فادي أندراوس: السوشيال ميديا زادت نسبة الاكتئاب لدى الناس

حوار: ميشال زريق 18 أغسطس 2019
يعود الفنان فادي أندراوس إلى الساحة الفنية حاملاً أغنيته الجديدة "عم نلتقي" ومجموعة أدوار جديدة كان آخرها في مسلسل "اختراق" الذي عُرِضَ عبر شاشة SBC خلال شهر رمضان المبارك. أندراوس الذي عانى مشكلة صحية خلال الفترة الماضية، يتحدّث لـ"لها" عن تلك المرحلة وعن تأثير السوشيال ميديا والفن في حياة الناس كاشفاً عن مشاريعه وخططه المستقبلية.


- لنتحدّث بدايةً عن أغنيتك "عم نلتقي"... كيف كانت العودة وكيف وجدت أصداء الأغنية؟

العودة كانت حافلة بامتنان الناس وإعجابهم بأغنيتي الجديدة، وأشكر الجميع على هذا الدعم غير المسبوق الذي أحاطوني به. أسعدتني ردود الفعل التي تلقّيتها عن أغنيتي، فهي أحد الأعمال العزيزة على قلبي والقريبة منّي.

- هذا ثامن سينغل في مسيرتك الفنية؛ هل ترى أنّ التجربة قد أصبحت أكثر نضجاً اليوم؟

التجربة بالتأكيد باتت أنضج، لأنّ كلّ إنسان هو في نهاية المطاف مجموعة تجارب، وهذه التجارب التي نعيدها ونكرّرها في الحياة تنمّي لدينا ما يُسمّى بالخبرة، والتي تساعدنا في معرفة ما نريده وتقديم الأجمل والأفضل إلى الناس. الخبرة تعلّمنا الكثير.

- في العام 2014 غاب فادي أندراوس عن الساحة الفنية؛ ما هو الدرس الذي يُعلّمنا إياه هذا الابتعاد عن الساحة؟

لم أبتعد من أجل تعلّم أي درس أو لهدفٍ ما. ابتعدتُ لأنّني وفي تلك المرحلة كنتُ في أمسّ الحاجة للانفراد بنفسي، ورغبت في عدم الظهور في الإعلام والابتعاد عن الغناء أو الإطلالة بدور تمثيلي. ثمة أوقات تريد فيها العيش وحدكَ لتختلي بنفسكَ وتجد المخرج المناسب من الظرف الذي تعيشه.

- هل الجمهور بطبعه ينسى الفنان؟ وكيف تعامل الناس مع فكرة وفترة غيابكَ؟

الحمد لله هناك من يحبّني وكان يتوق لعودتي إلى الساحة. الجمهور الذي يحبّ الفنان لا ينساه ولا ينسى أغنياته مهما طال غياب هذا الفنان عن الساحة.

- عانيتَ أزمة صحية واتُّهمتَ بادئ الأمر بالتذرّع بالمرض للعودة إلى الساحة؛ فلنطمئن إلى صحتك اليوم وكيف تتعامل مع هذه الفئة من الردود؟

لستُ من محبي البروباغاندا والتي كان في إمكاني استخدامها قبل وخلال وبعد العملية الجراحية ومن ثم فترة العلاج الذي خضعت له، علماً أنّ هناك صحافية كانت على علم بمرضي ولكنّني طلبتُ منها عدم نشر الخبر. أردتُ أن أعود قويّاً إلى الساحة وليس ضعيفاً، لأنّني لا أحبّ نظرة الشفقة في عيون الناس. الفيديو الذي نشرته بعد العملية كنتُ قد رسمتُ السيناريو الخاص به في مخيلتي قبل طرحه، ولم أطلب من خلاله أي شيء من الناس، إلّا أنّني أردتُ أن يروا أنّني قوي وسأبقى كذلك، ومن يعاني عُقد نقصٍ في حياته يحاول تعويضها من خلال إطلاق الشائعات على الآخرين.

- هل تعترف بأنّك مهووس بالمثالية؟

هذا الأمر موجود في حياتي وحياة الكثيرين، مع العلم أنّه في بعض الأوقات يجب أن ننساه ونكون ممتنّين لما لدينا وما حصلنا عليه. في أحيان أخرى يكون السعي وراء المثالية هو الوقود الذي يجعلنا توّاقين لتقديم الأفضل. علينا أن نكون حذرين من هذا الهوس.

- اليوم تدفع الشباب إلى تقبّل أنفسهم أكثر كما هم؛ ما الهدف من وراء هذا الشعار؟

ليس بالمعنى الحقيقي للكلمة، ولكن أدفعهم لتطوير أنفسهم وأدائهم في الحياة، وذلك مثلاً من خلال حضّهم على ممارسة التمارين الرياضية بعيداً من تناول الأدوية والمنشّطات، والتي رغم نتائجها السريعة لها عواقب وخيمة.

- إلى أي مدى ترى أنّ السوشيال ميديا ساهمت في تغيير نظرة الناس إلى أنفسهم ودفعتهم إلى منافسة ذاتهم لتقديم صورة أفضل عنها؟

ساهمت في ذلك بالتأكيد، كما ساعدت في رفع نسبة الاكتئاب لدى الكثيرين بسبب مقارنتهم أنفسهم بالآخرين.

- ما هو الجديد الذي تحضّره اليوم؟

لدي أغنية منفردة جديدة تناسب أجواء الصيف، كما أقرأ سيناريو مسلسلين، ويُعرض لي راهناً مسلسلا "اختراق" و"الحب الأسود".

- هل تفكّر في تأسيس جمعية أو إطلاق مبادرة اجتماعية انطلاقاً من مشكلتكَ الصحية لتوعية الشباب؟

فكّرتُ بالموضوع لكنّه مؤجّل الآن، وأنا في هذه الفترة أعمل مع جمعيتيّ Heart Beat و Pure Heart المتخصّصتين بأمراض القلب، وجمعية SIBC التي توجّه الجيل الشاب نحو حياةٍ صحية أكثر، وأشاركهم تجربتي وما اختبرته.

- خضتَ تجربة تمثيلية من خلال "حبيبي اللدود"؛ أخبرني عن هذه التجربة؟

كانت تجربة جميلة وأحببتُ دوري في العمل، كما أنّ الظرف الذي كنتُ أمرُّ فيه ساعدني على تقمّص دور "مجدي". بعد هذه التجربة أصبحتُ على طريق الاحتراف.

- ما الذي يجعلكَ اليوم تقبل بدور تمثيلي على حساب آخر؟

إذا وجدت أن الدور يُضيف إلى مسيرتي الفنية وأستطيع من خلاله التفوّق على نفسي. أختار أدواراً لتكون تحدّياً بالنسبة إليّ بعيداً من التكرار.

- خضت تجربة تمثيلية في السينما بفيلم "شرّعوا الحشيشة"؛ أخبرني عن الدور؟

التجربة كانت ممتعة فعلاً، ودوري في الفيلم يأتي لتسليط الضوء على الخيارات الخاطئة في حياة الشباب. قد يكون عنوان الفيلم فذّاً، إلّا أنّ محتواه يُناسب كلّ أفراد العائلة، وهو اجتماعي بامتياز.

- كيف ترى تقبّل الشارع العربي اليوم للون الروك الذي تقدّمه؟

هناك تقبّل وإقبال كبيران على هذا النمط الموسيقي، والجمهور بات قادراً اليوم على الفصل بين الطبيعي والمصطنع، وهم يُحبّون الفنان الحقيقي الذي يبرع في تقديم لونٍ يُشبه شخصيته. الموسيقى لغة يتخاطب فيها الجميع بأدوات منوّعة، وجميل جدّاً أن نضمّن الموسيقى العربية توجّهات عالمية.

- هل من مشاريع إلى جانب الغناء والفن؟

لدي شغف كبير بالـ Styling والملابس، وهذا عملي الثاني إلى جانب الفن الذي أبرع فيه.