الملكة ريما فقيه...

زياد الرحباني, مجلة لها, ريما فقيه, ملكة جمال أميركا, ملكة جمال الكون

24 مايو 2010

ريما فقيه، إسم يتداوله اللبنانيون اليوم في كلّ مكان بعدما استطاعت صاحبته أن تُحقّّق لقباً جمالياً كبيراً وتتربّع على عرش الجمال في الولايات المتحدّة الأميركية. فسهرة انتخاب Miss USA لم تمرّ عاديّة بالنسبة إلى اللبنانين الذين وجدوا أنفسهم معنيين بهذا الحدث الأميركي الصرف، إذ أنّ ابنتهم الجنوبية السمراء ريما فقيه التي مثلّت ولاية «ميشيغان» استطاعت أن تفوز على 50 متبارية أخرى تمثّل باقي ولايات أميركا لتكون بذلك أوّل إمرأة عربية مسلمة تُحقّق هذا اللقب.
وفي حديث إلى مجلة «تايم» قبل انطلاق مسابقة
Miss USA قالت ريما إنه في حال فوزها ستكون حريصة على الإنخراط في مجال توعية المرأة في الدفاع عن نفسها وضرورة التعليم المتقن وولوج ميادين العمل الاجتماعي والثقافي بقوّة أكبر.إنّ إعلان فوز ريما فقيه في مسابقة ملكة جمال الولايات المتحدّة خلال السهرة الضخمة التي أُقيمت في لاس فيغاس، شكّل صدمة كبيرة للعالم كلّه وليس للبنان فقط خصوصاً أنّها أوّل إمرأة عربية مسلمة تفوز باللقب.
 والجدير ذكره أنّ الشابة الجميلة إبنة ال24 عاماً هي من مواليد بلدة صريفا في جنوب لبنان وقد هاجرت مع عائلتها إلى الولايات المتحدة في السابعة من عمرها، واستقرّت في نيويورك حيث درست في المدرسة الكاثوليكية هناك قبل أن تنتقل عام 2003 إلى ولاية ميشيغان. إلآّ أنّ علاقتها بوطنها الأم لم تنقطع يوماً خصوصاً أنّها تزور لبنان في شكل مستمرّ وتحرص على التحدّث باللغة العربية مع أهلها وأصدقائها اللبنانيين. كما أنّها مولعة بالثقافة والفن اللبنانيين، فهي تعشق زياد الرحباني وتحفظ مجمل أعماله ومسرحياته عن ظهر قلب.

 تخصّصت في الاقتصاد وإدارة الأعمال ونالت إجازتها من جامعة ميشيغان، كما أنّها تنوي التخصّص في القانون الدولي بعد انتهاء مهامها كملكة جمال أميركا. ومن أبرز هوايات ريما فقيه الرقص والسفر. ومن المقرّر أن تُمثّل فقيه الولايات المتحدّة في مسابقة ملكة جمال الكون القادمة وربما تعود بلقب جمالي أكبر ليُخلّد إسمها إلى جانب ملكة جمال الكون لعام 1971 جورجينا رزق.

«لها» تزور مسقط رأس ملكة جمال أميركا وتلتقي عائلتها وأهل قريتها
بعد كلّ الضجة التي أثارها تربّع الفتاة اللبنانية ريما فقيه  على عرش الجمال في الولايات المتحدّة الأميركية وبعد الحملة التي شنّتها وسائل الإعلام الإسرائيلية على انتخاب الشابة ريما فقيه التي جاهرت بعروبتها، انطلقنا إلى مسقط رأس الملكة التي تُمثّل في مهمتها الجمالية بلدين معاً بهدف رصد أجواء قرية «صريفا» ولمعرفة ردود فعل أهلها عقب تربّع ابنتها على أهم عرش جمالي في أهم دولة في العالم. وبعد وصولنا إلى بلدة «صريفا» الجنوبية التي تبعد 21 كيلومتراً عن مدينة صور، استقبلنا الناس بحفاوة وبدوا فرحين بإنجاز ريما فقيه.
إلاّ أنّ هذا الإنطباع الذي يرتسم على وجوه أهل صريفا لا ينعكس على أجواء البلدة، إذ أنّ الطرقات والأرصفة خالية من صور الملكة ومن اليافطات التي تحمل اسمها وعبارات التبريك كما يحصل عادة في القرى عند أي إنجاز يحصده أحد أبناءها. وهذا الأمر تطرّق إليه رئيس بلدية «صريفا» الأستاذ علي عيد الذي زرناه في منزله الذي أصبح بين ليلة وضحاها مقصداً للصحافيين والزائرين والمندهشين والمباركين منذ إعلان فوز ريما فقيه بلقب ملكة جمال أميركا. فهو اعتبر أنّ مثل هذا الإنجاز الكبير يجب أن يُرفق ببهجة أكبر من خلال رفع صورة الملكة وعلى رأسها تاج الجمال العالمي عند مدخل البلدة أو وضع «يافطات» وملصقات تُبارك هذا الحدث حتى إذا قصدت الملكة بلدتها وجدت أنّ وطنها سعيد وفخور بها كما كانت هي فخورة به عندما أعلنت أمام ملايين المشاهدين أنّها فازت بلقب ملكة جمال أميركا ولكنّها تهدي نجاحها إلى العرب ولبنان وبلدتها «صريفا».
ورأى السيّد عيد أنّ هذا الحدث الكبير هو تكريس لصورة لبنان الغنيّ والسخيّ والمبدع الذي يلد المميزين في كلّ المجالات من العلوم والفنون إلى الطبّ والجمال... وعن ردّة فعل أهل قريته علّق علي عيد بالقول إنّ أهالي «صريفا» تفاجأوا كغيرهم من اللبنانيين ليس لأنّ ريما تقلّ شأناً عن منافساتها، بل العكس، وإنما لأنّها فتاة عربية مسلمة وكان من الممكن أن تؤثّر ديانتها في تقليص فرص نجاحها. ولكن النتيجة جاءت لمصلحة ريما لما تحمله من مقاييس جمالية وجرأة وذكاء وثقة بالنفس. وأضاف: ريما أصبحت سفيرة لوطنها الأم منذ لحظة انتخابها ملكة جمال ميشيغان ومن ثمّ أميركا. واعتبر أنّ اسم جورجينا رزق التي حصدت لقب ملكة جمال الكون عام 1971 دخل التاريخ العربي من بابه العريض وصار مقامها الى جانب الكبار في لبنان والعالم العربي.

عمّة الملكة: «ريما تعشق لبنان وتودّ زيارته في أقرب فرصة ممكنة»
بعد رئيس بلديّة صريفا الأستاذ علي عيد، توجهنا إلى المنزل الذي ولدت فيه ريما فقيه والذي تتواجد فيه عمتها السيّدة عفيفة فقيه سعيد (الحاجّة أم علي). استقبلتنا العمّة بابتسامة عارمة وقالت: «لم أكن أتوقّع يوماً أن أُصبح مقصداً للصحافيين والإعلاميين خصوصاً أنني حاجة متقدّمة بالسنّ، إلاّ أنّ الحدث الكبير الذي كانت بطلته ابنة أخي ريما غيّر كلّ شيء، وفي ظلّ غياب والديها عن لبنان وجدت نفسي مضطرة للردّ على أسئلة الصحافة المهتمة بفوز ابنتهما».
وأوّل ما علّقت عليه الحاجة أم علي عن تقبلّها فكرة مشاركة ابنة أخيها في هذه المسابقة الجمالية أنها تشعر بالفخر لأنّ ابنة شقيقها رفعت رأس وطنها أمام الملايين من الناس في قلب لاس فيغاس الأميركية عندما أهدت تاجها الى العرب واللبنانيين والى بلدتها صريفا. واعتبرت السيّدة سعيد أنّ أكثر ما شدّها هي العبارة التي قالتها ريما أثناء مشاركتها في الحفل الإنتخابي بعدما تعثّرت بفستانها الأبيض الطويل ووقفت قائلة: «تعثرت اليوم وإنما لن أتعثّر في مسابقة ملكة جمال الكون».
وفي السؤال عمّا إذا كانت قد تكلّمت مع ريما عقب فوزها أجابت السيّدة سعيد: «نعم، تكلّمت مع ريما ليلة انتخابها ملكة جمال أميركا عند الساعة الثانية فجراً بعدما أعطاها الخطّ شقيقها ربيع. وما إن سمعت صوتها حتى انتابتني موجة بكاء وهي بدورها بكت وقالت لي بلهجتها اللبنانية: «عمتو أنا مش مصدقة، إنتو صدّقتو؟»...

السيّدة رنا فقيه شقيقة الملكة ريما: «كان لدينا ثقة بأنّ ريما ستفوز بلقب «ملكة جمال أميركا» واليوم باتت ثقتنا أكبر بأنّها ستفوز بـ«ملكة جمال الكون»
أمّا شقيقتها رنا التي جاءت منذ أشهر من ديربون الى لبنان أكدّت لنا أنّ العائلة كلّها سعيدة وفخورة بالإنجاز الذي حققته ريما وأنّها لا تستطيع نفي أو تأكيد أي خبر من الأخبار التي كثرت حول ريما وفوزها. وكلّ ما صرّحت به رنا فقيه عن أختها ريما أنّها إنسانة طموحة وطبيعية وعفوية وصريحة. وهي تتواصل معها عبر التلفون والإنترنت رغم الضغط الذي تعيشه قبل الجولة التي ستقوم بها في أميركا، فضلاً عن تحضيرات «ملكة جمال الكون». وقالت رنا إنّ ريما مُحاطة بعائلتها وإنّ أهلها لا يخافون عليها من هذه المسؤولية التي تحملها على عاتقها لأنّها في النهاية مواطنة أميركية وأميركا حريصة عليها وعلى التاج الذي تحمله. وتابعت رنا أنّ لقب «ملكة جمال» لا يعني الجمال الخارجي فحسب، بل هو روح وسلوك وثقافة. ورأت أنّ شقيقتها تملك كلّ تلك المواصفات لكونها تجمع إلى جانب جمال الشكل والجاذبية حضوراً لافتاً وثقافة واسعة وذكاء وعفوية وطيبة كبيرة. وعن طبيعة حياة ريما قالت: «إنها فتاة نشيطة جداً ورياضية من الدرجة الأولى وتأكل في شكل طبيعي إلآّ أنها تُؤثر الأكل الصحّي وتُكثر من التمارين الرياضية خلال النهار». وفي نهاية حديثها، ختمت رنا بالقول: «لقد كان لدينا ثقة كبيرة بأنّ ريما ستفوز بلقب «ملكة جمال أميركا» واليوم باتت ثقتنا أكبر بأنّها ستفوز بـ«ملكة جمال الكون»...

ريما فقيه: "حوريّة باللون الأبيض، تفوز بلقب ملكة جمال أميركا Miss USA تحقّق حلماً حملته معها منذ طفولتها"
ما لبثت أن فازت ريما فقيه بلقب ملكة جمال أميركا حتّى أصبحت حديث الساعة على مختلف الوسائل الإعلاميّة. والحديث لم يكن كلّه إيجابيّ. فقد انقسمت الولايات المتّحدّة هذا الأسبوع إلى وجهات نظر مختلفة، بين معجبين بها أو مهاجمين لها.  عن اشتراكها في مسابقة Miss Michigan تقول ريما أنّها باعت سيّارتها الفورد لتحصل على المال وتشارك بانتخاب ملكة جمال ميشيغان، حتّى تشارك من بعدها بانتخاب ملكة جمال الولايات المتحدّة الأميركيّة (دون أن تبيع سيّارتها هذه المرّة!).
 وقد فازت باللقب تاركة وراءها 51 متبارية تتميّز كلّ منهنّ بالجمال الفائق والذكاء طبعاً. وأضافت: «لن أسمح لحالتنا الاقتصاديّة أن تمنعني من أن أكون هنا اليوم لأشارك في هذا الحفل».  قبل موعد حفل انتخابها، قالت ريما أنّها تشعر «بالإثارة والقلق، وأنّها تريد أن تصرخ، ترقص، تبكي وتأكل».... ولكنّها خلال الحفل بدت واثقة جدّاً من نفسها، وطبيعيّة في حديثها. قد تكون تعثّرت قدمها قليلاً بفستانها الأبيض، ولكنّها لم تدع هذا الأمر يؤثّر عليها أبداً وقالت: «أردت فستاناً يجعلني أبدو مثل الحوريّة»، وبالفعل، هكذا بدت بفستانها على المسرح....
ريما من مواليد صريفا في جنوب لبنان، انتقلت عائلتها من إلى الولايات المتحدّة الأميريكيّة عندما كانت طفلة. عاشت في نيويورك لغاية عام 2003 لتنتقل من بعدها مع عائلتها إلى ديبورن في ولاية ميشيغان حيث درست إدارة الأعمال والاقتصاد، ومن الأرجح أنّها ستتابع دراستها في الحقوق للحصول على الماجستير بعد نهاية هذا العام على العرش.
بعدما فازت باللقب وبعد تتويجها، شكرت ريما منظّم الحفل رجل الأعمال دونالد ترامب وزوجته ميلانيا، وأولاده «الجميلين»،..... وعندما سألها مقدّم الحفل عن شعورها بعدما فازت باللقب أجابته ضاحكة: «إسألني بعدما آكل البيتزا»...
وقد قالت ريما سابقاً أنّها تحبّ الناس حولها كثيراً، ومهما واجهت من مصاعب في حياتها، عائلتها هي التي تبقى دائماً إلى جانبها. وهي متعلّقة جدّاً بها وتقول أنّ لها الفضل بتحقيق ما وصلت إليه إلى اليوم.
قال شقيقها ربيع لنا: «بالطبع حضرت حفل الانتخاب وهي اليوم تحت الحراسة 24 ساعة، بجدول عمل شاق».  ويبقى السؤال ما هو المشروع الذي ستتبنّاه ريما هذا العام؟ وكيف سيتقبلّها الأميركيّون كأجمل إمرأة بينهم؟ هذا ما سنراه إلى أن تشارك ريما بحفل انتخاب ملكة جمال الكون هذا الصيف.



كواليس

  • رغم انقسام الولايات المتحدّة هذا الأسبوع بين مؤيّد ومعارض لفوز ريما فقيه، إلاّ أنّ الجميع يتحدّث عن الحدث الذي أثارته هذه الفتاة اللبنانية- الأميركية وعن ثقتها بنفسها وعفويتها. فريما فقيه تقول إنّها باعت سيارتها حتى تتمكّن من المشاركة في مسابقة Miss Michigan واعتبرت أنّها لن تسمح لحالتها الإقتصادية بمنعها من المشاركة بهذا الحفل المكلف جداً. ولكن بعد حصولها على اللقب، وجدت نفسها إلى جانب 51 فتاة من أجمل فتيات الولايات المتحدّة تحت إدارة منظّم الحفل رجل الأعمال المعروف دونالد ترامب الذي ما إن وقع نظره عليها حتى قال لها: «أنت رائعة». وبعد تتويجها شكرت ريما منظّم الحفل زوجته ميلانيا وطفليه وأضافت: «أحبك يا أمّي، وأحبّك يا أبي، أحبّكم جميعاً».
  • أمّا شقيقها ربيع فقال لـ «لها»: «بالطبع حضرت حفل الإنتخاب، وكنّا معها... وهي اليوم تحت الحراسة 24 ساعة، بجدول عمل شاق»...
  • وفي حوار أجراه معها كمال قبيسي من «العربية نت» قالت ريما إنها تعثرت بالفعل بعض الشيء بعد أن أنهت ليلة مشاركتها في أحد العروض الرئيسية أمام لجنة التحكيم «والسبب كان فستان السهرة الطويل الذي ارتديته.. كان طويلا، لكنه كان الأجمل والأحلى» وفق تعبيرها بلهجتها التي ما زالت لبنانية برغم إقامتها أكثر من 17 سنة خارج لبنان الذي اعتادت زيارته وحدها أو برفقة العائلة أحياناً.
    وأضافت: «طبعاً، سأمثل أميركا بمسابقة ملكة جمال الكون هذا العام.. سأمثلها وسأعود ومعي اللقب العالمي الى ديربورن، فأنا لبنانية ومن أميركا وسأفوز».
  • ريما في الرابعة والعشرين من عمرها، هواياتها المفضّلة السفر والمصارعة والركض والرقص، و «الضحك».....
  • بالنسبة الى المشاركة في Miss Michgan، كانت صعبة ومكلفة لأنه لم يكن هناك شركة ترعاها. لأنه كان عليها دفع رسوم التسجيل، وشراء الفستان والأحذية والماكياج... الأمر الذي دفعها الى بيع سيارتها للمشاركة. أمّا في Miss USA فهم يهتمّون بكلّ شيء.
  • أما عن الصورة المنشورة عبر الإنترنت فكانت مأخوذة من مسابقة نسائية اجتماعية فقط لا غير.
    تعليقاً على انزلاق رجلها في المسابقة قالت ان ثقتها بنفسها كانت عالية ولم تخف للحظة من أن تؤثر هذه الحادثة على نتيجة التصويت حتى ولو كانت وقعت وحصل لها اسوأ مما حصل.
    خلال التحضيرات للمسابقة، اتّبعت ريما حمية غذائية ابتعدت فيها عن الكاربوهيدرات والسكريّات... وكانت تأكل 5 وجبات صغيرة كل يوم، بما فيها بياض البيض للفطور. وبالطبع كانت تقوم أيضاً بالكثير من التمارين الرياضيّة.