فيديو كليب
نجوى كرم, رامي عياش, فيديو كليب, أحمد عدوية, جو أشقر
11 نوفمبر 2009 «إيدك»: خليط بين «بيلي جين» و«التنورة»
كثر توقعوا مشاهدة كليب أكثر إبهاراً، خصوصاً لمن يعرف أن تكلفته بلغت حوالي ١٤٠ ألف دولار أميركي وصوّر في موقع واحد. في القصة، لم نكن لنفهم شيئاً لولا أن مكتب روتانا أرسل في وقت سابق خبراً عن الكليب ويقول فيه إن نجوى تقرر تلقين الرجال درساً، بعد الإزعاج الذي تسبب به حبيبها وهما يختاران ثوب الزفاف. فيفيض بها وتغضب وتترك الحبيب لتتفرّغ لمهمتها الجديدة، أي الإنتقام من الرجال. من الطبيعي القول إن القصة لا تعالج عقدة نفسية، بل أُريدَ منها إضفاء روح الفكاهة من خلال كوميديا الموقف. لكن الكليب إفتقد بشكل واضح إلى ما يُسمّى بالحبكة الدرامية، فكانت المشاهد غير مترابطة وكأننا نرى أشخاصاً «مهزوزين» يقومون بتصرفات غريبة ولا معنى ولا مبرر لها. مشاهد كثيرة مرّت وذكرتنا بأفلام أجنبية أو كليبات عربية، منها على سبيل المثال كليبا «التنورة» و«شارع الحمرا» لفارس كرم (إخراج وليد ناصيف) خصوصاً في مشاهد الشبان وهم يرقصون. كما أن المشهد ذاته يذكّرنا بكليب «بيلي جين» لمايكل جاكسون في مشهد الأرض التي يُضيء بلاطها مع كل وطأة قدم. تشابه واضح ظهر بين إطلالة نجوى في هذا الكليب، وإطلالة سابقة للفنانة أحلام في كليب «ويلك» (إخراج رندى علم) لناحية الغرّة العريضة المستوحاة أساساً من كاثرين زيتا جونز في فيلم «شيكاغو». كل هذه الأخطاء تضاف إلى افتقار الإبهار في الصورة وتقنياتها، والزحمة غير المبررة للألوان، والأخطاء في الـLipsing حيث تبدو نجوى تغني بينما فمها يتحرّك على كلام آخر. أخطاء فاضحة في الإضاءة التي تبدو زرقاء أو برتقالية على وجه نجوى ويمكن وصفها بالكارثية.
رامي عياش: إطلالة غير موفّقة بعد طول انتظار
بعد انتظار دام طويلاً، ظهر أخيراً كليب الفنان رامي عياش الذي يغني فيه ديو مع الفنان أحمد عدوية بعنوان «الناس الرايقة»، من إخراج سليم الترك. وكنا نتوقع كليباً مبهراً خصوصاً أن فكرة الجمع بين عياش وعدوية جديدة كلياً ويفترض أن يكون لها وقعها، وأيضاً صوّر الديو سابقاً في القاهرة مع مرجة مصرية، لكن أُعيد تصويره في لبنان بحجّة أنه ليس بالمستوى المطلوب، وذلك بعد أن أبرم رامي عقده الجديد مع شركة «ميولدي». يكمن الخطأ الأول في تصوير الكليب بمشاهد تذكّرنا بالـ Western الأميركي، بينما الأغنية شعبية مصرية بحتة، وهي من اللون الغنائي الذي اشتهر به عدوية الذي يعدّ أشهر مطرب في مصر على الإطلاق. فلماذا تم إفراغ الأغنية من محتواها في كليب لا علاقة له بهذا اللون الغنائي الجميل الذي لم يُغنّ منذ سنوات؟ لم نفهم لماذا صوّر الكليب في لبنان رغم أن الأغنية شعبية، فمن يسمعها لا يمكن إلاّ أن يتخيّل شوارع القاهرة المزدحمة وليس قرية بعيدة في البترون (شمال لبنان). القصة أقلّ من عادية حيث نرى شاباً (أي رامي) يقصد حبيبته التي تتلقى ضرباً من شخص يفترض أنه زوجها أو شقيقها (بحكم أنه يضربها في غرفة نوم داخل منزل). فيطبطب عليها رامي ويهرب معها قاصداً حانة يجلس فيها عدوية، الذي لم نفهم أساساً ما دوره في الكليب. فهل هو والدها وبارك هروبها مع عياش؟ أم هو زعيم الحيّ؟ أم والد رامي... ولم نفهم أيضاً ما هو المثال المُراد إعطاؤه عن زوجة تهرب مع حبيبها، رغم الإعتراض طبعاً على مسألة تعذيب الزوج للزوجة أو الأخ لشقيقته.
«دخلو الغنّوج» لجو أشقر: كليب تخطّى الخطوط الحمر
كثر علّقوا وقالوا إن ما نراه ليس كليباً لأغنية، بل هو فيلم إباحي يمرّ على شاشتنا العربية كلّ ربع أو نصف ساعة. صبايا رائعات الجمال يجلسن معاً إلى جانب جو أشقر، ويرتدين المايوهات الفاضحة إلى جانب حوض السباحة، وحتى ملابس داخلية تكشف الكثير من مفاتنهنّ داخل غرف النوم، بينما أشقر يتجوّل بسرواله الداخلي ويسترق النظر إليهن.... هذا دون أن ننسى طبعاً الحركات المثيرة في كل المشاهد. إنه كليب «دخلو الغنّوج» الذي تخطّى كلّ الخطوط الحمر وكل الأعراف ولم يراعِ أي شيء، باستثناء رغبة دفينة لإظهار كل ما هو إباحي على الهواء ودون أي خجل. ومهما قالوا عن الإنفتاح وعدم التحجّر ومواكبة العصر، يبقى أن ما شاهدناه شكّل صدمة فعلاً ويفترض ألاّ يعرض إلا بعد الثانية عشرة ليلاً مع عبارة «للكبار فقط».
لسنا ندري بماذا يفكّر بعض المخرجين أحياناً، أو ما الذي يطرأ في بالهم عندما يحملون مسؤولية تصوير كليب لفنان ما، مغموراً كان أو مشهوراً أو نجماً حقق نجاحات مدوّية على مدى سنوات... فالفرق هنا ليس كبيراً، لأن المغمور بحاجة إلى كليب مميز يطلقه نحو الشهرة، والمشهور يحتاج إلى كليب يحافظ على صورته رغم التجديد... إذا المسؤولية هي ذاتها في كلتًي الحالتين، دون أن ننسى مسؤولية المطرب نفسه في هذه الناحية، لأنه هو المسؤول عن صورته ولا يجوز أن يسمح لأحد بالتلاعب بها. لهذا نستعرض في هذا التقرير ثلاثة كليبات تعرض حالياً على شاشات التلفزة، وفيها أخطاء من غير الجائز ورودها. والبداية مع كليب «إيدك» للفنانة نجوى كرم....