عقد مؤخرا مؤتمر الصحافيين العالمي الذي تنظمه سنوياٌ جمعية الصحفيين الكوريين ، وللسنة الثانية على التوالي وبسبب جائحة كورونا يعقد هذا المؤتمر عبر منصة زوم . ناقش المؤتمر خلال يومين متتاليين القضايا التي يجب أن يواجهها الناس من جميع أنحاء العالم بشكل واضح ومشترك ، فكان اليوم الاول تحت عنوان "أفاق حقبة ما بعد كورونا ودور الصحافة" فيما خصص اليوم الثاني لمناقشة "قضايا المناخ العالمي ودور الصحافة " .

شارك في هذا المؤتمر حوالي 60 صحفيا من 50 بلدا حضورياً وعبر الانترنت، وكان لمجلة "لها " مشاركة خاصة وكلمة القتها الزميلة غنى حليق في اليوم الثاني للمؤتمرتحدثت فيها عن دور الصحافة وقضايا المناخ العالمي ووضع لبنان فيما يتعلق بتغير المناخ واهتمام الناس في هذا الموضوع، وخصوصا في ظل ما يعانية لبنان من ازمات سياسية واقتصادية وصحية.

افتتح المؤتمر رئيس جمعية الصحفيين الكوريين (JAK ) كيم دونغ هون بالقول:"دعونا الصحفيين من جميع أنحاء العالم لمدة سبع سنوات منذ 2013 وحتى عام 2019 إلى شبه الجزيرة الكورية، الدولة المنقسمة الوحيدة على وجه الأرض، لجعلهم يختبرون شخصيًا واقع الأمة المنقسمة ويدركون مرة أخرى أهمية السلامالىجانب ذلك ، ناقشنا مستقبل الصحافة وتوسع مدى الترابط المتبادل مع انتشار فيروث كورونا وانتشار كوفيد 19 على مستوى العالم ، عقد المؤتمر عبر الانترنت العام الماضي ، ويقام عبر الانترنت هذا العام أيضًا.

وأضاف كيم دونغ هون أنه على الرغم من أن الصحفيين لا يرون الطبيعة الجميلة وثقافة كوريا وواقع الأمة المنقسمة، إلا أنهم يمكنهم الاستفادة من الفرصة المتاحة للمساهمة في تطوير وسائل الإعلام من خلال الاجتماع عبر الإنترنت وتبادل الخبرات والتجارب في كل دولة مشاركة في المؤتمر . نتشارك جميعًا في القواسم المشتركة حتى لو اختلفت بلادنا وجنسنا ولون بشرتنا وأيديولوجياتنا .

وقال كيم دونغ هون: “الحقيقة أن الصحفيين يعملون بجد من أجل الحرية والسلام وينشرون الحقيقة بقلب دافئ ومنطق عادل".

ورأى هون أن موضوع اليوم الأول “آفاق حقبة ما بعدكوفيد"كان متماشياً مع تطوير اللقاحات وبداية عملية التطعيم وأن اليوم الثاني يأتي تحت شعار” قضايا المناخ العالمية “لابتكار حلول مشتركة والاستجابة لمشكلة المناخ، والتي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بمختلف المجالات، بما في ذلك المجتمع والبيئة والحياة في جميع أنحاء العالم. وختم حديثة بالقول أنه يتطلع إلى مشاركة الصحفيين في الاراء والتوصيات ونشرها كل في بلده .

أما رئيس الوزراء الكوري تشونغسيكيون فقد شدد في خطابه الرئيسي في المؤتمر على أن الصحافة أصبحت أكثر قيمة بكثير فيعالمجديد حيث يمكن لأي شخص أنينتج المعلومات ويوزعها ويستهلكها بسهولة بفضل تطوير التكنولوجيا الرقمية ،ويصبح تعطش الناس للحقيقة أكثر وضوحا". "في هذا العالم الجديد، أعتقد أن دور الإعلامي كمنفي الحقيقة. واعتقد انه عندما تسلط وسائل الاعلام الضوء على العالم من خلال الاخبار الصادقة ووجهات النظر المتوازنة، فاندورها كمرآة ونافذة سيشرق حقا " .

وخلال المؤتمر ناقش الصحافيون في اليوم الاول دور الصحافة في حقبة ما بعد كوفيد وأهمية تناول الخبر ومصداقيته وطرحه بطريقة علمية بعيده عن التزييف، كما حذر المجتمعون في اليوم الثاني من التهديدات المرتبطة بتغير المناخ والتي تنذر بالشر لدرجة أن التقاعس عن اتخاذ اجراءات جماعية سيكون له تكلفة باهظة على الانسانية ، وشددوا على أن العمل الجماعي أمر بالغ الاهمية ولا يجب التقاعص أو المماطله في أيجاد الحلولبسبب المصالح السياسية أو التجارية الضيقة أو نقص الوعي، وعلى وسائل الاعلام الاهتمام بموضع المناخ بشكل جدي ونشر الوعي فيما يتعلق بهذا الموضوع وتدريب الصحفيين الشباب على كيفية التعامل مع هذا النوع من الاخبار.

وخلال المؤتمر وفي جلسة خاصة مع مؤسسة سامسونج للصحافة، تحدثت يبور ابلوم، مديرة برنامجنا يتساينس للصحافة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، عن "ما تعلمناه عن الصحافة العلمية في عام كوفيد"19, إذ تلقتب لوم أسئلة من كلمن مدير الجلسة، جانيون، الأستاذ في جامعة كوريا، ومن الحضور، مما أدى إلى نقاش غنيشمل مجموعة واسعة من القضايا، بما في ذلك الأخلاق والمساواة في التغطية الاعلامية.

تعتبر جمعية الصحافيين الكوريين من أهم الجمعيات الصحفية في العالم وهي تأسست عام 1964، وهي أكبر منظمة للصحافيين في كوريا. ويحتفل هذا العام بالذكرى السنوية السابعة والخمسين لتأسيسها وتضم حوالي 11000 عضو من 195 مؤسسة إعلامية من جميع أنحاء البلاد ينخرطون ويشاركون في أنشطتها.

وأصبحت الجمعية عضوا في الاتحاد الدولي للصحافيين في عام 1966 مع عقيدة “تعزيز العلاقات مع الصحفيين الدوليين ومساعدة بعضهم البعض” كواحدة من العقائد الرئيسة الخمس، ومنذ ذلك الحين، شاركت الجمعية بنشاط في مجتمع الصحفيين الدوليين.