"قنطرة الذي كفر"... رواية مجهولة لمصطفى مشرفة

27 يوليو 2019

بعد أكثر من نصف قرن على صدور رواية "قنطرة الذي كفر" للدكتور مصطفى مشرفة، والتي نشرت في العام 1965، تعيد دار بتانة للنشر إصدارها مرة أخرى، بمناسبة مئوية ثورة 1919، خصوصاً أن الرواية تدور أحداثها في أجواء هذه الثورة، كما ورد في مقدّمة مؤلفها التي جاء فيها: "رأيت أنه كان لزاماً عليَّ، بل ومن واجبي أن أكتب هذه القصة الشعبية، التي دارت أحداثها في أوائل القرن العشرين، أي قبل اندلاع ثورة 1919 مباشرةً، وتقع معظم أحداث هذه القصة في حي شعبي من أحياء عابدين، وفي منزل من المنازل الكبيرة التي كانت على النظام العتيق؛ الذي يسمّى "الربع"، ولا يزال بعض أبطالها أحياء حتى يومنا هذا. كما رأيت أيضاً أن أكتب هذه القصة بلغتها الأصلية، أي باللغة العامية، لأنها تجعل القارئ يعيش هذه الأحداث، ولا تضيع بهجتها إذا كُتبت بأي لغة أخرى فوق مستوى العامية".

لم يكتف الناقد شعبان يوسف بإعادة نشر هذه الرواية، بل قسّم الكتاب إلى أربعة أقسام، وأطلق عليه عنوان "قنطرة الذي كفر ونصوص أخرى" للدكتور مصطفى مشرفة، دراسة وتقديم شعبان يوسف. ينطوي القسم الأول على دراسة تتناول قضية العامية في الكتابة والإبداع بشكل عام، وكذلك الصراعات والمعارك الكثيرة التي دارت في الصحافة المصرية منذ أكثر من قرن، وفي القسم الثاني نشر نص رواية "قنطرة الذي كفر" للدكتور مصطفى مشرفة، وعن هذه الرواية يقول شعبان يوسف: "لا تنبع فرادة الرواية من كونها مكتوبة بالعامية المصرية فحسب، ولا من كونها تأتي لرصد أحداث ثورة 1919 فقط، لكن روعة هذه الرواية تكمن في أنها رواية مكتملة البناء، وربما تعجّل الكاتب في نهايتها، لكنه يتبع تيار الوعي باقتدار، وتعد هذه الرواية من أبدع ما كتب على هذه الطريقة، مما يدل على أن كاتبها كان يعي جيداً ذلك التيار الذي كان متحققاً بشكل واسع في فرنسا، وكان رائده الكاتب الفرنسي آلان روب غرييه ورفاقه، وأزعم أن د. مصطفى مشرفة كان رائداً في هذا المجال، ولم يكن مشغولاً برصد أحداث ثورة 1919، بمقدار انشغاله برسم وإبداع الشخصيات التي مارست الثورة، بعد أن كفرت بكل الضغوط التي تمارَس عليها، ومن ثم فهي رواية أبعد ما تكون عن المباشرة أو التقريرية التي سقطت فيها روايات أخرى".

أما القسم الثالث من الكتاب، فهو بضع قصص تحت عنوان "هذيان"، كتبها مشرفة أيضاً بالعامية، في حين يشتمل القسم الرابع على الدراسات والمقالات التي كتبها كلٌ من يوسف إدريس، شكري عياد، محمد عودة، فريدة النقاش، محمد روميش، وإبراهيم أصلان عن رواية "قنطرة الذي كفر".