دونا ماريا

ألبوم غنائي, دونا ماريا, مغارة جعيتا, عجائب الدنيا السبع

18 مايو 2009

ثقافات متعددة اجتمعت في صوتها بعد أن عرفها الجمهور من خلال أغنية «مش عايزة» أو «نكييرو» بالإسبانية، الأغنية التي حققت نجاحاً كبيراً وملفتاً. ثقتها بنفسها كبيرة جداً وتقول إنها اختارت تجديد أغنية غربية لسبب وحيد هو أنها تظهر مساحات صوتها القوي. بعد غيابها لأكثر من سنتين بسبب انشغالها بتحضير أغنيات، «لها» التقتها ودار هذا الحوار...

- حققت نجاحاً ملفتاً مع الأغنية المنفردة التي أصدرتها منذ أكثر من سنتين ثم اختفيت. لماذا؟
غبت قليلاً بسبب انشغالي في تجهيز أغنيات جديدة، وأنوي إصدار ألبومين الأول باللغة العربية والثاني بالإسبانية لكنهما سيصدران في وقت واحد وكأنهما  ألبوم بنسختين، وطبعاً هذا المشروع يتطلّب وقتاً طويلاً للتجهيز، خصوصاً وأنني أكتب الأغنيات بنفسي وأقوم بترجمتها إلى الإسبانية. كثر نصحوني بعدم إهدار الوقت في إيجاد المعاني ذاتها باللغتين ومنهم الموزّع بودي نعوم الذي يساعدني كثيراً، لكني مصرّة على فكرتي رغبة مني في إيصال أفكاري إلى أكبر شريحة ممكنة من الناس. أغنياتي تعبّر عن تجارب خاصة عشتها وتتناول مواضيع مختلفة وليس فقط الحب والغرام. لهذا كان من الضروري إيصال أفكاري كما هي لأنني من خلالها أوصل نفسي إلى كلّ الناس وبمستوى راق ومميز يرضي طموحاتي.

- تجارب من أي نوع؟
هي قصص إنسانية عشتها واختبرتها على مدى سنوات خصوصاً أن نظرتي اختلفت إلى أمور كثيرة من مرحلة المراهقة وصولاً إلى الشباب والنضج. هناك مواضيع تتعلّق بالحب لكن قد يكون حبّاً من نوع آخر إذ ليس شرطاً أن ترتبط كلمة الحب بالمعنى المتعارف عليه. أحببت إيصال خبرتي وأفكاري ومشاعري من خلال صوتي وكلماتي.

- أغنيتك الأولى صدرت أيضاً بنسختين عربية وإسبانية؟
صحيح، وصورنا أيضاً كليبين مختلفين لكلّ منهما. وأنا تقصّدت ذلك كي أعطي كل نسخة حقّها.

- ألا تعتقدين أن هذا الأمر قد يسببّ لبساً عند الجمهور؟ لأن كثراً يعتقدون أنك أصدرت أغنية واحدة تتضمّن مقاطع بالعربية والإسبانية؟
لم أفكّر في الموضوع من هذا المنطلق، تقصّدت هذا الأمر كما سبق أن شرحت، وتركت للناس حرّية اختيار النمط الذي قد يحبّونه أو يميلون إليه أكثر، وبالمناسبة محطة «ميلودي» كانت تعرض الكليبين معاً.

- في وقت يشكو فيه الناس أصلاً من كثرة الفنانين والألبومات، أليس صعباً أن يستوعب هذا الجمهور ألبومين في وقت واحد من فنانة ناشئة؟
ما تقولينه صحيح مئة في المئة، لهذا أميل أكثر إلى إصدار الأغنيات منفردة كما حصل مع الأغنية الأولى، أي كلّ أغنية بنسختين وليس ألبومين، لكني لم أحسم قراري بعد.

- لم هذا الإصرار على الغناء بالإسبانية؟
لأنها لغتي الثانية وأشعر بأني قادرة على التعبير كثيراً من خلالها، ولا أستطيع أن أنكر أن غنائي بالإسبانية أفادني في الخارج لأن الكليب عُرض في دول أوروبية وولايات أميركية عديدة، وكوّنت جمهوراً لا يستهان به هناك، لهذا لا أستطيع التخلّي عن كلّ هذا والإكتفاء بتجربة واحدة.

- كيف عرفك الجمهور في الخارج؟
قسم كبير من أفراد عائلتي يعيش في الخارج ويتوزعون بين أوروبا والبرازيل والولايات المتحدة الأميركية وحتى في روسيا... تجدين في عائلتنا ثقافات مختلفة. أما كيف وصلت الأغنية فهي حقيقة لعبة الحظ الجيد الذي رافقني، وبالصدفة كونت علاقات مع الخارج وذلك عن طريق بعض أقرباء والدتي في البرازيل الذين يملكون محطة إذاعية ووسائل إعلامية مختلفة فدعموني من خلال بثّها، ولا أدري كيف وصلت إلى الولايات المتحدة لأفاجأ بالرسائل عبر البريد الإلكتروني من المعجبين الأمر الذي أسعدني في شكل يفوق الوصف. ذهلت وقلت ما يحصل مستحيل...

- قلت إنك لم تحسمي قرارك بعد بخصوص إصدار الأغنيات منفردة وبشكل مزدوج أو من خلال ألبوم مزدوج. علام يتوقف القرار؟
(تضحك) على شركات الإنتاج طبعاً. وبصراحة تلقيت عروضاً كثيرة من شركات إنتاج أجنبية كانوا على استعداد لزيارة لبنان للإجتماع مع مدير أعمالي السابق لكن لم يتم الإتفاق.

- من كان مدير أعمالك السابق؟
بيار أسمر لكننا انفصلنا.

- لماذا؟
هو منشغل بأمور كثيرة، وأنا أريد مدير أعمال متفرّغاً لي تماماً خصوصاً أن نشاطي لا ينحصر في الدول العربية بل يتعدّاه إلى الخارج وهو أمر يهمني إلى حدّ كبير، ومن الضروري أن يكون نقطة الوصل بيني وبين العالم، ومثقفاً وقادراً على تحمّل هذه المسؤولية معي والتواصل مع الخارج والداخل معاً.

- حالياً من هو مدير أعمالك؟
ما زلت في مرحلة البحث لأني انفصلت عن بيار أسمر من مدة قريبة أساساً.

- ذكرت الموزع بودي نعوم، ما هي طبيعة علاقتك به؟
هو صديق ونتعاون معاً وأغنيتي الأولى من ألحانه وتوزيعه وتسجيله، كما أن إنتاج الأغنية كان مشتركاً بيني وبينه، وهو ساعدني كثيراً في الإنطلاق ليس فقط لناحية العمل بل أيضاً لناحية النصح، وطبعاً نعمل معاً في الألبوم. على صعيد آخر أخذت حقوق إعادة تسجيل أغنية غربية مشهورة عنوانها L'immensita  وتناسب صوتي وهي لمطرب إيطالي يُدعى Don Backy وسوف أصدرها قريباً إن شاء الله.

- هل ستصورينها فيديو كليب؟
لم أقرر بعد.

- إصدار أغنية أجنبية معروفة، ألا يؤثّر على انتشار أغنياتك الخاصة؟
لا أعتقد ذلك لأن هذه الأغنية بالذات مختلفة تماماً عن أسلوبي الغنائي لكني اخترتها لأنها تُظهر طبقات صوتي، وهي كلاسيكية.

- صدر أول كليب لك غير موقع بإسم مخرج، لماذا؟
أنا ضدّ فكرة أن يتولّى مخرج إخراج كليب.

- كيف ذلك؟
لأن الكليب لا يتطلب مخرجاً بل الفيلم أو المسلسل. أشعر بامتعاض عندما أرى الجهد الكبير المبذول في الكليبات العربية على أغنية لا تزيد مدتها عن أربعة أو خمسة دقائق.... الكليبات العربية التي تُقدم اليوم مذهلة صراحة وصارت أقرب إلى الفيلم السينمائي وبمستويات عالية جداً وتقنيات رهيبة، لهذا أقول «حرام» أن يضيع كل هذا الجهد على كليب، بل يجب أن يعملوا على تنفيذ أفلام سينمائية وألاّ يضيّعوا هذا الفكر والإبداع على الكليبات، وأخصّ بالذكر المخرج سعيد الماروق، من المؤسف فعلاً ألاّ يكون في هوليوود، إنه مخرج رائع ويستحق أن يكون عالمياً والأفكار الذي يقدّمها أكبر بكثير من مجال الكليبات، وأنا متأكدة أنه لو عمل في الخارج لنال جوائز أوسكار. أما الكليب، فيكفيه مدير تصوير «شاطر» مع كادرات جميلة وصورة جيدة لا أكثر ولا أقلّ.

- هل من كلمة أخيرة؟
أحب أن أتوجّه بطلب خاص إلى الكلّ بضرورة التصويت لمغارة جعيتا الشهيرة في لبنان كي تصبح واحدة من عجائب العالم السبع هذا العام. أنا أخوض حملة وأشارك معهم في شكل رسمي ومن الضروري فعلاً أن نصوّت لهذا الموقع الرائع الذي لا مثيل له في العالم كلّه. وأنا فخورة جداً بهذا الموقع المميز تماماً كما هم كل اللبنانيين، وأتمنى من كل قلبي أن يفوز ويصبح واحداً من عجائب العالم السبع.