الفرق الغنائية السعودية والكويتية
رانية فريد شوقي, مسك, مايكل جاكسون, شهد برمدا, فرقة ميامي, الفِرَق الغنائية السعودية, الفرق الغنائية الكويتية, فن الـهيب هوب, شاي أخضر, أسطورة سيزيف, الساحل الأحمر, د. أبو بكر باقادر, تامر فرحان, فرقة جيتارا, فرقة مسك, أشرف الديب
19 مارس 2010فرقة «ميامي»: خلطة عصرية لأنواع مختلفة من الأغاني
ظاهرة الفرق الغنائية تبدو ناجحة غالباً إلا أنها محصورة، فكانت البداية الفعلية مع فرقة «ميامي» الشهيرة التي تضم أربعة أعضاء، هم طارق ومشعل وليلي وخالد والتي تشكلت في العام ١٩٨٦ وخرجت بألبوم «صبوحة» في العام ١٩٩١ لتحقق نجاحات باهرة متواصلة حتى الآن. فهذه الفرقة تمثل الكثير للشباب الكويتي خاصة أنها تأخذ الأسلوب الخفيف في الغناء لتقدم أغاني لمناسبات مختلفة مثل الأعياد الوطنية وحفلات التخرج وأعاد الميلاد وغيرها. وقدمت الفرقة إلى الآن ١٢ ألبوماً متنوعاً تضم الأغاني الرومانسية والطفولية والمرحة، كما غنت بلغات أخرى مثل الإنكليزية والفارسية والهندية والإسبانية. وتختار الفرقة أحياناً بعض الأغاني التراثية وتقدمها بتوزيع وشكل جديدين، وبالتالي كونت لنفسها خلطة عصرية لأنواع مختلفة من الأغاني كانت سبب نجاحها خاصة على مستوى منطقة الخليج العربي.
فرقة «جيتارا»: الثانية في أهميتها
وتعتبر فرقة «جيتارا» الثانية من حيث أهميتها وشعبيتها في الكويت. وقد تأسست في العام ١٩٩٨ مع شباب من محبي الموسيقى الذين درسوا في المعهد العالي للفنون الموسيقية، وهم رهف ورناد وخالد وفهد الذين أصدروا ألبومهم الأول في العام ٢٠٠١ ليتخذوا من الطابع الرومانسي الهادئ عنواناً لأعمالهم، وهو ما جعل جمهورهم يقتصر على الشباب خاصة أن الألحان والتوزيع غالباً ما تأخذ الأسلوب الغربي. وعانت الفرقة عدة مرات من مشاكل انفصال أحد أعضائها ثم عودته، وتصادمهم مع شركتهم المنتجة روتانا خاصة في ما يخص تصوير الأغاني.
د. أبو بكر باقادر: لا يجوز إعطاء هذه الفنون المنابر العامة
من جانبه، قال أستاذ علم الاجتماع الدكتور أبو بكر باقادر إن عدد الشباب الذين يرقصون الراب ويصممون الموسيقى الخاصة بهم ليس كثيراً في المجتمع السعودي وذلك يعود الى كونهم «تقليعة في العالم الغربي لتنتشر في العالم أجمع، وهي موضة واسعة الانتشار. ونحتاج إلى سؤال أنفسنا بتروٍ هل هذه الموضة الواسعة الانتشار ستغرس جذورها بين أبنائنا وبناتنا في السعودية؟ وإذا استثنينا هذا الأمر فهذا جزء بعيد عن ثقافتنا وهويتنا العربية بل هي نمط مصغر عن الصرعات العالمية التي تهب رياحها على مختلف أنحاء العالم .
وفي بعض البلدان أحيانا قد يكون ما يقابلها في تقليدها كما هو الحال في الجزائر في ما يعرف بموسيقى الراي التي تطرح الآراء، وهي موسيقى شبابية اعتراضية احتجاجية بوحية تمثل طرفاً من ثورة الشباب. ولا يجوز إعطاء الأمر اكبر من حجمه وإعطاء النصح والتوجيه لمثل هذه المظاهر السلبية لئلا يستفحل أمرها».
وأضاف: «أعتقد أن المجتمع السعودي ذائقته الموسيقية لا تنسجم مع هذه الأنواع من الموسيقى، وإن وجدت مجموعات من الشباب تستمع الى الفرق الشبابية الغنائية. ومن المفترض بالمنابر الرئيسية والرسمية والاجتماعية أن تكون صاحبة نظرة نقدية ولا تسمح بكل أنواع الموسيقى التي تتعارض تعارضاً صارخاً مع تراثنا وموسيقانا الشرقية والمقبول من الموسيقى العالمية».
واعتبر أن هذه الفرق لا تعد من باب زيادة مساحة الاتصال بالثقافات الأخرى، قائلاً: «العالم أصبح قرية كونية صغيرة والتواصل مع الثقافات والشعوب واسع جداً، وما نشهده في العالم الرقمي سنشهده في العوالم الأخرى وعلى وجه الخصوص التمثل الموسيقي والتعبير عن الرأي والطريقة التي يفكر بها المجتمع من حيث الأعراف والقيم هي التي تستخدم في ثورات الشباب وتقليعاتهم.
ولا نريد أن نعطي هذه الثورات العابرة حجماً أكبر واهتماماً أكثر. وفي فترة من الزمن قلّد الشباب مغني البوب الأميركي مايكل جاكسون في أغانيه وطريقة ملابسه، ولو أن المجتمع حينها أعطاهم أهمية كبيرة لربما وُلد نوع من الإصرار على جعل الظاهرة جزءاً من ثقافتنا. لكننا بفضل من الله تعاملنا معها بحكمة ولم نشجعها لأن كل ما يتنافى مع قيمنا وتقاليدنا وأعراضنا وذوقنا العام ليس بالمرغوب فيه أبداً. ويجب أن نحرص على استيعاب شبابنا وتفهم هذا الجيل من خلال توجيهم وإرشادهم والصبر على بعض ممارستهم على أمل تعديلها في المستقبل».
وشدد باقادر على عدم جواز اعطاء هذه الفنون المنابر العامة للحديث عنها ولفت انتباه باقي أفراد المجتمع اليها.
فرحان: «ما يميزنا عن غيرنا اختيارنا للمواضيع المتصلة بواقع الشباب»
Red Coast أو «الساحل الأحمر» فرقة غنائية شبابية سعودية مكونة من ٣ أعضاء هم تامر فرحان (٢٦ سنة) وهو مؤسس الفرقة ويعمل في شركة خاصة بقسم الموارد البشرية. جمعته هوايته مع صديقيه حازم (٢٥ سنة) وعبد الله (٢٤ سنة) أراد أن يتواصل موسيقياً مع مجتمعه من خلال طرح مشاكل المجتمع من وجهة نظر الشباب رافعين شعار «صوتكم سيصل».
يقول: «بدأت الفرقة منذ سنة ونصف تقريباً وحققت معها حلماً كان يراودني منذ صغري لإيصال أفكارنا التي تعايش الجيل الشبابي في المجتمع، ورغم بعض الصعوبات التي واجهتنا في بداياتنا خاصة تقبل المجتمع فإن الإقبال الذي لمسناه سلط الضوء على ما نقدمه من موسيقى تخدم الشباب و وتستهلك طاقاتنا ايجابياً، فبدأ القبول تدريجياً إلى أن وصل إلى الإعجاب بفضل من الله.
وما يثبت ذلك هم الشريحة الكبيرة والتي تتراوح أعمارهم بين ١٥ و٤٠ سنة ممن يستمعون الى موسيقانا ويرددونها نظراً لسهولة الكلمات بلغة موسيقية عربية أو انكليزية. ويتم التركيز على الغناء باللغة العربية لأن مستمعينا ليسوا عرباً يتحدثون العربية، إنما هناك أجانب يستمعون إلينا فيجذبهم التلميح بالعربية ليبحثوا عن الترجمة المرافقة للأغنية في الألبوم باللغة الانكليزية».
وعن سبب تسميتها «الساحل الأحمر» أشار فرحان إلى أن الاسم يعتبر «ولاء لمدينة جدة الساحلية التي تقع على البحر الأحمر والتي نشأت منها الفرقة، وهي تحكي عن واقع شبابها ومشاكلهم من خلال موسيقى وغناء ولحن متميز».
وفي ما يتعلق بمواضيع الأغاني ذكر فرحان أن الاختيار يتم بأسلوب معين ليؤثر في الأفراد سواء كان الموضوع المطروح في الأغنية نقدياً أو رسالة لا بد أن تصل.
شاركت فرقة «الساحل الأحمر» في المهرجان السنوي في مضمار السباق في جدة، ومهرجان آخر في جدة كما أحيا الفريق حفلات خارج السعودية في حفلة واحدة في مدينة دبي.
يضم الألبوم الغنائي للفريق ١٢ أغنية، ومواضيع الأغاني تنوعت بين المشاكل بين الفتيات والشباب، والفوضى في النظام والحياة الاجتماعية، وأيضاً أغنية تحمل عنوان «لا تتدّخل»، وهي دعوة لعدم التدخل في شؤون الغير.
خضر: نحن نقدم «الهيب هوب» كطريقة تعبير راقية
قصي خضر «٣١ سنة» هوأول مغني راب سعودي ويحمل لقب «الأسطورة». يعتبر أن هذا الفن بدأ يجد طريقا له في المجتمع خاصة بعد مزجه بالتراث المحلي في السعودية رغم الرفض الاجتماعي لموسيقى «الهيب هوب».
واستطاع قصي أن يكوّن شركة «جدة ليجند» خرج منها فريق «جدة ليجند» حاملاً على عاتقه مهمة نشر ثقافة الهيب هوب عبر نمط جديد يمزج الهيب هوب والموسيقى المحلية ويراعي العادات والتقاليد العربية لنشرها سعودياً وعربياً ومن ثم عالمياً. يقول: «هناك قبول للهيب هوب كفن وإبداع في المجتمع السعودي، وإن كان هذا القبول لا يزال في مراحله المبكرة. تأسس فريق «جدة ليجند» منتصف عام ٢٠٠٦ ويضم أربعة أعضاء أساسين هم المدير العام حسن سمّان ومساعد المدير العام المتخصص في الـ DJ أشرف الديب، والمغني باللغة العربية مراد، بالإضافة إليّ قصي خضر مغني راب وهيب هوب في الفرقة."
في رصيد «جدة ليجند» منذ عام ٢٠٠٨ ألبومان حملا مواضيع عديدة. ويؤكد خضر ان ردود الفعل كانت مؤيدة للفرقة وغنائها. كما شاركت الفرقة في حفلات داخل السعودية، منها مهرجان «جدة غير» عامي ٢٠٠٨ و٢٠٠٩. وهناك حفلات مختلفة خارج السعودية في دبي وبيروت والبحرين والقاهرة والتي كانت من اكبر الحفلات التي أقامها الفريق.
وأشار خضر إلى الفرق بين الراب والهيب هوب وكيفية اختيار الأغاني قائلا: «الراب نوع من الموسيقى. أما الهيب هوب فهو أسلوب حياة تعيشه. وأحاول تعليم الناس وفئة الشباب المعجبين بفن الهيب هوب أن الراب ليس ما تراه وتقلده فقط بل هو موهبة تطورها ولا يمكن أن تتعلمها. الراب هو فرع من الهيب هوب، وهو تعبير عن حياة الشخص وما هي الحياة التي يعيشها، لذلك يتم اختيار الأغاني في الألبوم عن مواضيع عائلية وشبابية. فقد تتحدث عن الحب أو الزفاف كأغنية Wedding، وغالباً ما أفضل معالجة المواضيع الاجتماعية كالأمومة والحياة والوظيفة».
وأضاف: «أي فنان يتوقع الايجابية والسلبية في بدايات عمله بحكم تقديمنا أفكاراً حديثة وفناً جديداً على العالم العربي. ولم تكن السلبيات كثيرة بفضل من الله، مع أننا توقعنا عكس ذلك، وهو شيء رائع فعلا ينم عن تقبل المجتمع لهذا النوع من الفن. وحصلنا على دروع شكر وتقدير من جهات مختلفة في السعودية. لكننا إلى الآن لم نحصل على جوائز عالمية. ولعل اكبر جائزة حصلت عليها من قناة MTV ARABIA».
يرحب قصي وفرقته بالعمل مع فنانين آخرين في الوسط الغنائي، ومن الذين تعاون معهم عبد الله رشاد ومنى أمرشا وعبدا الفتاح جريني ومحمد الزيلعي وكارل وولف. «وتم التعاون أيضا مع شبابٍ مبتدئين دعماً مني للفرق الحديثة سواء كانوا سعوديين أو عالميين.
وأنصح المبتدئين دائماً ألا يقلدوا غيرهم من الفنانين بل أن يسيروا على خطاهم الثابتة ويقدموا فنهم الذي يحكي عن حياتهم ويحاكي واقعهم الشخصي، ذلك أن كل عمل صحيح لا بد أن يكبر».
رغم الرفض الاجتماعي لفن الـ«هيب هوب» وموسيقى الراب العالمية الصاخبة في العالم العربي والخليجي وتحديداً في السعودية، فإن الأخيرة باتت تشهد ظهور هذه الفنون من خلال فرق شبابية تغني باللغة العربية والانكليزية وتطرح أفكارها عما يدور حولها من قضايا اجتماعية أو شخصية تهم الشباب . «لها» التقت بعضاً من أعضاء هذه الفرق وتحدثت معهم عن هذا الفن الحديث الذي بدأ ينتشر في السنوات الأخيرة في جدة آخذة بالرأي الاجتماعي في هذا الموضوع..
فرقة «مسك»: ظاهرة لافتة في الساحة الفنية
أما فرقة «مسك» الكويتية فمثلت ظاهرة لافتة في الساحة الفنية لأنها تعتبر أول فرقة نسائية خليجية، اذ تتكون من شهد ومسك وشوق، وهن فتيات كويتيات يُجدن العزف على الأورغ والكمان والغيتار، ويمارسن هوايات مختلفة مثل الباليه والرسم. وفتيات «مسك» في العشرينات، يدرسن الموسيقى في لندن وراودهن حلم الغناء منذ الطفولة. ثم تحقق الحلم من خلال تسجيل أغانٍ منفردة بعد تحسين لغتهن العربية لاعتيادهن على الإنكليزية. وجذبت هذه الأغاني الانتباه بسبب أسلوب الفرقة الجديد. ولربما لا تملك الفرقة شعبية في ظل الأغاني القليلة التي قدمتها، إلا أن العروض التي انهالت على كل من شهد ومسك وشوق للعمل في مسلسلات تلفزيونية ومسرحيات هي التي كونت لهن الشهرة، حتى وقعت الفرقة عقداً مع شركة روتانا للعمل على ألبوم جديد.