ساعة ونص” الذي ضم 18 نجماً، و”الليلة الكبيرة” الذي حقق نجاحاً أيضاً، و”الريس عمر حرب” و”خيانة مشروعة”، وبالتالي لا أعاني عقدة البطولة المطلقة.

- هل تقبلين تقديم مسلسل خارج السوق الرمضاني؟

بكل تأكيد، لأن التجربة أثبتت تحقيق هذه المسلسلات نِسب مشاهدة مرتفعة، وعدم تعرضها للظلم عند عرضها على القنوات الفضائية.

- هل يمكن أن تقدّمي أغنيات دينية؟

نعم، وقد سبق لي أن قدّمت 15 دعاء دينياً عبر قناة الإسكندرية، ومعنى هذا أنني أحب تلك الأغنيات؛ وأتمنى أن أقدمها دائماً، فليس هناك أفضل من الغناء والدعاء لله سبحانه وتعالى.

- انتشرت أخيراً صور لك وأنت ترتدين الحجاب، ومنها صورك أثناء أداء مناسك الحج، فهل يمكن أن ترتدي سمية الحجاب؟

ممكن، فالإنسان لا يعرف ماذا يمكن أن يفعل في المستقبل ومتى.

- وماذا عن عملك كممثلة في حال ارتدائك الحجاب؟

أعتقد أنني لن أعمل في التمثيل عندها، لأن خريطة الدراما باتت خالية من تقديم المسلسلات الدينية أو التاريخية.