تعرفوا الى كامالا هاريس.. اول امرأة في منصب نائب الرئيس الأميركي

جولي صليبا 08 نوفمبر 2020

بعد فوزها بمنصب نائب الرئيس الأميركي، صنعت كمالا هاريس التاريخ على مستويات عدة. فهي أول أنثى وأول امرأة سوداء وأول أميركية آسيوية تنتخب لهذا المنصب. توقفت أحلام هاريس في الترشح للرئاسة قبل عام تقريباً بعدما أخفقت في حصد نتائج جيدة في استطلاعات الرأي بين الناخبين الأميركيين من أصول إفريقية، وهي فئة رئيسية بالنسبة إلى حزبها. اختارها جو بايدن لتكون نائبته في السباق إلى البيت الأبيض، فكان ذلك اعترافاً بتنوع التحالف السياسي الديمقراطي والدور التأسيسي الذي تلعبه النساء السود على وجه الخصوص داخل الحزب الديقمراطي. فمن هي كامالا هاريس التي دخلت التاريخ من أبوابه العريضة؟


وُلدت كامالا ديفيز هاريس في 20 تشرين الأول (أكتوبر) 1964 في أوكلاند كاليفورنيا، لأبوين مهاجرين، من أمٍّ هندية وأبٍ جامايكي.وبعد انفصال والديها، نشأت هاريس في كنف والدتها الهندوسية العازبة، شيامالا غوبالان هاريس، وهي باحثة في مجال بحوث علاج السرطان وناشطة مدنية.كانت كامالا على ارتباط وثيق بتراثها الهندي، وقد رافقت والدتها لزيارة الهند مرات عدة. لكنها تقول إن والدتها تبنت ثقافة السود في أوكلاند، وغمرت ابنتيها، كامالا وأختها الصغرى مايا، بتلك الثقافة.

عاشت كامالا في سنواتها الأولى فترة قصيرة في كندا، عندما عندما عملت والدتها في التدريس في جامعة ماكجيل، فسافرت وشقيقتها الصغرى معها، ودرستا في مدرسة في مونتريال لمدة خمس سنوات. ثم التحقت بكلية في الولايات المتحدة، وأمضت أربع سنوات في جامعة هَوارد، إحدى الكليات والجامعات البارزة التي يدرس فيها السود تاريخياً في البلاد، والتي وصفتها بأنها من بين أكثر الخبرات التي حصلت عليها في حياتها وساهمت في بنائها وتكوينها. وتقول هاريس إنها دائماً كانت منسجمة مع هويتها العرقية وتصف نفسها ببساطة بأنها "أميركية".



حياتها العملية

درست كامالا هاريس العلوم السياسية والاقتصاد وحصلت على بكالوريوس في عام 1986 من جامعة هوارد، ونالت شهادة في القانون العام 1989 من كلية هاستينغز.

عملت بين 1990 و1998 نائباً للمدعي العام في أوكلاند بكاليفورنيا، حيث كسبت سمعة طيبة وهي تلاحق قضايا الاتجار بالمخدرات والاعتداء الجنسي وعنف العصابات.وترقت في عملها لتصل في العام 2004 إلى منصب محامي المقاطعة إلى أن انتخبت في العام 2010 في منصب المدعي العام في كاليفورنيا، فكانت بذلك أول امرأة وأول أميركية إفريقية تصل لهذا الموقع.وخلال فترتي توليها منصب المدعي العام، اكتسبت هاريس سمعة جيدة باعتبارها واحدة من النجوم الصاعدة في الحزب الديمقراطي، واستخدمت ذلك الزخم لانتخابها في مجلس الشيوخ عن ولاية كاليفورنيا عام 2017. كما أظهرت خلال عملها استقلالاً سياسياً، ورفضت ضغوط إدارة الرئيس أوباما في تسوية قضايا على الصعيد الوطني ضد مقرضي الرهون العقارية.



نضالها السياسي

سلكت طريقها كنجمة صاعدة داخل الحزب الديمقراطي إلى أن أعلنت في عام 2015 ترشحها لمجلس الشيوخ. طالبت خلال حملتها بإجراء إصلاحات في مجال الهجرة والعدالة الجنائية، وزيادة الحد الأدنى للأجور، وحماية حقوق المرأة الإنجابية، وقد فازت بسهولة في الانتخابات العام 2016.وبعد دخولها المجلس، في كانون الثاني (يناير) 2017، عملت هاريس في اللجنة القضائية ولجنة الاستخبارات، واشتهرت بأسلوبها القضائي في استجواب الشهود خلال جلسات الاستماع، التي أثارت انتقادات من أعضاء المجلس من الجمهوريين.

حلم البيت الأبيض

قبل عام تقريباً، اندفعتكامالا هاريس، عضو مجلس الشيوخ الأميركي عن ولاية كاليفورنيا، إلى مقدمة مجال مكتظ بالمتنافسين الطامحين لنيل ترشيح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة عبر أداء قوي في سلسلة من المناظرات، وانتقادات لاذعة لمنافسها جو بايدن في قضايا تتعلق بالعرق في الولايات المتحدة. ولكن بحلول نهاية عام 2019 ، كانت حملتها قد انتهت وخرجت من سباق التنافس على الترشح.وبعدما أصبح بايدن المرشح الديمقراطي للرئاسة، اختار هاريس البالغة من العمر 55 عاماً لتكون نائبة الرئيس.

تعرف كامالا جو بايدن جيداً، لدرجة أنها تناديه "جو" أمام الملأ، وذلك لأنها كانت قريبة من ابنه "بو بايدن"، الذي فارق الحياة في 2015 بعد إصابته بمرض السرطان. لكن ذلك لم يمنعها من مهاجمته بقوة خلال الانتخابات الأولية داخل الحزب الديمقراطي سنة 2019.


وقد أخفقت هاريس، خلال مشاركتها في الانتخابات التمهيدية للديمقراطيين، في حصد نتائج جيدة في استطلاعات الرأي بين الناخبين الأميركيين من أصول إفريقية، وهي فئة رئيسية بالنسبة إلى حزبها، قبل أن تنسحب في كانون الأول (ديسمبر).

أصبحت ناشطة في العدالة الاجتماعية من بعد مقتل جورج فلويد في أيار (مايو) 2020 على يدي شرطي.وبعدما أصبحت العنصرية مشكلة كبيرة في الولايات المتحدة، طلب الكثير من الديموقراطيين من جو بايدن، اختيار امرأة من أصول أفريقية لتكون نائبة للرئيس، لاعتبارهم أنّ هذا الخيار سيكون محوراً مهماً في حملته ويزيد فرصه للنجاح في الانتخابات. هكذا، اختار جو بايدن، في آب/ أغسطس 2020، كامالا هاريس لتصبح المرأة السوداء الأولى التي تحتلّ هذا المنصب السياسيّ.