"أخت روحي"... جديد عمار علي حسن

20 يوليو 2019

عن "الدار المصرية - اللبنانية"، صدرت المجموعة القصصية "أخت روحي" للكاتب والأديب عمار علي حسن. تضم المجموعة أربع عشرة قصة، تدور أحداثها في مكانين مختلفين، هما الريف والمدينة، اللذان لطالما دارت قصص وروايات عمار السابقة في أجوائهما، وإن كان أبطال هذه المجموعة ينتمون عموماً إلى صنف واحد من البشر، بغض النظر عن اختلاف البيئة الاجتماعية، وهم أولئك الذين يحفرون تحت جدار سميك كي يحسّنوا شروط الحياة. من هنا تمزج المجموعة بين الواقع والخيال الجامح، لتصنع عالماً يتحرك فيه مقهورون وخائفون، وأيضاً حالمون ومغامرون، ولتعزّز بهذا المسار الذي سلكته روايات وقصص الكاتب في السنوات الأخيرة، وهو "الواقعية السحرية" أو "الواقعية الروحانية" كما يطلق عليها البعض.

وقد جاءت عناوين القصص في المجموعة بهذا الترتيب: "الجميزة"، "أخت روحي"، "مواء البنات"، "صورتها في الماء"، "إشارات النهاية"، "مقهى علاء الدين"، "سباق خاسر"، "مكان آخر"، "جمرة تخرج من الماء"، "ليل وجوع"، "ضحكما في جنازته"، "شيء في البحر"، "موظف عام"، و"الممنوع".

من أجواء المجموعة من قصة "الجميزة": "حين أبلغني باكياً بأنهم قطعوا الجميزة، وبنوا مكانها بيتاً عالياً من حجر وإسمنت، استيقظت أحزاني، ووجدت نفسي أتضاءل في مقعدي اللين، حين عدت الطفل الذي كنت أقف تحت ظلالها الوارفة، تملأني الهيبة والامتنان، لأصطاد وجوه أجدادي التي تتساقط من فوق فروعها العفية إلى حجري، ثم أمد كفّي في الفراغ لتتلقى ثمارها الطرية، أفتح فمي وأرميها وألوكها متلذذاً، وأذني تنسكب فيها زقزقة العصافير الجذلانة، التي تلمس هامتي ثم تطير إلى أعشاشها هناك في الهامات البعيدة. سألته بصوت غارق في الأسى: ألم يبقَ منها شيء؟ فأجاب بتوجّع: حفرة ردموها على عجل، ثم رصّوا فوقها بلاطاً يلمع".